يتميز "مربى العنب" بطعمه اللذيذ كالعسل، ويعد تجهيز هذه المؤونة في مدينة "القامشلي" في هذه الفترة من السنة من الضروريات والأساسيات في جميع المنازل، ليتم تناوله على مدار العام.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 25 آب 2014، وقفت عند طريقة تحضير "مربى العنب" وأهميته ومدى تعلّق أهالي المنطقة به، ولذلك يظهر جليّاً الإقبال الكبير على صناديق العنب في هذه الفترة ليتم تجهيز مربى العنب، وأغلبية العائلات تقوم بتخزينه ليكون من مواد المؤونة في فصل الشتاء، وقد بينت ذلك السيّدة "ليلى حسين العلي" بالقول: «جميع النسوة في هذه الفترة شغلهم الشاغل تجهيز المؤونة، ومن بين تلك المؤونة "مربى العنب"، الذي يعد من الضروريات والأساسيات في المطبخ، فقد تستغني بعض العائلات عن تجهيز بعض المواد الأخرى، ولكن مربى العنب لا غنى عنه، حيث تتم صناعته وتناوله على مدار العام، وخاصة من قبل الأطفال الذين يعشقونه كثيراً، فهو يتميز بطعم لذيذ حلو المذاق يبقى على اللسان لفترة من الزمن، ومنهم من يشبه طعمه بطعم العسل، وهذا النوع من المربيات أو مواد المؤونة لا يحتاج إلى جهد وعناء كبيرين، حيث تستطيع امرأة وحدها أن تقوم بتجهيز خمسة كيلو غرام من العنب وفي ساعات معدودات، ومن المتعارف عليه عند أغلب الأسر التي تقوم بتجهيز مربى العنب أنها تقدم للجيران والمُقربين منه ليعبروا عن نجاحه ولذته، وهذه العادة تسمى الضيافة السريعة».

تبقى حبات العنب على النار لمدة ساعة ونصف الساعة، حتّى يتحول لون العنب إلى اللون الذهبي، وبعد إطفاء النار تكون بذور العنب قد طفت فوق الوعاء ويتم نزعها جميعها من الوعاء، وعندما يبرد يكون جاهزاً للتناول

الشاب "علي سالم" تحدّث عن العلاقة الوطيدة التي تجمعه مع "مربى العنب" بالقول: «أنا طالب جامعي أدرس في جامعة "دمشق"، وبحكم الأعراف والتقاليد بالنسبة للطالب أنّ أسرته ترسل له بعض مواد المؤونة، وتكون رغبتي دائماً باتجاه "مربى العنب"، والأهل يعرفون مدى العلاقة الطيبة التي تجمعني مع ذلك النوع من المربيات، وأنا لا أتقيد بزمن محدد لتناوله، فقد أتناوله مع نهاية كل ساعة، وربما عند الوجبات الثلاث، ومن شدة تناولي لهذا المربى بات أصدقائي يتناولونه في أغلب الأوقات التي أتناوله فيها».

خلط السكر مع العنب

أمّا ربّة المنزل "نور سعيد المحمد" وقد رصدناها وهي تقوم بتجهيز "مربى العنب"، وخلال ذلك قامت بعدة مراحل، فتحدّثت عنها بالتفصيل: «بعد أن نقوم بشراء النوع الجيد من "العنب"، ويفضل أن يكون من العنب "الخابوري" أي من منطقة "الحسكة"، وهو من الحبات الكبيرة والحلوة، ويتم فرط العنب إلى حبات منفردة ويتم جرح أحد جوانب تلك الحبات بسكين حاد وذلك لتخرج بذوره عند التسخين، ومن ثمّ نضعها في مصفاة ويتم غسلها بشكل جيد، وبعد ذلك تتم إضافة كمية من السكر إليها حيث تكون حبّات العنب ضعف كمية السكر، ويتم خلطهما بشكل جيد، ونضيف إليهما القليل من أعواد القرفة، وقليل من حمض الليمون، ونترك حبات العنب لمدّة زمنية تقدر بثلاث ساعات معرضة لأشعة الشمس، وبذلك يكون السكر قد ذاب بالشكل المطلوب مع جميع حبّات العنب، وبعد تلك المرحلة تكون مرحلة التسخين، ونضع العنب مع المواد التي اختلطت فيه على النار لتكون مرحلة التسخين والغليان».

وتضيف السيدة "نور" حول المراحل الأخيرة من تجهيز "مربى العنب": «تبقى حبات العنب على النار لمدة ساعة ونصف الساعة، حتّى يتحول لون العنب إلى اللون الذهبي، وبعد إطفاء النار تكون بذور العنب قد طفت فوق الوعاء ويتم نزعها جميعها من الوعاء، وعندما يبرد يكون جاهزاً للتناول».

الخابوري أفضل أنواع العنب المناسب للمربى