"عباس الرجب" رجلٌ في عقده الثالث من منطقة ريف "الحسكة" الغربي؛ بدأ حياته في مهنة "قصاص الأغنام" التي تعلمها من أهالي الريف، فأصبحت مورد رزقه من جهة ومن جهةٍ أخرى ساهمت في تأمين حياة صحية للأغنام.

تساهم هذه الحلاقة في تخفيف درجات الحرارة على الأغنام، حيث يتجدد هذا الموسم في شهر نيسان من كل عام عندما تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع، ويتعذر على الأغنام متابعة حياتها الاعتيادية في ظل الحرارة المرتفعة، حيث يبدأ "عباس" العمل مع انطلاق خيوط الفجر الأولى، حيث تساعده برودة الجو على إتمام عمله دون أن يشعر بالتعب.

موسم قصاص الأغنام ينطلق في وقت واحد في معظم قرى المنطقة، ويبدأ في المناطق الجنوبية بوقت مبكر عن المناطق الشمالية، ويحرص أصحاب الأغنام على الاعتناء بهذا الموسم لأنه يوفر دخلاً إضافياً، حيث يتجنب أصحاب المواشي إدخالها في الأراضي الشوكية، حتى لا تعلق الأشواك في صوف الأغنام؛ الأمر الذي يؤدي إلى إعطابه وتدني أسعاره، كما يجب على صاحب الرزق أن يقوم بتنظيف هذه العوالق قبل أن يشرع في بيع الإنتاج، مشيراً إلى أن هذا الموسم يفتح أبواباً للعمل لعدد من الأشخاص

يقول "الرجب" في اللقاء الذي أجراه مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 نيسان 2014: «أقوم بقص 40 نعجة في اليوم الواحد، وعند انتهائي من العمل أقوم بجمع "الجزز"* وتقسيمها حسب نظافة الصوف وطوله ووزن "الجزة" الواحدة، ثم أقوم بتعبئتها في أكياس كبيرة تمهيداً لنقلها في صباح اليوم الثاني إلى مركز المدينة لبيعها، والأداة التي تستخدم في هذه العملية هي "الزو"، وهو عبارة عن مقص كبير من الحديد، تتم تندية "الزو" بلعاب القصاص، وهذه الطريقة كانت منتشرة في السابق ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، أما اليوم فقد دخلت ماكينات الحلاقة الكهربائية ميدان العمل حيث وفرت جهداً ووقتاً كبيرين، لكنها ليست منتشرة كما هو الحال في الطرق البدائية، وأتقاضى عن كل رأس من الأغنام 75 ليرة سورية الأمر الذي يؤمن لي ارتفاعاً في الدخل».

من إنتاج الموسم الحالي

وبين "الرجب" أن: «موسم قصاص الأغنام ينطلق في وقت واحد في معظم قرى المنطقة، ويبدأ في المناطق الجنوبية بوقت مبكر عن المناطق الشمالية، ويحرص أصحاب الأغنام على الاعتناء بهذا الموسم لأنه يوفر دخلاً إضافياً، حيث يتجنب أصحاب المواشي إدخالها في الأراضي الشوكية، حتى لا تعلق الأشواك في صوف الأغنام؛ الأمر الذي يؤدي إلى إعطابه وتدني أسعاره، كما يجب على صاحب الرزق أن يقوم بتنظيف هذه العوالق قبل أن يشرع في بيع الإنتاج، مشيراً إلى أن هذا الموسم يفتح أبواباً للعمل لعدد من الأشخاص».

من جهته أوضح الحاج "ناجي إسماعيل إدريس" صاحب مركز تجارة الصوف في مدينة "الحسكة" أن: «موسم شراء الصوف يبدأ في شهر نيسان من كل عام، ومن الممكن أن تبدأ حلاقة الأغنام في شهر آذار، وذلك تبعاً لدخول فترة الصيف، حيث نقوم بتجميع الأصواف وتخزينها منذ بداية الموسم وحتى نهايته، ثم نعمل على فصله وتصنيفه وبيعه للتجار، إذ تعدّ الأصواف المنتجة في "سورية" من أجود الأنواع عالمياً، حيث يتم تصدير كامل الإنتاج إلى الخارج.

التجار وأصحاب الرزق أمام الميزان

ويتراوح سعر الكيلوغرام الواحد هذا العام بين 42 و46 ليرة سورية، في حين بلغ سعر الكيلوغرام الواحد العام الماضي 28 ليرة سورية، وقد وصل في بعض الأحيان إلى 33 ليرة سورية، مشيراً إلى أنه يتم بيع كميات قليلة من الأصواف محلياً لاستخدامها في صناعة الفرشات واللحف والوسائد خصوصاً للعرائس، وتستهلك فرشة العروس قرابة 35 كيلوغراماً، وقد يزيد الاستهلاك تبعاً لطول الفرشة وعرضها، إضافةً إلى الوزن الذي تفقده الكمية المشتراة بعد غسلها التي تصل حتى (40%)، وكان الصوف يستخدم في السابق في صناعة "الچبنة" وهي مدة عربية بطول 3 أمتار، وعرض نحو 80سم تفرش في المنزل في الشتاء، إلا أن هذه الصناعة انقرضت منذ ما يقارب العقدين».

يذكر أن إنتاج العام الماضي وصل إلى 80 طناً، ويقدر إنتاج هذا العام بنحو 70 طناً.

  • الجزز: جمعُ جزة وهي صوف النعجة الواحدة التي يتم قصها.