لم يمنعها جنسها الأنثوي من أخذ دورها، بل تعدت هذا الدور لتكسر القواعد المعمول بها في المجتمع، فكانت "منى العويد" أول عاملة تنظيفات في المدينة بوجهٍ عام، وطالبة جامعة بوجهٍ خاص.

مدونة وطن "eSyria" التقت "منى قاسم العويد" التي باتت معروفةً بـ"أبو علي" بتاريخ 31 آب 2015؛ لتتحدث عن عملها، فقالت: «أنا أمٌ لثلاثة أطفال وزوجي لا يعمل، والحياة لا ترحم الفقير أو العاطل عن العمل، فقررت العمل ولم أجد فرصة إلا في مجال التنظيفات، فلم أتردد قط ولم أعدّ هذا العمل "مقلاً" للإنسان، بل على العكس تماماً اعتبرته شرفاً كبيراً، من جهة أنه يؤمن لي دخلاً أعيل به أسرتي، ويمكنني من خدمة المجتمع وتشجيع النساء على العمل، وقد راجعت مقر العمل أكثر من مرة حتى قبلوا أن أعمل معهم، فقد انتابهم شعورٌ غريب لأنني أول امرأة تعمل في هذا المجال، لكن مع بدايتي بالعمل تغير انطباع الجميع، فقد عملت بتنظيف الشوارع، وكنت أعبئ سيارات النفايات مع الرجال، كما تم تعييني مؤخراً مشرفةً على العاملين، وأصبح زملائي والمشرفين عليّ ينادونني "أبو علي"».

أنا أدرس في جامعة الفرات قسم علم الاجتماع، وهذا العمل جعلني أفهم الحياة أكثر مما كتب عنها في المنهاج، فمعايشة الناس ومعرفة طرائق تفكيرهم عن طريق الاختلاط؛ أبلغ بكثير من الكتب العلمية التي لا تعطي سوى المعلومات النظرية، كما أن العمل أثّر بي من الناحية الاجتماعية، فالأجر الذي أتقاضاه لقاء عملي ألذ مما يأخذه منتظرو الشفقة، كما أن العمل يصنع من الشخص كياناً مستقلاً، ومن درجة حبي لهذا العمل أخذت أحدث زميلاتي في الكلية عنه، ولاحظت أن الكثيرات منهن تشجعن بعد سماع تجربتي، واليوم يعمل معي 6 فتياتٍ جامعيات

تتابع: «أنا أدرس في جامعة الفرات قسم علم الاجتماع، وهذا العمل جعلني أفهم الحياة أكثر مما كتب عنها في المنهاج، فمعايشة الناس ومعرفة طرائق تفكيرهم عن طريق الاختلاط؛ أبلغ بكثير من الكتب العلمية التي لا تعطي سوى المعلومات النظرية، كما أن العمل أثّر بي من الناحية الاجتماعية، فالأجر الذي أتقاضاه لقاء عملي ألذ مما يأخذه منتظرو الشفقة، كما أن العمل يصنع من الشخص كياناً مستقلاً، ومن درجة حبي لهذا العمل أخذت أحدث زميلاتي في الكلية عنه، ولاحظت أن الكثيرات منهن تشجعن بعد سماع تجربتي، واليوم يعمل معي 6 فتياتٍ جامعيات».

مع زملائها

من جهته بيّن المشرف على البرنامج "إلياس ديار بكرلي": «كنت متحفظاً جداً على تشغيل "منى"، لأنها امرأة في المقام الأول وثانياً لأنها صغيرة السن وطالبة جامعية، إلا أنني تفاجأت من أدائها لعملها واندفاعها الكبير، إذ إنها تشارك الرجال في الأعمال المقترنة بهم منذ عقود، تعمل بـ"الرفش" والمكنسة وتعبئ سيارات القمامة، كما أنها لا تكترث لكونها أنثى تعمل في مجال التنظيفات، مشيراً إلى أنه أخذ يلقبها بـ"أبو علي"، لما رأى منها من قوة وصلابة وتحدٍّ لا تمتلكه الكثيرات من النساء، خصوصاً أنها طالبة جامعية وكلنا يعرف الأجواء التي يعيشها طالب الجامعة، لذا تستحق أن تكون أيقونة المرأة الجزرية من دون منافس».

يذكر أن "منى" عملت لعدة أعوام معلمة بالوكالة، وتحمل شهادة في قيادة الحاسوب "ICDL"، وقد خرجت أربع دورات للمبتدئين في مجال الحاسوب و5 دورات لمحو الأمية، وهي من مواليد 1992.

صورة جماعية