يعدّ موسم جني "الكمأة" من المواسم القصيرة نسبياً؛ إلا أن المردود المادي بالنسبة إلى العاملين فيه يكون مرتفعاً قياساً بالمحاصيل الأخرى.

مدونة وطن "eSyria" رصدت عمليات بيع المحصول في المركز الرئيسي في سوق "الحسكة" بتاريخ 5 نيسان 2014، والتقت السيدة "فوزية الجدوع" 50عاماً من قرية "المدلجية" في جبل "عبد العزيز" لتتحدث عن يوميات حصاد "الكمأة"، فقالت: «يعدّ هذا الموسم إضافياً بالنسبة إلى سكان المناطق الريفية، لأنه يخرج هذه الثمرة من خيرات الطبيعة دون أن يتدخل الإنسان في زراعتها، فهي تعتمد على الأمطار والرعد وتخرج في شهري آذار ونيسان، مشيرةً إلى أنها وبناتها يقمن بشكل يومي بجني نحو (1.5) إلى 2 كيلو غرام حيث يتم بيعها بسعر لا يقل عن 2500 ل.س، وفي بعض الأيام قد يرتفع المبلغ إلى 5 آلاف ليرة سورية وذلك تبعاً لما يتم جنيه، وهذا الأمر يؤمن دخلاً جيداً لأفراد الأسرة».

أقوم كل يوم بعد عودة الباحثين عن "الكمأة" إلى منازلهم بزيارتهم وشراء محاصيلهم، وذلك لأن أكثر الناس لا يفضلون النزول إلى المدينة من باب توفير المصاريف والراحة، فأجمع ما أشتريه وأقوم بفرزه ووضعه في أكياس وآخذها إلى المدينة في الصباح الباكر لبيعها، وهذه العملية تدر علي أرباحاً جيدة تساعدني في تحسين وضعي المعاشي

من جهته قال الفلاح "خلف جيجان حسين": «تخرج بناتي كل صباح إلى المناطق البرية لحصاد الكمأة، وتتم عمليات الجني في الصباح الباكر وفي وقت العصر، كما تكثر عمليات الجني في الجو الغائم، أما في وقت الظهيرة فيتوقف العمل نهائياً بسبب تعامد أشعة الشمس مع الأرض، ولأن الباحثين عن الكمأة يعتمدون على الظل الذي يشكله نتوء الحبة من تحت الأرض يتوقف عملهم في هذا الوقت، لافتاً إلى أن كل عائلة يمكن أن تبيع ما قيمته 50إلى 60 ألف ليرة سورية في الموسم الواحد».

السيدة "فوزية الجدوع" تبيع إنتاجها

وبحسب التاجر القروي "حسن محمد ملا خضر" يفتح هذا الموسم الباب لكثيرين من الناس لتحسين واقعهم الاقتصادي: «أقوم كل يوم بعد عودة الباحثين عن "الكمأة" إلى منازلهم بزيارتهم وشراء محاصيلهم، وذلك لأن أكثر الناس لا يفضلون النزول إلى المدينة من باب توفير المصاريف والراحة، فأجمع ما أشتريه وأقوم بفرزه ووضعه في أكياس وآخذها إلى المدينة في الصباح الباكر لبيعها، وهذه العملية تدر علي أرباحاً جيدة تساعدني في تحسين وضعي المعاشي».

وأوضح السيد "ناجي إسماعيل إدريس" صاحب المركز الرئيسي لتجارة "الكمأة" في مدينة "الحسكة" قائلاً: «يعدّ الموسم الحالي جيداً إلا أن الكميات الواردة إلى الأسواق تقدر بنصف ما تم شراؤه خلال الموسم الماضي، وذلك بسبب انقطاع الأمطار في بداية شهر نيسان الجاري؛ التي تعدّ الأهم بالنسبة لـ"الكمأة"، كما انعكس هذا الأمر على حجم الحبة فتجدها أصغر نسبياً، إلا أن موسم العام الحالي يعدّ قياسياً وناضجاً لأنه قد دخل في موعده الحقيقي، مشيراً إلى أن الكميات التي وصلت إلى الأسواق حتى هذا التاريخ تتراوح بين 12 و13 طناً من أنواع "الزبيدي والحرقة والحدجة" وأن الطلب يكثر على النوعين الأخيرين بسبب تحملهما للأجواء المناخية وإمكانية تخزينها كمؤونة، في حين يذهب النوع الأول للتصدير فهو غير مرغوب في مناطقنا».

الفلاحون والتجار يقفون أمام أرزاقهم

يذكر أن سعر الكيلوغرام الواحد من مادة الكمأة تراوح هذا الموسم بين 500 و2200 ل.س.