منذ الصباح الباكر في شهر حزيران حيث يبدأ موسم حصاد الذرة، وقبل أن ترسل الشمس أشعتها، يخرج من منزله تاركاً أطفاله يحلمون بغدٍ أجمل، فيقصد سوق الهال ليشتري "عرانيس الذرة" ويطبخها مع قليلٍ من الملح وكثيرٍ من الحب والرغبة في جني النقود.

مدونة وطن "eSyria" التقت "بلبل محمود الخطيب" بتاريخ 23 حزيران 2014، في حي "العزيزية" ليحدثنا عن عمله اليومي، فقال: «أنا شخص لم تمر به الطفولة أو مفرداتها؛ لأنني ولدت رجلاً أو هكذا شاءت الأقدار، فأنا معيل لأسرتي وأربي إخوتي مما أجنيه من عملي، حيث يبدأ موسم حصاد الذرة في الشهر السادس، وهو نفس التوقيت الذي يبدأ به بيع العرانيس، ويستمر موسم العرانيس لغاية شهر تشرين الأول، فأخرج كل يوم في الساعة الخامسة صباحاً إلى سوق الهال في حي "مشيرفة"، وأشتري 300 كيلو غرام من عرانيس الذرة لأعود بها إلى منزلي، لأجد زوجتي قد جهزت لي أول وجبة من العرانيس، وفي الثامنة صباحاً أخرج بها ولا أعود حتى الواحدة ظهراً، ثم أعاود الخروج في الرابعة ولا أعود حتى التاسعة ليلاً بعد أن آخذ الوجبة الثانية، وفي أغلب الأحيان أبيع كل ما لدي، وفي بعض المرات يرجع معي بين 20 – 30 كيلو غراماً».

في كل يوم يقف "بلبل" بـ"طرطيرته" أمام محلي ليبيع بضاعته، فيتجمع عنده أطفال الحارة لشراء العرانيس الساخنة، ومثلهم أطفالي الذين يسرعون إليه عند سماع صوت "الطرطيرة"، فقد أصبح من يوميات الحارة الصيفية حيث يقدم المتعة والنكهة للأطفال

يتابع: «في كل يوم أتسوق لليوم التالي حيث أشتري الكيلو غرام الواحد بنحو 90 ليرة سورية، وأحمل ما أشتريه إلى المنزل لتقوم زوجتي بتحضيره وطهوه، وتستغرق العملية 6 ساعات متواصلة؛ أستهلك خلالها 10 ليترات من مادة الكاز، ولا تتطلب عملية الطبخ سوى الماء، بينما أقوم برش الملح على العرنوس بعد بيعه، وعند انتهاء وقت الموسم أتحول لبيع "السحلب"، وإذا انتهى الموسم الثاني أعمل كمندوب لتوزيع مستحضرات التجميل».

مع الزبائن

"فواز عبد القادر" أحد زبائن "بلبل" يقول: «في كل يوم يقف "بلبل" بـ"طرطيرته" أمام محلي ليبيع بضاعته، فيتجمع عنده أطفال الحارة لشراء العرانيس الساخنة، ومثلهم أطفالي الذين يسرعون إليه عند سماع صوت "الطرطيرة"، فقد أصبح من يوميات الحارة الصيفية حيث يقدم المتعة والنكهة للأطفال».

يشار إلى أن سعر العرنوس الواحد ارتفع من عشر ليراتٍ سورية إلى 50 ليرة سورية، بزيادة أربعة أضعاف عن الأعوام الثلاثة السابقة.

يبيع العرانيس
يستعد للانطلاق