أسّست "ربيعة العازل" مشغلاً للخياطة في قريتها "الرحية" بجهد ذاتي، وفكر منفتح على العمل والإنتاج، وأتبعت خطواتها بتعليم فتيات قريتها والقرى المجاورة ليدخلن سوق العمل بطريقة متقنة ومنافسة للسوق.

مدوّنة وطن "eSyria"، بتاريخ 1 نيسان 2017، خلال زيارتها لقرية "رحية" التابعة لريف "تل حميس"، التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 35كم، التقت "ربيعة"، لتتحدّث عن تجربتها بالقول: «قبل عدة سنوات قمت بتأسيس مشغل خياطة يستهدف الفتيات العاطلات عن العمل؛ حتى يصبحن عاملات منتجات في مكان سكنهن.

التزمت بالحضور اليومي في المشغل لمدة شهرين تقريباً، حتى تعلمت كل تفاصيل العمل على ماكينة الخياطة، فقامت أسرتي بشراء ماكينة خاصة لي، واستطعت إنجاز كل ما يلزمها من أعمال الخياطة، إضافة إلى أنها أصبحت مورد رزق مهمّ بتّ أقطف ثماره، من خلال إنجاز الثياب لمن يرغب من أهل القرية

تعلّمت الخياطة من دون دورات أو معلّم، كانت لدينا ماكينة صغيرة جداً، ومنذ الصغر كنت أراقب شقيقتي كيف تعمل عليها، إضافة إلى جمع معلومات من هنا وهناك، حتّى بات لدي كماً كبيراً من المعلومات النظرية، ثمّ توجهت للتعلم على تلك الآلة الصغيرة، حيث أصبت مرات، وأخطأت أكثر في المرحلة الأولى ببعض التجارب العملية على قطع وأقمشة غير مهمّة، وبعد مدة قصيرة بدأت العمل على ماكينة الخياطة باحتراف، وشيئاً فشيئاً صنعت الألبسة بمختلف أشكالها، ودخلت السوق، وتوجه تركيزي بعد ذلك إلى تجهيز اللباس العربي التراثي الخاص بالمرأة الريفية، وبعد إتقاني للعمل، بدأ التفكير بفتيات قريتي والقرى المجاورة، لتعليمهن المهنة، وتجاوز الأعراف وتقاليد بعض من يقول إن الفتاة للمنزل فقط، فحولت غرفتي الريفية الطينية البسيطة إلى مشغل لاجتماع الفتيات فيها من أجل التعلّم».

من الأعمال التي أنجزتها ربيعة

وتضيف: «تخرجت أكثر من فتاة وهي تتقن العمل على الخياطة، حيث انطلقن للعمل والإنتاج. وأنا أساهم وأساعد أسرتي بكل مستلزمات الحياة اليومية، وهو موضع فخر واعتزاز لي كفتاة ريفية، والآن هناك 15 فتاة من قريتي والقرى المجاورة يتعلمن المهنة، وكل المنتجات التي نصنعها تذهب إلى معظم مناطق المحافظة، وهناك من يأخذ نتاجنا إلى الدول العربية المجاورة».

أمّا "سعدة العمر"، فبيّنت سعادتها وهي تتخرّج في مشغل "ربيعة"، وقالت: «التزمت بالحضور اليومي في المشغل لمدة شهرين تقريباً، حتى تعلمت كل تفاصيل العمل على ماكينة الخياطة، فقامت أسرتي بشراء ماكينة خاصة لي، واستطعت إنجاز كل ما يلزمها من أعمال الخياطة، إضافة إلى أنها أصبحت مورد رزق مهمّ بتّ أقطف ثماره، من خلال إنجاز الثياب لمن يرغب من أهل القرية».

الغرفة الطينية تحولت إلى مشغل للخياطة

يذكر أنّ "ربيعة العازل"، من مواليد 1990.