الإبداع الفكريّ والجسديّ الذي يملكه الطفل "سيمون ياسر قاسو"، وشريط الذاكرة الذي يختزنه في ذهنه، منحته مكانة الطفل المتميز والمبدع.

"سيمون" الذي ولد في القامشلي 2001 وأثناء حديثه مع مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 22 تموز 2016، بيّن تأثره الكبير بالأحداث والصور والمواقف التي ترصدها عيناه لما جرى ويجري في بلده، وكانت سبباً مباشراً لبقاء أحداثٍ مؤثّرة جداً في مخيّلته، وأضاف: «ألم التوحد الذي رافقني مع لحظات الولادة الأولى، جعلني أعيش في عالم خاص، لكنني لم أستسلم، بل أثبتّ أن المرض كان دافعاً كبيراً إلى التميّز في أكثر من مجالٍ، فممارستي لعبة "التنس" بجدارة، واستعدادي للمشاركة ببطولة على مستوى القطر خلال الأيام القادمة دليل على ذلك، أمّا العزف على الأورغ، فهو بدرجة احترافية بشهادة من يشرف على التدريب، ومشاركتي بعدة حفلات فنيّة للأطفال في مدينتي "القامشلي واللاذقية" بأكثر من مناسبة، وأحفظ في ذاكرتي نتيجة ألف مباراة عالمية يستعين أهل الرياضة بتلك الذاكرة مراراً وتكراراً من دون الاستعانة بالعالم المُسمّى "غوغل"، ومجرد مشاهدة صورة رياضية أستطيع من خلالها تحديد هوية المباراة بالكامل، أمّا مشاهدة الشريط الإخباري لمرة واحدة ولأي قناة كانت، فهو كافٍ لإعادة تكرار عناوين الشريط شفهياً وبأدق تفاصيله».

أثناء الحفلة توجهت إليه عشرات الأسئلة حول الأزمنة والتواريخ البعيدة والمستقبلية، وقد أذهل الجمهور بالأجوبة وسرعة الردّ، إلى جانب عزف رائع على آلة "الأورغ"

"ماريا الباشا" والدة "سيمون" أكّدت أنّه يتقن عملية رياضية حسابية لم تشهد مثيلاً لها حتى تاريخه، بل لم يُعرف له عنوان واضح وصريح من أبرز المختصين، وتضيف: «العملية تكمن في قدرته على تحديد أي زمن تاريخي ولو بعد آلاف السنين، أو قبل آلاف السنين بمجرد إعطائه إشارة، فالكثيرون منّا ومن زوارنا يعطونه عام ولادتهم، وعلى الفور يحدّد لكل شخص اليوم والشهر الذي وُلد فيه، إلى جانب قدرته على بيان أي معلومة تاريخية، ويستطيع تحديد عدد المرات التي ستصادفها يوماً ما من أيام الأسبوع على مدار سنوات طويلة، وهو "أرشيف"؛ لأننا نستعين به في كلّ التفاصيل الخاصة بالزمن والتاريخ، بمجرد تحديد مدّة زمنية يقوم بتحديد اليوم والشهر بسرعة متناهية، ويقدّم تفاصيل تخصّ البلد بأدقّ التواريخ، ومنذ سنوات ولأكثر من محافظة، إلى جانب ما ذكر هو يتصدّى لحصر أرقام الطلقات التي تخرج من أي سلاح عسكري مهما كان "الرشّ" سريعاً، لكنّه يعيش في عالم غريب، ونتمنّى احتضانه في مركز خاصٍّ به وبقدراته».

سيمون في ملاعب التنس

"رياض علي" حضر حفلة "لسيمون"، وقال: «أثناء الحفلة توجهت إليه عشرات الأسئلة حول الأزمنة والتواريخ البعيدة والمستقبلية، وقد أذهل الجمهور بالأجوبة وسرعة الردّ، إلى جانب عزف رائع على آلة "الأورغ"».