قد يكون الكثير من ألعاب العالم الغربي مستوردة أو مستوحاة من الآخرين، إلا أن الماكينة الإعلامية لهذه الأمم تلعب دورها في نشر وترويج الألعاب، واستقطاب الجمهور لها وحتى استثمارها، فيما وصل الأمر بألعابنا التراثية حد الانقراض.

"حاح موت" الطبعة العربية للعبة "البيسبول" التي تناقلتها الأجيال كابراً عن كابر، إلا أن مصدر هذه اللعبة وتاريخها لا يزال مجهولاً حتى اللحظة، مدونة وطن "eSyria" بحثت في أصل هذه اللعبة والتقت الباحث في مجال التراث "محمد الحايك"، بتاريخ 7 تشرين الثاني 2014، ليتحدث عن آلية اللعبة، فقال: «هي لعبة بسيطة إلى حدٍ كبير وهي أقرب إلى لعبة "البيسبول" الشهيرة، وتقوم هذه اللعبة على مبدأ الفريقين لكن دون حد معين للاعبين، وذلك حسب توافر الأطفال أو اليافعين، وينقسم اللاعبون إلى فريقين متساويين، ثم توضع في الشارع حجرتان يفصل بينهما قرابة 30 سنتيمتراً، ويوضع فوقهما عصا صغيرة يقف أمامها لاعب يكون ظهره للفريق الخصم، يمسك بيده عصاً طويلة يضعها تحت العصا التي ثُبّتت على الحجرين، بينما يكون الفريق الثاني وهو فريق الرامي جالس على الرصيف أو ما شابه بانتظار النتائج، فينادي الرامي "حاح" وإذا كان الفريق الثاني مستعداً لالتقاط العصا بعد إطلاقها يقول "موت"، هنا يرفع الرامي العصا قاذفاً إياها إلى الخلف بكل قوة، فيركض الفريق بأسره لالتقاط العصا التي تطير وتتشقلب في الهواء، فإن تمكن أحد اللاعبين من الإمساك بها تحسب لهم نقطة، وإلا يستدير الرامي إلى الفريق الخصم؛ ويقوم أحد اللاعبين برمي العصا على الحجرين من المكان الذي سقطت فيه، ويحاول الرامي إبعادها من خلال صدها بالعصا؛ فإن أصابت العصا الحجر، احتسبت نقطةً للفريق وإن تمكن الرامي من صدها وإبعادها تدخل اللعبة في مرحلة التحكيم».

في حال تمكن الرامي الذي تحول إلى حارس من صد العصا الصغيرة بعصاه وإبعادها، يقيس الفريق بعد العصا عن الحجرين، فإذا كانت المسافة التي تفصلها عن الحجرين أطول من العصا الطويلة التي يستخدمها الرامي، يخسر الفريق ويخرج من الملعب ليلعب الفريق الثاني، وإن كانت أقرب والمسافة أقصر من طول العصا، تحتسب نقطة للفريق ويستمر باللعب وتستمر اللعبة على هذه الشاكلة، ولا يوجد مدة محددة للعب الـ"حاح موت"، فهي تنتهي بتعب الفريقين أو إحساسهم بالملل، لكن هذه اللعبة انقرضت كلياً أو تكاد، فمنذ أكثر من عشرين عاماً لم يعد يلعبها أحد، وقد اختفت عن الساحة بعد أن كبر الأطفال اللذين كانوا يلعبونها يومياً، وتحولت اهتمامات الجيل الجديد

يتابع: «في حال تمكن الرامي الذي تحول إلى حارس من صد العصا الصغيرة بعصاه وإبعادها، يقيس الفريق بعد العصا عن الحجرين، فإذا كانت المسافة التي تفصلها عن الحجرين أطول من العصا الطويلة التي يستخدمها الرامي، يخسر الفريق ويخرج من الملعب ليلعب الفريق الثاني، وإن كانت أقرب والمسافة أقصر من طول العصا، تحتسب نقطة للفريق ويستمر باللعب وتستمر اللعبة على هذه الشاكلة، ولا يوجد مدة محددة للعب الـ"حاح موت"، فهي تنتهي بتعب الفريقين أو إحساسهم بالملل، لكن هذه اللعبة انقرضت كلياً أو تكاد، فمنذ أكثر من عشرين عاماً لم يعد يلعبها أحد، وقد اختفت عن الساحة بعد أن كبر الأطفال اللذين كانوا يلعبونها يومياً، وتحولت اهتمامات الجيل الجديد».

محاولة التقاط العصا

من جهته بين المحامي "إسماعيل محمد": «أن لعبة "حاح موت" هي من الألعاب الشهيرة التي استمرت فترات طويلة من الزمن، فقد توارثتها الأجيال بعضها عن بعض على بساطتها، فهي أشبه ما تكون بلعبة "البيسبول"، وهذه اللعبة ظهرت أول مرة في "الولايات المتحدة"، عام 1791 في مدينة "بيتسفيلد" في ولاية "ماسّاشوستس"، وفي عام 1845 كتب "أليكساندر كارتريت" بعض قوانين لعبة "البيسبول" التي تستخدم حتى اليوم، وفي عام 1875 أنشئت رابطة نادي "البيسبول" الحرفي، وقد ازدهرت هذه اللعبة كثيراً وأصبح لها متابعوها، كما تم تطوير أدوات اللعب من مضارب وكرات وصمم لها ملاعب فخمة، أما نحن فانطلقت اللعبة بعصاوين وانقرضت بهما، دون أن يحاول أحد تطويرها أو الإضافة إليها، ومن يعرف؟ ربما يكون لها ارتباط بظهور "البيسبول" وربما لا، لكن المفارقة تكمن في عدم محافظتنا على تراثنا وألعابنا، من باب أنها ألعابٌ طفولية لا قيمة لها، بينما تزدهر مثل هذه الألعاب أو التي هي أدنى منها في مناطق أخرى».

التقاط العصا
قذف العصا