ضيف محبب على موائد أهالي الجزيرة السورية في فصل الشتاء، تتميز بنكهة طيبة وإضفاء الحرارة على الجسم، سهلة التحضير لأن موادها الأساسية متوافرة في كل بيت.
مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 12 كانون الأول 2014، عرفت طبخة "الطفطيّة" في أكثر من منزل في منطقة "القامشلي" الذين يعدونها أكلة مميزة في هذا الوقت من السنة، لكونها تضفي حيوية ودفئاً ونشاطاً على الجسد كلّه، والتقت السيّد "عبد الله أحمد" الذي تحدث عن أهمية الأكلة، ويقول: «يستطيع أي شخص أن يتناوها في الوجبات الثلاث في فصل الشتاء، فهي سلسة على المعدة ولا تسبب أي مشكلات أو تلبكات معوية، وبما أنّها تحتوي على حبّات الحمص المسلوق فهي من ألذ الأكلات لدى الأطفال ويرغبونها كثيراً، حيث إن أغلب أطفال "القامشلي" يطالبون أمهاتهم بتجهيزها وطبخها دائماً، ولتلك الأكلة طقوس حيث إنها تجمع كافة أفراد الأسرة، ففي اليوم الذي تجهز فيه الأسرة هذه الطبخة نطلب من كل المقربين والأهل الحضور للمشاركة في تناول الغداء في جلسة مشتركة على مائدة "الطفطيّة"».
بما أنني في الصف الدراسي الثاني، يحرص أهلي عليّ دائماً بكسب درجات عالية في المدرسة، وبين الحين والآخر أطلب من والدتي تجهيز "الطفطية" وأعدها بدرجة العلامة التامة في المذاكرة، وأنا أفي بوعدي وهي تقدم لي وجبتي المفضلة مع وصولي من المدرسة، وأكثر ما أستلذ به فيها حبّات الحمص
أما الطفلة "نور عبد الرحمن خالد" فتحدّثت ببراءة عن شوقها لتلك الوجبة وتقول: «بما أنني في الصف الدراسي الثاني، يحرص أهلي عليّ دائماً بكسب درجات عالية في المدرسة، وبين الحين والآخر أطلب من والدتي تجهيز "الطفطية" وأعدها بدرجة العلامة التامة في المذاكرة، وأنا أفي بوعدي وهي تقدم لي وجبتي المفضلة مع وصولي من المدرسة، وأكثر ما أستلذ به فيها حبّات الحمص».
أمّا السيّدة "صفاء محمّد مرعي" التي تجد نفسها محترفة بتصنيع وتجهيز أكلة "الطفطية"، فتقول: «من الأكلات المفضّلة في منطقة الجزيرة السورية، وتحديداً في منطقة "القامشلي" وريفها، ومنهم من يجعلها وليمة بحد ذاتها، وجميع موادها الأولية والأساسيّة متوافرة وبكثرة في المنطقة، فالمنطقة مشهورة جداً بزراعة مادتي "القمح" و"الحمص"؛ فهما المادتان الرئيسيتان لهذه الأكلة إضافة لـ"اللحم"، لذا تعد أكلة متكاملة الغذاء».
وعن مراحل إعداد ومقادير الطبخة تضيف "صفاء": «الأكلة تحتاج إلى كيلو غرام من حبات "الحمص" التي تبقى منقوعة في المياه قبل يوم من البدء بإعداد الطبخة أي لمدة 12 ساعة، وكيلو غرام من القمح المقشور، وكمية حسب الحاجة والرغبة من اللحم الأحمر، وعند البدء بالتحضير نقوم بتحميص اللحم، مع إضافة حبة أو حبتين من البصل المفروم إلى اللحم، وبعد ذلك نضيف إليهما "الحمص" بعد إخراجه من المياه، ثم نضيف إليهما "القمح المقشور" وهو أيضاً يبقى لمدة قصيرة ضمن المياه من أجل تنقيته، وبذلك اختلطت جميع المواد الأساسية بعضها مع بعض في وعاء على النيران، وحكماً ننثر عليهم بعض التوابل كالبهارات والفلفل الأسود، والملح وكل ذلك حسب الحاجة والرغبة. وبما أن جميع البقوليات بحاجة إلى وعاء "الضغط" عند التسخين، فتكفيها ربع ساعة من الزمن وتكون الأكلة جاهزة، وتطلب الأكلة إلى جانبها بعض الخضار كالبصل الأخضر والفجل والهندباء لتضفي لذة أكبر».
