تحرّرت "إثرا بهنان" من الانعزالية والجلوس في المنزل، لتجد نفسها من جديد وتثبت أن الإعاقة التي ابتليت بها وهي صغيرة ما كانت إلا إعاقة جسدية، فشاركت مع مثيلاتها بعدد من المهن اليدوية، ودخلت بفضل موهبتها سوق الإنتاج والعمل.

وتعدّ نفسها بعد اثنين وثلاثين عاماً مولودة من جديد، وبروح جديدة؛ عندما وجدت نفسها في مشروع يستهدف ذوي الإعاقة بمشروع "أنا أستطيع"، حيث أضافت لمدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 3 تشرين الأول 2016: «منذ عدّة أيام أعلن عن هذا المشروع، فلم أتردد بالانضمام مع الكثيرين ممن يعانون مثلي، وتشجعنا للإعلان عن أنفسنا كمعطاءات للبيت الذي نعيش فيه، وللمجتمع، قمت باختيار مهنة تزيين الشموع التي أعدّها هواية سابقة وحلماً كان يراودني لتطويرها، واليوم أنجزت ما حلمت به على أرض الواقع، وأكثر من ذلك، فالقطع التي أنجزت دخلت بعضها إلى السوق ومنازل الناس، لذلك من حقي أن أشعر بنشوة الابتهاج والفرح».

أعمل في قسم الإكسسوارات؛ لأنني معها أشعر بالمتعة والهدوء، إضافة إلى الإقبال الكبير عليها في الأسواق، فأكون سعيدة عندما أنجز شيئاً ويستفيد منه أبناء مدينتي

"أورها سهدو" استطاعت على الرغم من إعاقتها السمعية والنطقية إيصال رسالتها وهي تعمل في المشروع، بالكلمات التالية: «أعمل في قسم الإكسسوارات؛ لأنني معها أشعر بالمتعة والهدوء، إضافة إلى الإقبال الكبير عليها في الأسواق، فأكون سعيدة عندما أنجز شيئاً ويستفيد منه أبناء مدينتي».

شموع جميلة من أنامل أثرا

أمّا "راميا آحي" مديرة المشروع، فتحدّثت عنه بالتفصيل، وقالت: «هذا المشروع خاص لذوي الإعاقة بنسبة 90%، ومن الضروري أن تكون معهم للتأقلم والاحتكاك بهم بالصورة السليمة والصحيحة، والهدف تأمين فرص عمل لهم بعد مدة تدريبية ضمن المشروع تصل إلى أربعة أشهر، وبعد التخرج تُؤمن لهم كافة مستلزمات ومتطلبات المهنة التي تدربوا عليها وأتقنوها، أمّا المهن التي انضم إليها 50 متدرباً، فهي مشغل للشمع، وتجهيز الحقائب المدرسية، والإكسسوار، وصيانة "الموبايل"، وصيانة شحن رافع الجهد، والخياطة. ولديهم الحرية باختيار المهنة، وتمّ انتقاء المتدربين بناء على أسس وشروط معينة أولها العمر، حيث اخترنا أن يكون بين الثامنة عشرة حتّى الخامسة والأربعين عاماً؛ لأن فئة الشباب هي المستهدفة بالدرجة الأولى، وأن يكون معيلاً وصاحب أسرة فقيرة، ومن الأهداف التي نطمح إليها وتحققت؛ أن يتم تحريك السوق وبأسعار منافسة من المواد التي تنجز بأيادٍ لم تكن تعمل من قبل، وقد قمنا بين الحين والآخر بأنشطة فنية وترفيهية لمن يعمل في المشروع بحضور أهلهم وأصدقائهم لزيادة الألفة بين الجميع».

يذكر أن المشروع هو ثمرة تعاون بين كنيسة "السريان" الأرثوذكس وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.