يقوم أهالي الجزيرة بزراعة "الفول" بمساحات كبيرة وتخزينها ضمن المؤونة حتى الشتاء، وانتظار يوم الجمعة لإعدادها بوجبة دسمة على الإفطار أو خفيفة على الغداء، تحتاج إلى 12 ساعة نقع والقليل من التحضير.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 5 كانون الثاني 2015، وقفت عند وجبة "الفول" وطريقة تجهيزها، وأهميتها عند أبناء مدينة "القامشلي"، والتقت الحاج "محمد سعيد العلي" ويقول: «عندما نقرر أن وجبة الإفطار يوم الجعمة هي "الفول" فإن الترتيبات والتجهيزات تبدأ من ليل الخميس، فهذه الوجبة يفضل الجميع أن تكون في يوم عطلة، هذا يعني أن الجميع سيتواجدون على المائدة، ونحن كرجال علينا تأمين متطلبات تجهيز الوجبة سواء من الخضار أو الخبز الذي يخبز في الأفران الحجرية، حيث إن لذة تناول "الفول" تكون مع هذه النوعية من الخبز، أمّا المادة الرئيسة وهي "الفول" فأغلب الأحيان يكون مخزناً ويتوافر دائماً عند معظم الأسر، والسبب أن الكثيرين من المزارعين يزرعون هذه المادة، وعند جني محصوله في الصيف، يتم بيع الكثير منه، ويخزن كمية للمؤونة، والمزارع يعطي المقربين والأهل كميات منه لتخزينه ولمؤونتهم أيضاً، وهو ما يعني أن أجود أنواع "الفول" يتوافر في كل منزل تقريباً، وهي إشارة مسبقة إلى أن المادة والطعم سيكون لذيذاً للغاية، وكما خطط له».

ومن ثمّ نأتي بصحن كبير ونسكب فيه حبات "الفول" التي كانت ضمن المصفاية، ونضيف إليها الصلصة، ونوزعها على مساحة الصحن وعلى الفول ككل، ونأتي بحبتين من حبات البندورة الحمراء ويتم تقشيرهما ومن ثم تقطيعهما إلى قطع صغيرة ويتم أيضاً توزيعها على أطراف الصحن، ونسكب على الصحن كميّة من زيت الزيتون، الذي يعطي لذّة كبيرة للطعم وللشكل أيضاً، وتجهيز الصحن بهذه الطريقة وبهذه الزينة هي لفتح النفس والشهية، ولأنها دافع ليتم تناول كميات كبيرة منه، فهذه الوجبة لا تجهز إلا ضمن فترات متباعدة، ويقدم إلى جانبها كميات من الخضار حسب الرغبة، علماً أن هناك بعض الأسر تجعل "الفول" وجبة رئيسة على الغداء

أمّا السيّدة "صفاء محمد مرعي" فتشير إلى أنها تخزن كميات كبيرة من مادة "الفول" تزرعها في أرض والدها، وعن طريقة تجهيز وجبة "الفول" تقول: «يتم نقع حبات "الفول" بالماء لمدّة 12 ساعة، ويتم ذلك في مساء اليوم السابق لإعداد الوجبة الصباحية، نسكب الماء المنقوع به ونضيف إليها ماءً جديداً نقياً، مع إضافة كمية مناسبة من الملح والقليل من الكربونات، وبعدها توضع على النار من أجل الغلي، وتحتاج إلى ربع ساعة تقريباً في وعاء الضغط سريع التجهيز، وبعد استواء ونضج "الفول" جيداً نبدأ بسكب الحبات ضمن المصفاية لتصفى جيداً من الماء، وفي تلك الفترة نجهز الصلصة الخاصة بطبق "الفول" والمكونة من: (اللبن، الطحينة، الثوم، البقدونس)، وتلك المواد حسب كميات "الفول"، أي كل كيلوغرام من "الفول" يحتاج إلى كوب صغير من اللبن ويخفق جيداً مع نصف كوب من الطحينية، وخمس حبّات من الثوم، ولكن بعد أن يفرم ويدق الثوم جيداً، ويضاف إليها البقدونس المفروم الذي يتطلب أن يكون ناعماً، ويتم عصر الليمون على الصلصة، بعد أن نرش عليها حبّات من الملح، وهنا نقوم بخلطها مع بعضها بعضاً، ونكون قد تركنا كوباً من المياه التي غليت مع الفول ويتم سكبها على الصلصة».

نكهة المادة بهذه الخضار

وتتابع: «ومن ثمّ نأتي بصحن كبير ونسكب فيه حبات "الفول" التي كانت ضمن المصفاية، ونضيف إليها الصلصة، ونوزعها على مساحة الصحن وعلى الفول ككل، ونأتي بحبتين من حبات البندورة الحمراء ويتم تقشيرهما ومن ثم تقطيعهما إلى قطع صغيرة ويتم أيضاً توزيعها على أطراف الصحن، ونسكب على الصحن كميّة من زيت الزيتون، الذي يعطي لذّة كبيرة للطعم وللشكل أيضاً، وتجهيز الصحن بهذه الطريقة وبهذه الزينة هي لفتح النفس والشهية، ولأنها دافع ليتم تناول كميات كبيرة منه، فهذه الوجبة لا تجهز إلا ضمن فترات متباعدة، ويقدم إلى جانبها كميات من الخضار حسب الرغبة، علماً أن هناك بعض الأسر تجعل "الفول" وجبة رئيسة على الغداء».

الفول زينة المائدة