اليوم يمكننا القول إن الحياة المتعبة المتمثلة بالسعي خلف مصادر الطاقة قد انتهت، فالشمس بدأت تدريجياً في حل أغلب المشكلات، من خلال تأمين بدائل نظيفة ومتجددة.

وصل إلى مدينة "الحسكة" بتاريخ 22 تشرين الأول 2014، أول طباخ يعمل بالطاقة الشمسية، دون الحاجة إلى أي وسيلة من الوسائل التقليدية التي كانت تُتبع سابقاً، مدونة وطن "eSyria" وقفت مع المتجمهرين لتوثيق أول إبريق شاي يصنع بهذا الطباخ في ساحة مديرية الزراعة، والتقت المهندس "هفال رشو" من شعبة المشاريع غير الزراعية دائرة التمويل الصغير، فقال: «جاءت الفكرة في التحول إلى الطباخ الشمسي من حاجة المجتمع المحلي إلى بدائل لمصادر الطاقة الحالية، خصوصاً في هذه المرحلة التي تتسم بشح مصادر الطاقة التقليدية، وغلاء أسعارها إن وجدت؛ وهو ما لا يطيقه أغلب الناس خصوصاً في الأرياف، والهدف الأسمى من هذه الخطوة هو تمكين سكان الريف من التوطّن في قراهم، والحد من عملية الهجرة السلبية إلى المدن أو خارج المحافظة، وهذه الطبَّاخات يمكنها أن تقوم مقام الغاز المنزلي دون أي تكلفة، كما أن كفاءتها تفوق وسائل الطبخ المستخدمة في المنازل، حيث تصل درجة الحرارة في المحرق إلى 1100 درجة مئوية، ويستغرق إبريق الشاي على هذا الطباخ 10 دقائق ليصبح جاهزاً، بينما يحتاج إلى 15 دقيقة على الغاز العادي، ويمكن أن يخدّم عائلة كاملة فيما يتعلق بأمور الطبخ أو تسخين المياه».

يمكن التحكم بارتفاع القاعدة التي تحمل أواني الطبخ بحسب طول الشخص الذي يستخدمها، وهذه العملية تؤمن الراحة لسيدة البيت في حال كانت الوجبة المراد تحضيرها تستلزم مراقبة مستمرة، ومن هذا المنطلق قام مشروع التنمية الريفية بتأمين هذه الطباخات المقدمة من "إيفاد"، وهي نماذج تدريبية سيصار إلى توزيعها مجاناً على القرى المستهدفة من قبل المشروع، وتعد هذه الطباخات غير متطورة بالنسبة للنسخ الأحدث التي يعمل الحساس المركب عليها في اتباع قرص الشمس ذاتياً، ويمكن أن تعمل هذه الطباخات بمجرد وصول أشعة الشمس إليها

يتابع: «يمكن التحكم بارتفاع القاعدة التي تحمل أواني الطبخ بحسب طول الشخص الذي يستخدمها، وهذه العملية تؤمن الراحة لسيدة البيت في حال كانت الوجبة المراد تحضيرها تستلزم مراقبة مستمرة، ومن هذا المنطلق قام مشروع التنمية الريفية بتأمين هذه الطباخات المقدمة من "إيفاد"، وهي نماذج تدريبية سيصار إلى توزيعها مجاناً على القرى المستهدفة من قبل المشروع، وتعد هذه الطباخات غير متطورة بالنسبة للنسخ الأحدث التي يعمل الحساس المركب عليها في اتباع قرص الشمس ذاتياً، ويمكن أن تعمل هذه الطباخات بمجرد وصول أشعة الشمس إليها».

التكثيف العالي للحرارة

وبينت المهندسة "زهرة الكدرو" رئيسة دائرة التمويل والإقراض في مشروع التنمية الريفية: «أنه سيتم توزيع 120 طباخاً شمسياً على المستفيدين في 31 قرية من قرى المشروع التي يتواجد فيها صناديق إقراض تابعة له، حيث تؤكد الدراسات أن المناطق العربية بالمجمل تتعرض لنحو 300 يوم مشمس في العام، الأمر الذي يجعل هذه الطباخات مفيدة للغاية، ويقوم المشروع بتوزيع هذه الطباخات مجاناً، بهدف حث القرويين على اعتمادها والتقليل من النفقات اليومية، وعلى أمل أن يقوم الشباب القرويون بتقليد مثل هذه الصناعة؛ وبيعها في الأسواق المحلية، الأمر الذي سيخلق فرص عمل لكثير من الشباب، حيث تبلغ تكلفة الطباخ الواحد الذي يتم شراؤه من قبل "إيفاد" 50 ألف ليرة سورية، في حين يمكن صناعته بالمتوفر من المواد وبأسعار رمزية جداً».

وعن المواصفات الفنية تقول: «يمكن أن تصل درجة حرارة المحرق إلى 1100 درجة مئوية، وهذه الحرارة تمكن ربات المنازل من الطبخ وغلي الماء والسلق والشوي، وقد تم تصميمه من 6 قطع لتسهل عملية فكه وتركيبه وخزنه وتحميله، وهو ذو توازن ديناميكي وآمن، تم طلاء الجسم حرارياً ليصبح مقاوماً للرطوبة والصدأ، كما تم تركيب عاكس على سطحه مصنوع من مادة "الستانلس المكربن" ثُبِّت عليه رقائق من مادة الألمينيوم عالية الجودة والمردودية، وتصل نسبة الانعكاس على سطحه إلى (85%)، يبلغ ارتفاع المحرق 600مم، ومساحة الطباخ نحو 1.8 متر مربع، وتبلغ الدرجة العظمى للمحرق 1200مم، باستطاعة 1800 واط، ويبلغ وزن الطباخ 17 كيلوغراماً، يمكن له غلي 20 ليتراً من الماء بـ14 دقيقة وحرارة 20 درجة مئوية».

احتراق الورق بمجرد مرورها أمام المحرق
صورة تبين حجم الطباخ الفعلي