لعبة تعتمد على التركيز والأعصاب القوية، لها موسم محدد في شهري آذار ونيسان؛ لأن الجولة منها تأخذ 4 ساعات أحياناً، والفوز بها يعني الحصول على "گلل" الخاسر دون إرجاع.

مدونة وطن "eSyria" وقفت مع الأطفال أثناء ممارستهم لعبة "الخيزة" بتاريخ 25 آذار 2015، والتقت الطفل "أسامة خضر النامس" ليتحدث عن تفاصيلها، فقال: «هي لعبة تعلمناها من الأولاد الأكبر سناً، حيث كنا نجلس ونشاهدهم وهم يلعبون قبل أن نتمكن من لعبها، وتحتاج "الجيزة" إلى رسم دائرة بالطباشير البيضاء، يتوسطها خط مستوٍ لوضع "الگلل" عليه (وهي كرات بلورية زجاجية صغيرة وملونة)، ويزداد عددها بازدياد عدد اللاعبين، ويمكن للشخص أن يضع أكثر من واحدة في حال أراد أن يكون مكسبه أكبر، ولهذه اللعبة وقت محدد فهي لا تلعب إلا في شهري آذار ونيسان؛ لأن حرارة الشمس لا تكون مرتفعة، فقد نمضي ثلاث أو أربع ساعات ونحن نلعبها، وفي بداية الموسم يقوم كل طفل بشراء 5 إلى 10 "گلات"، ويتضاعف هذا العدد مراتٍ عديدة بسبب عمليات الربح.

أنه معظم الأوقات يربح في هذه اللعبة لأنها بسيطة وقد تمرن عليها في سنواتٍ خلت، وهي تعتمد على قانون إخراج "الگلل" من الدائرة، لهذا فهي تحتاج إلى تركيز لإصابة الصف وأعصابٍ قوية لدفع "الگلة" بأقصى قوى، حيث يتم صف الأهداف بشكلٍ منتظم وعلى نسقٍ واحد، ويُرسم خط يبعد 3 أشبار عن محيط الدائرة التي يصل قطرها إلى أكثر من 1.5 متر، ليتم التصويب على الصف وفي حال الإصابة؛ تعد كل "گلة" تخرج من الدائرة من حق اللاعب، ويمكن للاعب أن يخرج جميع النسق بجولةٍ واحدة ويربح الجولة، وفي حال عدم إصابته للهدف يأتي دور اللاعب التالي وهكذا، ويستمر اللعب حتى نهاية العدد، لكن في حال إصابة الهدف فإن اللاعب يقذف "گلته" من المكان الذي توقفت فيه بعد ارتطامها بالنسق، وفي النهاية يربح كل لاعب العدد الذي أخرجه من الدائرة وتصبح من نصيبه، ولا تعاد إلى صاحبها

وبالنسبة لي أغلب الأوقات أكون من الرابحين، لأنني لا ألعب مع الذي أعتقد أنه سيفوز عليّ، ولأن الأولاد المبتدئين يحبون أن يتشاركوا اللعب مع المتمرسين، فيكونوا أهدافاً سهلةً بالنسبة لي».

ترتيب "الكلل"

من جانبه بيّن الطفل "لواء أحمد العبد الله": «أنه معظم الأوقات يربح في هذه اللعبة لأنها بسيطة وقد تمرن عليها في سنواتٍ خلت، وهي تعتمد على قانون إخراج "الگلل" من الدائرة، لهذا فهي تحتاج إلى تركيز لإصابة الصف وأعصابٍ قوية لدفع "الگلة" بأقصى قوى، حيث يتم صف الأهداف بشكلٍ منتظم وعلى نسقٍ واحد، ويُرسم خط يبعد 3 أشبار عن محيط الدائرة التي يصل قطرها إلى أكثر من 1.5 متر، ليتم التصويب على الصف وفي حال الإصابة؛ تعد كل "گلة" تخرج من الدائرة من حق اللاعب، ويمكن للاعب أن يخرج جميع النسق بجولةٍ واحدة ويربح الجولة، وفي حال عدم إصابته للهدف يأتي دور اللاعب التالي وهكذا، ويستمر اللعب حتى نهاية العدد، لكن في حال إصابة الهدف فإن اللاعب يقذف "گلته" من المكان الذي توقفت فيه بعد ارتطامها بالنسق، وفي النهاية يربح كل لاعب العدد الذي أخرجه من الدائرة وتصبح من نصيبه، ولا تعاد إلى صاحبها».

ويقول الباحث في شؤون التراث الشعبي "عايش حسين الكليب": «إن هذه اللعبة واحدة من مئات الألعاب التي عرفتها المنطقة، لكنها أخذت تتطور وتتغير تبعاً للزمن؛ وعلى حساب ألعابٍ أخرى، وهذه الألعاب سيقدر لها الاختفاء كاللعبات التي سبقتها، ولعبة "الخيزة" ليست قديمة العهد جداً، وأكثر أماكن انتشارها في المدن، وذلك تبعاً لأدوات اللعبة؛ وهذا لا يعني أنها غير موجودة في القرى، لكن على نطاقٍ أضيق وهذا يرجع إلى عدة أسباب، خصوصاً أن منطقة الجزيرة لم تعد كما كانت، فالتجمعات السكنية أصبحت أقل، إضافةً إلى أن جميع الأطفال يتواجدون في فترة ممارسة هذه اللعبة في المدن للدراسة، لكن ما يجدر قوله هو أن "الخيزة" حلت تقريباً محل لعبة "الچعب"، التي تلعب بطريقة مغايرة نوعاً ما وبأدوات مختلفة كلياً، وهي عظام الضأن، أما "الخيزة" فتلعب بواسطة بلورات زجاجية مدورة ومحلّاة بألوان عدة، ويطلق على هذه الكرات في المنطقة عدة أسماء، ومنها: "الگلل"، أو "الدحل"، أو "الرغايات"، ولها طرائق أخرى للعب، منها "الجورة"، واللعب على قطع نقدية، وغيرها».

افتتاح اللعبة
جانب من اللعب