الإرث الثقافي والأدبي الذي شكله الشاب "آزاد داؤود" أثناء وجوده في العاصمة "دمشق"، عاهد نفسه أن تكون لمنطقته "المالكية" حصة منه، فافتتح فيها مكتبة لبيع الكتب واقتنائها، لكي تكون نواة لحالة ثقافية جديدة بين مثقفي المنطقة.

هذا ما تحدث به "آزاد داؤود" مع مدوّنة وطن "eSyria" أثناء زيارتها لمدينة "المالكية" بتاريخ 22 آذار 2016، وأضاف: «قبل سبع سنوات كنت طالباً جامعياً في "دمشق"، فبحثت عن عمل أساعد به نفسي على تأمين مستلزمات الجامعة، فقررت بيع عدد من الكتب التي لا أحتاج إليها لسدّ جزء من مصاريفي الجامعية، فكان العمل على بيع وشراء الكتب يومياً، أحببت العمل كثيراً لأنها المهنة التي تجمع الكتاب والمثقفين والشعراء، وقد كانت سبباً في تعريفي بعشرات الكتّاب، واستمر الحال حتّى عام 2012، حيث عدت إلى منزلي لأبدأ حياة جديدة بمنطقة "المالكية"».

على الرغم من المدة الزمنية القصيرة لافتتاح المكتبة، إلا أنه كسب نخبة من الأدباء والمثقفين، ونال ترحيباً كبيراً، شاب بهذا الطموح، وهذه الأفكار، وقد حقق كل هذا بإرادة وتصميم

كان الهدف واضحاً بالنسبة له، وهو ما عمل عليه منذ أن قرر العودة، وأضاف: «بات الكتاب جزءاً مهماً في حياتي اليومية، وحزني كان كبيراً على منطقتي لعدم احتوائها مكتبة خاصة بالكتب الأدبية والثقافية، وجلّ تفكيري انصب في سبيل افتتاح المكتبة، على الرغم من عدم ممارستي لأي مهنة لعدة أشهر بعد العودة من العاصمة، فعرض عليّ أكثر من عرض للعمل مع المنظمات الدولية، حتى خارج حدود الوطن، لكنني رفضت لأنجز ما وعدت به نفسي وأهل منطقتي، والحقيقة إن الكثيرين منهم نصحوني بعدم الإقبال على هذه الخطوة، وعدّوها غير ناجحة، لعدم وجود رغبة لدى الناس بالإقبال على اقتناء الكتب، لكن إصراري كان كبيراً، وقمت بافتتاح المكتبة بجهد ذاتي واعتماد كلي على نفسي، بعد تجوال على عشرات البيوت السكنية بهدف شراء كل الكتب التي كانت لديهم، وضمن المكتبة الآن ما يقارب 1500 كتاب متنوع، بينها كتب نادرة يستحيل بيعها نهائياً، وبنيت علاقة تعاون مع عدد من المثقفين لتبادل الكتب من أجل الاستفادة».

مجموعة من كتب المكتبة

أمّا "آزاد محمد صالح" من رواد المكتبة، فقال: «على الرغم من المدة الزمنية القصيرة لافتتاح المكتبة، إلا أنه كسب نخبة من الأدباء والمثقفين، ونال ترحيباً كبيراً، شاب بهذا الطموح، وهذه الأفكار، وقد حقق كل هذا بإرادة وتصميم».