لا تعي ربة المنزل "ترفة الحمادة" حجم الفائدة التي يحققها إنتاج الغاز الحيوي؛ إلا من جهة تخفيض النفقات، لكنها فرحة بتوافره وسهولة استخدامه، وفرحةٌ أكثر باحتفاء القائمين على هذه التجربة.

مدونة وطن "eSyria" حضرت أول تجربة لإنتاج الغاز الحيوي بتاريخ 16 حزيران 2015، في مبنى مديرية الزراعة، والتقت "ترفة حسين الحمادة" من أهالي قرية "خربة الياس"، فقالت: «خلال الفترة الماضية عانى الناس من انقطاع الغاز المنزلي، وحتى في حال توافره كانت أسعاره مرتفعة للغاية، حيث وصل سعر الأسطوانة الواحدة إلى 7 آلاف ليرة سورية، أما اليوم ومع إدخال التجربة إلى قريتنا أصبحت الأمور أفضل بكثير، فالغاز متوافر ويفي بحاجة المنزل من طبخ وإنارة وما إلى ذلك، وتتوافر في القرى كميات كبيرة من روث المواشي التي تعمل عليها وحدة إنتاج الغاز، مشيرةً إلى أن أهالي القرية ينتظرون دورهم ليستفيدوا من هذه التجربة، ولتكون لكل أسرة وحدة إنتاج غاز خاصة بها، فهي تخفض التكاليف وتوفر الغاز المنزلي من دون عناء».

أن لهذه التجربة الكثير من الفوائد والإيجابيات، ففي البداية تظهر فوائدها في تأمين الغاز المنزلي لأهالي الريف، وتخفيض نفقات شراء الغاز المنزلي الذي ارتفعت أسعاره في فترة سابقة لدرجةٍ أجبرت الكثيرين من الفقراء للتحول إلى استخدام بدائل أولية، حيث تعتمد التجربة على خزان وبعض المعدات، أما المادة الأساسية لتوليد الغاز "روث المواشي"؛ فهي متوافرة بكثرة في القرى ولا تتطلب أي جهد لتأمينها، وتكفي التجربة الواحدة لعدة منازل في حال تم تنظيم الوقت في الاستخدام

وبيّنت رئيسة دائرة التمويل بالمشروع في "الحسكة" المهندسة "زهرة الكدرو": «أن لهذه التجربة الكثير من الفوائد والإيجابيات، ففي البداية تظهر فوائدها في تأمين الغاز المنزلي لأهالي الريف، وتخفيض نفقات شراء الغاز المنزلي الذي ارتفعت أسعاره في فترة سابقة لدرجةٍ أجبرت الكثيرين من الفقراء للتحول إلى استخدام بدائل أولية، حيث تعتمد التجربة على خزان وبعض المعدات، أما المادة الأساسية لتوليد الغاز "روث المواشي"؛ فهي متوافرة بكثرة في القرى ولا تتطلب أي جهد لتأمينها، وتكفي التجربة الواحدة لعدة منازل في حال تم تنظيم الوقت في الاستخدام».

ترفة حسين الحمادة

تتابع: «يحتوي الخزان على 1000 كيلوغرام من الروث و800 كيلوغرام من الماء، ويبقى خمسه فارغاً لاستيعاب الغاز المنتج، بعدها ينتقل الغاز إلى كيس من البلاستيك المعالج، ليتجمع داخله بعد خضوعه لعمليتي تصفية؛ الأولى من الكبريت، والثانية من الهيدروجين، بعدها يتم توصيله إلى الأدوات المنزلية العامة على الغاز، ويضم كل كيس نحو 70% من حجم أسطوانة الغاز، وتبدأ عمليات إنتاج الغاز بعد شهرين من التخمير في أول مرحلة، ثم يتم توليد الغاز يومياً، ويمكن ملء الكيس خلال ساعتين في حال كانت الحرارة مرتفعة، ويعدّ غاز الميتان الحيوي آمناً وكامل الاحتراق، حيث تتراوح حرارته بين 3100 و6625 كيلو غالوري، وهي نفس قيمة احتراق غاز البوتان المستخدم في المنازل».

تختم: «بعد الانتهاء من استخدام المخلفات في إنتاج الغاز الحيوي، تتحول إلى سماد عضوي سائل وهو أفضل أنواع الأسمدة، ويتضمن هذا السماد البوتاسيوم والآزوت المعدني والفوسفور والأحماض الأمينية وفيتامين B12، كما يمكن تجفيفه وتحسينه من خلال إضافة بعض المواد إليه، مشيرةً إلى أن أكبر فائدة يحققها التحول لهذه التجارب؛ هو تخليص طبقات الجو من غاز الميتان الذي يساهم في رفع درجة حرارة الأرض كثيراً، وعند استخدامه وحرقه يتم تخليص الجو منه؛ وهو ما يتسبب في خفض درجة حرارة الجو عالمياً».

كيس تجميع الغاز

من جهته أكد الدكتور "ياسر سلامة" مدير عام مشروع التنمية الريفية في المنطقة الشمالية الشرقية: «أن الهدف من إقامة هذه التجارب هو نشر ثقافة إنتاج الطاقة البديلة؛ من بقايا المخلفات الحيوانية والمزارع العضوية، وتعزيز ثقة الفلاح بالاعتماد على نفسه وإيجاد حلول لمشكلة عدم توافر الطاقة بأنواعها، وخلق فرص عمل ودخل إضافي لأهالي الريف، وقد تم توزيع 50 مخمراً في القرى المستهدفة من المشروع والبالغ عددها 40 قرية، مشيراً إلى أن استخدام كمية 2 متر مكعب من روث الحيوانات مع الماء، وتخميرها لمدة شهر ونصف الشهر كافية لإنتاج غاز منزلي، يكفي عمليات الاستخدام المنزلي والإنارة والطهي لمدة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، مشيراً إلى أن تكلفة التجربة الواحدة تبلغ 70 ألف ليرة سورية، وهو رقم غير كبير قياساً بالفوائد التي تحققها مثل هذه التجارب».

يذكر أن "سورية" عضو في الاتفاقية العالمية للحفاظ على درجة حرارة الأرض.

زهرة الكدرو