تجد "عمشة سالم" ومن معها في قريتها البعيدة عن "القامشلي" في مشروع الصحة الإنجابيّة عناوين كثيرة ومهمّة لحياة المرأة الريفيّة، سواء بالعلاج والخدمات الطبية، أو بالثقافة الصحيّة، من خلال مشروع صحي ثقافي حقق نقلة نوعية لنساء الريف.

مدوّنة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 19 تموز 2016، "عمشة سالم" من قرية "قلعة الهادي" التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 75كم، وعن المشروع تقول: «حياة المرأة الريفية مثقلة بالأعمال الريفية، حتى الصعبة منها، وأغلب الأحيان تهمل الجانب الصحي والمثالي في حياتها، ووجدنا من خلال زيارة الكادر المتنوع والمختص الزائر للقرية أكثر من معلومة علمية وحتى مجتمعية، تخص بالدرجة الأولى المرأة الحامل والمرضع، فهي ملزمة بالحفاظ على صحتها، وغذائها، ونومها، وكيفية التعامل مع الأحداث الطارئة لحياتها اليومية أثناء العمل، كنا نجهل الكثير عنه، ولكننا سمعناه وسمعنا عن قضايا كثيرة تخص الجانب النفسي ضمن محاضرات وندوات طبية واجتماعية تناولها مختص في الإرشاد النفسي، وهذه الندوات والمحاضرات والجلسات لم تتناول في الريف مطلقاً منذ تأسيس ريفنا».

كل منزل بدأ ينقل ويتناقل المعلومات التي يتلقاها في الجوانب التي ذكرت، وبات الريف بأكمله يتناول هذه الأحاديث، بل إن تعاوناً كبيراً تم بين نساء الريف وأهل القرى عامة مع الفريق المختص لنجاح هذه المهمة، والأهم بمجرد إعلان ساعات العلاج والجلسات كل النساء المستهدفات تحضرن، فظاهرة الإقبال على كسب المعلومة في أعلى درجاتها، والأهم أنهن يقمن بتطبيقها

"سهيلة محمّد علي" من ريف "اليعربية" تحدّثت عن تفاعلها بالمشروع، وتقول: «كل منزل بدأ ينقل ويتناقل المعلومات التي يتلقاها في الجوانب التي ذكرت، وبات الريف بأكمله يتناول هذه الأحاديث، بل إن تعاوناً كبيراً تم بين نساء الريف وأهل القرى عامة مع الفريق المختص لنجاح هذه المهمة، والأهم بمجرد إعلان ساعات العلاج والجلسات كل النساء المستهدفات تحضرن، فظاهرة الإقبال على كسب المعلومة في أعلى درجاتها، والأهم أنهن يقمن بتطبيقها».

تفاعل من قبل نساء الريف مع كادر طبي مختص

المرشد النفسي "رضوان السيد علي" من فريق مشروع الصحّة الإنجابيّة، يقول: «هذا المشروع يُطلق لأول مرة على مستوى المنطقة بأكملها، الهدف منه رعاية النساء في الريف البعيد صحياً واجتماعياً بندوات ومحاضرات وجلسات توعية، إضافة إلى علاج طبي كامل من قبل طبيب مختص، وتقديم كافة الخدمات الطبية التي تتطلبها المرأة بعد التشخيص، ودراسة واقع المرأة في الريف المذكور من كافة الجوانب، وإعطاء اهتمام ومتابعة كبيرة حتى بعد الزيارة، وقد وجدنا إقبالاً كبيراً منهن على كسب المعرفة، إضافة إلى بناء علاقة اجتماعية طيبة بين الفريق وأهل القرى، وتمتين الروابط الاجتماعية وتفعيلها حتى ما بعد الانتهاء من زيارتهم؛ وهو الأهم في مجتمعنا».

يذكر أن المشروع تم تنفيذه من قبل جمعية "الإحسان الخيرية"؛ بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان.

منازل الريف البعيد؛ حراك طبي