حمل مهنته التي يعيش منها ثلاثين عاماً إلى مدينة "القامشلي"، والتي ورثها من جده وأبيه، لتكون جزءاً من حياة "أيمن كاكا خان"، ومع صناعة "البابور" له حكاية.

يروي "أيمن خان" لمدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 12 أيلول 2015، أسباب نقله مهنة صناعة "البابور" من مدينته "دير الزور" إلى "القامشلي"، يقول: «جدي كان يمتهن صناعة تصليح "البابور" وورثها منه الوالد، وأنا وثلاثة من إخوتي كنّا نمتهن ذات المهنة في "دير الزور"، وعمري كان تسع سنوات عندما بدأت مهنة التصليح مع والدي، ومنذ ثلاث سنوات وبسبب الأوضاع غير المستقرة في مدينتنا جئت إلى "القامشلي"، ولم أحصل إلا على قطعة صغيرة من رصيفٍ شبه مهجور على أطراف السوق المركزي، وذلك بفضل صاحب محل، وحجزت أقل من متر للطاولة الصغيرة التي أضع عليها "البابور"، ومن دون أي حماية من شمس الصيف ومطر الشتاء، وأذوق كل المعاناة بسبب تبدل الأجواء الطبيعيّة، لكن المتعة أنني أحافظ على الصناعة التي ولدت معنا، ومن خلالها كسبت علاقات اجتماعية مثالية في مدينتي "دير الزور"، والآن في "القامشلي" وجميع المناطق التي تحيط بهما».

أبناء الريف ونحن منهم، نحافظ بنسبة كبيرة على تراث الماضي، ومن ذلك "البابور"، فكانت مناسبة للتعرف إلى "أيمن" الذي بدت عليه علامات التميز والإتقان في فهم سبب العطل لدى "البابور" الذي حملته إليه، ونادراً ما تبقى عنده القطعة لأيام أو أقل، بل ينجز العطل خلال ساعات كأقصى حد، إضافة إلى ذلك يبني لنفسه علاقات اجتماعيّة كبيرة

ويتابع عن عمله وطبيعته: «العمل في هذه المهنة له متعة خاصة؛ فإن كان الخلل بسيطاً يتم إنجازه بسرعة، أو قد يحتاج الأمر إلى تبديل قطعة ما، وأكثر الأعطال هي خروج النيران متزامنة مع دخان أسود، أو أن الكاز ينقط من الأطراف، وهو أمر غير جائز، علماً أن أي خلل يجب أن يعالج سريعاً؛ فعندما يتعلق الأمر بالكاز وأي لهيب للنيران قد يسبب حادثاً أو حريقاً، أمّا العائد المادي لي فهو بسيط للغاية إذا أنجز باليد من دون استخدام أو تبديل أي قطعة، فلا يكلف أكثر من 200 ليرة سورية، أمّا أسعار القطع فتتفاوت من 300 ليرة سورية إلى 1500 ليرة سورية، حسب أهمية وحجم القطعة.

قطعة صغيرة تحمي له مهنته

أما ظروف العمل فتتمثل بثماني ساعات يومية أكون فيها بمكان عملي، وعلى الرغم من تواضعه وبساطته، لكن له قدسية، لكونه يجمعني بمئات المحبين والأصدقاء، ولأنه يُؤمن لي قوت يومي ورزق عيالي، علماً أنّ الإقبال على "البوابير" بوجه عام قليل؛ فهي بالأساس قطع قديمة وعمرها أكثر من خمسين عاماً، وبحكم التوجه نحو مادة الغاز، ومع ذلك لم أفكر يوماً ما بتغيير المهنة».

بدوره "أحمد هليل" كان له حديث عن العلاقة التي جمعته مع "أيمن"، وقال عنها: «أبناء الريف ونحن منهم، نحافظ بنسبة كبيرة على تراث الماضي، ومن ذلك "البابور"، فكانت مناسبة للتعرف إلى "أيمن" الذي بدت عليه علامات التميز والإتقان في فهم سبب العطل لدى "البابور" الذي حملته إليه، ونادراً ما تبقى عنده القطعة لأيام أو أقل، بل ينجز العطل خلال ساعات كأقصى حد، إضافة إلى ذلك يبني لنفسه علاقات اجتماعيّة كبيرة».