ساهمت رشاقته ونعومته وحياؤه في أن تُشبّه الكثيرات من الجميلات به، فأصبح عند الشعراء والمغنين مضرباً للمثل بالخصال المميزة، فريد من نوعه لكن أعداده تناقصت كثيراً في "سورية".

مدونة وطن "eSyria" بحثت في مواصفات طائر "الحبارى" وتكوينه، والتقت بتاريخ 1 شباط 2015، الباحث في مجال الطيور المهندس "زبير العبدو" ليتحدث عن البيئة التي يعيش فيها وعن طريقة حياته، يقول: «هو طائر شتوي مهاجر ينوجد بكثرة في شمال "سورية"، يعيش في السهول العشبية والمفتوحة؛ وفي حقول الحبوب ويعشش على الأرض، ويتراوح طوله بين 80 و100 سنتيمتر، وارتفاعه بين 190 و260 سنتيمتراً، وهو أكبر نوع بين "حباري" المنطقة، ويبلغ حجم الذكر البالغ ضعف حجم الأنثى، فهو ضخم وقوي وذو رقبةٍ منتصبة وذيله مرفوع أحياناً، يغطي جسمه ثلاثة ألوان؛ فلون الرأس رمادي، والأجزاء العليا بنيةٌ مائلة إلى الأصفر، وعليها أشرطة سوداء، أما الأجزاء السفلية فتكون بيضاء، ويتكون على صدر الذكر شريط بني مائل إلى الأحمر مع التقدم في العمر، ويظهر على الذكر في موسم التكاثر شوارب بيضاء يفتقدها خارجه، أما رقبة الأنثى واليافع فتكون رشيقةً ومن غير وجود شريط على الصدر كما عند الذكر، وتبدو الأنثى قويةً أثناء الطيران، مع حركات الأجنحة العميقة التي تماثل العقبان، وتكون الأجنحة عريضة والذيل قصيراً، وهي أشبه بما تكون عليه الإوز، وتكون البقع البيضاء واضحة على الأجنحة بشكلٍ لافت».

تناقصت أعداده كثيراً حتى تم إدراجه في كثير من الاتفاقات الدولية لمنع صيد الطيور، فهو طائر حذر جداً ومستهدف بكثرة من قبل الصيادين، ينوجد عادةً في أسراب لكنها خجولة جداً، وعادةً ما تكون صامتة لكنها تستطيع إصدار أصوات عميقة غير رنانة لتحديد المكان، اسمه العلمي "Great Bustard"، وبالفصحى "الحبارى" بفتح الحاء والباء، وتسكن الباء في اللفظة العامية

ويضيف: «تناقصت أعداده كثيراً حتى تم إدراجه في كثير من الاتفاقات الدولية لمنع صيد الطيور، فهو طائر حذر جداً ومستهدف بكثرة من قبل الصيادين، ينوجد عادةً في أسراب لكنها خجولة جداً، وعادةً ما تكون صامتة لكنها تستطيع إصدار أصوات عميقة غير رنانة لتحديد المكان، اسمه العلمي "Great Bustard"، وبالفصحى "الحبارى" بفتح الحاء والباء، وتسكن الباء في اللفظة العامية».

أشكال الحبارى

أما الباحث والكاتب في المجال الأدبي الأستاذ "أحمد الحسين" فيقول: «حظي هذا الطائر بمكانة خاصة في الموروث الشعبي، فقد تداول على ألسنة أهل المنطقة بكثرة، وورد في الكثير من الأغاني والأشعار الشعبية، ويرجع هذا الاستخدام إلى طبيعة هذا الطائر وطريقة حياته، ففيه من الأنوثة الشيء الكثير، كما يعد من الطيور الجميلة جداً والخجولة، لذا قارب أهل المنطقة أوصافه إلى أوصاف المرأة الريفية الجميلة، حيث كنّيت الفتاة الرشيقة بطائر "الحبارى"، ويقال في وصف الجميلة منهن: "مثل طير الحبارى"، ولعبت ألوانه الجميلة واللافتة دوراً في هذا التشبيه، وقد ذهب بعض الفنانين المشهورين إلى التغني بهذا الطائر تصريحاً وتلميحاً، ومن عادة العرب أن يشبهوا المرأة بأجمل الأشياء، ولولا معرفتهم بخصال هذا الطائر لما شاع وصفه والتغني بجماله، ومن أشهر من تغنى بهذا الطائر الفنان العراقي "حميد منصور"، حيث قال:

"طير الحبارى هجر... أرضه وهجر مربعه

طائر الحبارى الأكبر

وأنوى الرحيل بعجل... ومفارقٍ مرتعه"».

المهندس زبير العبدو