تحولت ثمرة القرع في "القامشلي" إلى كأس بأحجام وأشكال مختلفة، واستخدمت لشرب وسكب الماء، صمدت لسنوات طويلة من دون كسر أو صدأ، إلا أنها غابت عن الاستخدام وبقيت على رفوف المعارض التراثية.

مدوّنة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 نيسان 2015، عدداً من أهالي "القامشلي" الذي عاصروا وجود "طاسة القرع" في منطقتهم كأداة لها عدة استخدامات، والبداية مع "محمود علي الحميد" وقال: «"القرع" كان عبارة عن نبتة تزرع في الساحات بريف "القامشلي"، وأول شرط من شروط نجاح تلك النبتة أن تكون الأرض طرية ولون تربتها حمراء، وخالية من الأسمدة الكيماوية، ولذلك وقبل سنوات عديدة كانت زراعة النبتة ناجحة بامتياز في منطقتنا.

سمعنا عن "طاسة القرع" وغيرها من الأدوات التراثية التي كانت متواجدة في الماضي البعيد، أنها توجد ضمن معرض تراثي، كفكرة مثالية لصاحب أحد الأفران الحجرية في مدينة "القامشلي" الذي جعل من فرنه معرضاً يضم عشرات الأدوات التراثية وخاصة أدوات الزراعة وتربية الماشية والأدوات المنزلية، فشاهدنا تلك الأدوات، وما جذبنا كثيراً "طاسة القرع" وطريقة تصنيعها، ومحافظتها على قوامها حتى الآن

وبعد زراعة النبتة بأسابيع يظهر القرع وينتشر على مساحة الأرض المزروعة، ويترك بعد نضجه وكبر حجمه لما يقارب الشهر الواحد حتّى ييبس بدرجة كبيرة، ثمّ تنزع كل ثمرة من غصنها اليابس أيضاً، الذي يختلف طوله من ثمرة إلى أخرى التي تختلف أيضاً بالحجم، والغصن يكون كـ"المسكة" لليد».

القرع ضمن المعارض التراثية

ويضيف: «يتم فتح فوهة صغيرة في ثمرة "القرع" بشكل دائري، فتصبح كـ"الطاسة" أو الكأس يتم وضع المياه فيها، وكانت تستخدم كثيراً في الريف، وفي حمامات السوق، وبهذه الطريقة تتحول ثمرة القرع إلى أداة لسكب المياه على الجسد أثناء الحمام، أو لشرب الماء، أو لسقاية مزروعات المنزل، وهي مخصصة للمياه فقط سواء كانت باردة أو حارة، علماً أنه مهما كانت المياه ساخنة فلن تؤثر باليد الحاملة لها، فهي عازل ممتاز للحرارة».

ويتابع: «هذه الأداة كانت موجودة قبل خمسة وثمانين عاماً، وكانت تعوّض عن الإبريق كلياً، فلم يكن هناك حاجة إلى وجوده، وعمر هذه "الطاسة" طويل جداً، فالقرع لا يتعرض للصدأ أو الكسر إلا بعنف كبير، وتلك الطاسات يتم الحصول عليها من بساتين زراعتها، أو يتم شراؤها من الأسواق، بسعر لا يتجاوز خمسة قروش بالنسبة للصغيرة الحجم، وسبعة قروش للكبيرة.

القرع مع مسكتها

وبالنسبة لزراعة القرع فقد كانت في الستينيات، ولكنها توقفت بعد توجّه أهل المنطقة لزراعة محاصيل أخرى أكثر فائدة كالقمح والشعير والعدس وغيرها، إضافة إلى أن الأرض لم تعد تصلح لزراعة تلك النبتة، بسبب انتشار الأسمدة فيها، فالسماد هو العدو الأول لنجاح تلك الزراعة مهما كانت باقي الظروف مهيّأة لها».

أما "محمد صالح المحمود" فيقول: «سمعنا عن "طاسة القرع" وغيرها من الأدوات التراثية التي كانت متواجدة في الماضي البعيد، أنها توجد ضمن معرض تراثي، كفكرة مثالية لصاحب أحد الأفران الحجرية في مدينة "القامشلي" الذي جعل من فرنه معرضاً يضم عشرات الأدوات التراثية وخاصة أدوات الزراعة وتربية الماشية والأدوات المنزلية، فشاهدنا تلك الأدوات، وما جذبنا كثيراً "طاسة القرع" وطريقة تصنيعها، ومحافظتها على قوامها حتى الآن».

زوار من معرض الأدوات التراثية