تُعد من أهم المقبلات التي يعشقها الأطفال في مدينة "القامشلي" والعديد من المناطق التابعة لها، وتتميز بلذتها وكثرتها في المنطقة، ويحبها الجميع كباراً وصغاراً.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 19 أيلول 2014، رصدت العديد من العربات الجوالة، والكثير من الحوانيت التي تضم الذرة، أو "الشاوينا" كما يحب أبناء منطقة "القامشلي" تسميتها، و«ظهر جليّاً أن الإقبال عليها يكون من قبل الأطفال أو أولياء أمورهم، فيتم شراؤها من أجلهم»؛ هذا كان جزءاً من حديث السيّد "محمد عبدي سليم" الذي كان متجوّلاً في أسواق مدينة "القامشلي"، عن بائع يبيع "الشاوينا"، فقال لنا عن بحثه وتجواله: «أطفالي الثلاثة ينتظرون عند باب المنزل من أجل الذهاب إليهم، وأنا أحمل لهم من المادة التي يعشقونها كثيراً وهي "الشاوينا"، ففي هذه الفترة يكثر وجودها في الأسواق ولذلك لا يرغبون بأي نوع آخر من الفواكه، بل يفضلون زائرهم "الذرة" الذي يطلّ لفترات قصيرة في السنة، وهو موسمه الآن، حقاً هذه المادة تشكّل لوحات اجتماعيّة، فأم الأطفال تجهزها وتطبخها ويتم توزيع قطع منها على أطفالها والباقي على أطفال الجيران، ولذلك يجلسون معاً ويتناولونها في صورة رائعة ومعبرة، وهو ما نبحث عنه، وكثيرة هي المرّات التي ينتهي طفلنا أو طفل الجيران من قطعته ويأتي بسرعة ليأخذ واحدة أخرى، لأنه لا يشبع من واحدة وربما خلال اليوم الواحد يتناول طفلنا العديد منها، فبين الحين والآخر يطلب قطعة، ونحن أيضاً نشارك الأطفال التناول عند المساء لنشكل ما يشبه حلقة عائلية من الفرح والسرور والمائدة لا تحمل سوى قطع من "الشاوينا"».

ظهر جليّاً أن الإقبال عليها يكون من قبل الأطفال أو أولياء أمورهم، فيتم شراؤها من أجلهم

وكان للطفل "فادي حنّا" حديث عن تعلقه بـ"الشاوينا"، حيث قال: «في هذه الأيّام أغلب الأطفال يحملون قطعة في يدهم، ويتناولونها في الحي والشارع والمدرسة أثناء الفرص والاستراحة، أمّا الحدائق وفي هذه الفترة فهي ملأى بناسها وزوّارها وخاصة من الأطفال، ولذلك نرافق الأهل لنذهب إليها، ونحمل معنا كميّة من "الشاوينا" لنتناولها في الحديقة ضمن أجواء الفرح والمتعة والسرور، والأجمل أننا نلتقي عدداً كبيراً من الجيران والأصدقاء والأهل في تلك الحدائق، فيتم تبادل الحب والمواد التي نأخذها للحديقة، ومع كل عائلة كميات من "الذرة" أو "الشاوينا"، فرغبة الأطفال جميعاً تكون نحوها لأننا في هذه الفترة فقط نجد هذا اللون والنوع الجميل من "الشاوينا"».

عند جلبها من المزارع

وكان لربة المنزل "حنان علي محمود" حديث عن طريقة وطقوس تجهيز "الشاوينا"؛ وذلك عندما تحدّثت بالقول التالي: «بعد أن يتم شراؤها من الأسواق يتم تنظيفها جيداً وإزالة الأوراق الخضراء التي تلفها، وإزالة بعض الأعشاب الخضراء التي تلتصق بها أحياناً، ومن ثمّ نقطعها إلى نصفين أو ثلاثة من خلال أداة حادة ليتم طبخها بسرعة، وبعد ذلك تغسل جميع القطع بالمياه جيداً، ونضعها في وعاء من أجل السلق، وتبقى على النار ما يقارب نصف ساعة، وتكون جاهزة للتناول، وخلال فترة التحضير والتجهيز يكون الأطفال في ترقب للانتهاء من السلق لأكلها على الفور، وهناك من الأطفال من يلح على مساعدتنا في التنظيف والغسيل والتقطيع، ونحن نسمح لهم بذلك من شدة سعادتهم وهم يساعدوننا بتجهز الأكلة التي يحبونها كثيراً، بل يجدون فيها وجبة دسمة ورئيسيّة».

البائع "سمير الخالد" تحدّث عن وجود "الشاوينا" بين بضاعته اليومية عندما قال: «يومياً أجلب أكثر من خمسين كيلوغراماً منها، من منطقة "المالكية" التي تبعد عن "القامشلي" 90كم، وهي المنطقة المثالية لنجاحها؛ ففيها الرطوبة المناسبة والمناخ الجيد والتربة المثالية، وبما أنها منطقة دائمة الخضار فهي تزرع مع الخضار والقطن وفي المساحات الخضراء بشكل عام، وفي هذه الأيام يكون الإقبال كبيراً على شرائها وخاصة من البراعم».

متعة الأطفال بتناولها