باتت أغنية "سيدك" عنواناً رئيسياً في معظم الحفلات والمناسبات الكرديّة، خلّدها الفنانون في حفلاتهم، نقلها جيل إلى جيل، وأهمية الأغنية تكمن في أنّها تسرد تفاصيل قصّة حزينة بطلها شاب اسمه "سيدك".

عندما تتحول قصة ما إلى أغنية تراثية، هذا يعني أنّ الحدث مهم للغاية، كما هي أغنية "سيدك" فقد باتت من أهم الأغاني التي تنضم إلى قائمة الأغاني المرثية والمآسي، هذا ما قاله الباحث في التاريخ "جوزيف آنطي"، الذي أضاف: «الفن، والغناء خاصة، من أهدافه حفظ الماضي وتوثيقه، لهذا ورغم السنوات الطويلة على قصّة "سيدك"، فقط ظلّت تُروى وتُحكى سرداً وغناءً حتى تاريخنا، تُذكَرُ كل تفاصيلها خلال الغناء، حيث تدور أحداثها حول شخصية الشاب "سيدك" الوحيد لأسرته، لذلك كان المصاب جللاً على أسرته وأبناء قريته وعشيرته، الأصعب والأقسى أنّ والده وحسب عديد الروايات كان يعدُّ العدّة ويجّهز لزفافه، متنقلاً بين القرى لتوزيع الدعوات على الحضور والمحبين لحفلة زفاف فلذة كبده».

الفن، والغناء خاصة، من أهدافه حفظ الماضي وتوثيقه، لهذا ورغم السنوات الطويلة على قصّة "سيدك"، فقط ظلّت تُروى وتُحكى سرداً وغناءً حتى تاريخنا، تُذكَرُ كل تفاصيلها خلال الغناء، حيث تدور أحداثها حول شخصية الشاب "سيدك" الوحيد لأسرته، لذلك كان المصاب جللاً على أسرته وأبناء قريته وعشيرته، الأصعب والأقسى أنّ والده وحسب عديد الروايات كان يعدُّ العدّة ويجّهز لزفافه، متنقلاً بين القرى لتوزيع الدعوات على الحضور والمحبين لحفلة زفاف فلذة كبده

المشهد الحقيقي لمأساة "سيدك" ليس في فقدانه حياته فقط، بل في القاتل، الذي ظلّ يدمي قلبه وعينيه وجعاً وقهراً، ويضيف "جوزيف آنطي": « هناك تفاصيل أخرى أكثر قسوة من مشهد توزيع الدعوات على الحضور، وهي أنّ والد "سيدك" ووالدته تسامرا في وقت متأخر من الليل، يتباحثان ويتناقشان حول تفاصيل الزفاف، بدوره الشاب كان يسمع الحوار، وعندما سمع بقرار والده وهو يُعلِم والدته بأنه سيخرج للبريّة لعلّه يحظى بظبية دسمة، تساعده في توفير كميات اللحم للضيوف، ظنّاً منه أنّ الكمية المتوفرة عنده غير كافية، "سيدك" اتّجه للقدر عندما أراد تخفيف العناء عن والده، ارتدى جلد الظبايا، متجهاً للبرية بعد منتصف الليل المظلم والحالك، وبقدرة قادر انطلق والده إلى منطقة وجود ولده، شدّ سهامه نحو كبد عريسه الشاب، وبعدما سقط العريس أرضاً من ضربة السهم، كان يعتقد الأبُّ أن الصيد ثمين للضيوف، وكانت الصدمة عندما شاهد الضحيّة، ذاق من الألم والبكاء الكثير، وأخبر والدته بأن تذهب للقرية وتأتي بأوعية من منازل لم يمت فيها أحد، قال لها بأنّ الذبيحة دسمة، وهذا شرط حتى تستوي، ذهبت والدة العريس وعادت فارغة اليدين، وأخبرت زوجها بأن كل المنازل فيها من فارق أحد أفرادها الحياة، حينها أخبرها الحقيقة المرّة، فُجعت مثله وأكثر، وقعت أرضاً حزناً وقهراً، وقال الزوج مرثية "سيدك" التي أصبحت أغنية تراثية، وهناك رواية أخرى تقول بأنّ المرثية للأم».

الباحث جوزيف آنطي

الفنان "هجار آلاني" وثّق وتابع سرد أغنية "سيدك" وأضاف: «"أغمد النصل في كبد من كان له الكبد فأودى بحياة من كان له في الحياة السند"، هذه مقدمة السيمفونية الحزينة لفقدان شاب حياته على يد والده، ومن كلماتها أيضاً: "فوقف واجماً مذهولاً مصدوماً بما أثمرتْ يداه وهو يرى الجراح تنزف من صدر من تمنى أن يكون طوال عمره هو له الفدا"، مشهد الأب وحالته صعبة للغاية تبينها كلمات الأغنية: "فسكبت عيناه بدل الدموع الدم وجراح سيدكو تأخذه إلى متاهات الآسى ممزق القلب يرثي بقلبه المكلوم وبدموعه فقيده سيدكو بكلمات تفلق الصخر والحجر كلماتٌ تبكي فيها الحروف من الألم ولحنٌ يعزف على أوتار القلب فيذوب القلب من لوعة الشجن"».