على طول الأراضي التي تتربع عليها المحافظة، ينتشر هذا النبات وبدرجاتٍ متفاوتة تبعاً لهطول الأمطار، حيث يصنف "الكعوب" من الأكلات الشعبية الرائجة في المحافظة، ويتعرض هذا النبات لجني جائر وغير منظم قد يتسبب في تدهوره.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 حزيران 2014 السيدة "حذامي المرعي" التي تستخدمه بعدة طبخات فقالت:« هو من الطبخات المهمة التي أعدها لعائلتي أثناء موسمه، وقد أصبحنا اليوم نخزنه يالمجمدة نظرا لأهميته على مائدتنا. وأقوم عادة بتحضيره بعدة طرق كمقبلات وكوجبة رئيسية، إلا أن عائلتي تحبه مطبوخا بالزيت البلدي حيث يتم تقطيع بضع بصلات حسب الكمية التي ترغب السيدة بطبخها، ويتم قليها فترة قصيرة ثم يضاف العكوب المنظف جيدا والمغسول والمصفى جيدا من الماء إلى البصل ويقلى معه حتى يحمر لونه قليلا ثم نضيف كمية قليلة من الماء حتى ينضج، ويؤكل عادة مع الخبز».

هو من الطبخات المهمة التي أعدها لعائلتي أثناء موسمه، وقد أصبحنا اليوم نخزنه يالمجمدة نظرا لأهميته على مائدتنا. وأقوم عادة بتحضيره بعدة طرق كمقبلات وكوجبة رئيسية، إلا أن عائلتي تحبه مطبوخا بالزيت البلدي حيث يتم تقطيع بضع بصلات حسب الكمية التي ترغب السيدة بطبخها، ويتم قليها فترة قصيرة ثم يضاف العكوب المنظف جيدا والمغسول والمصفى جيدا من الماء إلى البصل ويقلى معه حتى يحمر لونه قليلا ثم نضيف كمية قليلة من الماء حتى ينضج، ويؤكل عادة مع الخبز

الباحث في مجال النباتات المهندس "ياسر سعدون" تحدث عن هذه النبتة وميزاتها، فقال: «"العقوب"، أو "السلبين"، أو "العكوب" كلها مسميات تدل على نبات شوكي؛ ينتمي إلى الفصيلة النجمية ويعرف محلياً باسم "الكعوب"، أو "كعوب الأباعر". أما اسمه العلمي فهو: "Eng. Tourneforts gundelia , Gundelia tumbleweed"، وهو من الأعشاب الشوكية المعمرة مفرز للبن نباتي؛ يتراوح طوله بين 30 و50 سنتيمتراً، حيث يكسو "العكوب" وبدرجاتٍ متفاوتة أوبار عنكبوتية الشكل، وقد يكون النبات أجرد الشكل أو شبه أجرد، وللنبات ساق ثخينة مثلمة بسيطة أو متفرعة في الأعلى، وتتقصف هذه الساق بالقرب من القاعدة عند النضج، أوراقه كبيرة لحمية القوام مستطيلة إلى مستطيلة رمحية لها أعصابٌ ثخينةٌ جداً؛ ذات فصوص مسننة مشوكة يستدق نصل الأوراق السفلية تدريجياً، أما الرؤيسات الزهرية فتكون عريضة وبيضوية الشكل وهي مركبة؛ تضم العديد من الرؤيسات المتجمعة بكثافة، التي يدعم كل منها قنابة مشوكة ويضم كل رؤيس مفرد 5 إلى 7 أزهار، تكون الزهرة المركزية خصبة "خنثوية"، أما المحيطية فتكون عقيمة».

نبات الكعوب

ويتابع: «يتراوح قطر الرؤيس المركب بين 4 و8 سنتيمترات ويكون محاطاً بالأوراق العلوية، وتكون القنابات رمحية جلدية القوام في جزئها السفلي؛ يكسوها وبر عنكبوتي تنتهي بشوكة قوية، وأزهارها ذات لون قرمزي قاتم من الخارج وأصفر من الداخل كما تكون المآبر صفراء، والثمار أكينات متضمنة بشكل إفرادي في أقماع متخشبة إلى حدٍ ما ويعلو الأكينة تاج مسنن، ويعدّ هذا النبات قزمي الحجم ينتشر في البيئات الجافة ونصف الجافة المتدهورة، وفي السهول وعلى المنحدرات وعلى الترب الكلسية لكنه يفضل الأراضي الرملية وأراضي الطمي جيدة الصرف، كما يتطلب الأماكن المشمسة. ويتعرض في فصل الربيع لعمليات جمع مكثفة، بغية الحصول على أجزائه الغضة التي تستعمل للاستهلاك الغذائي، الأمر الذي يشكل ضغطاً كبيراً على هذا النوع من النبات، لذا بدأ المهتمون بالحث على زراعته بغية تعويض النقص الحاصل في انتشاره، وقد لاحظ الباحثون صعوبة إنبات بذوره لذا بدأت الأنظار تتوجه نحو إيجاد طرائق مناسبة لتنضيد بذوره أو محاولة إكثاره خضرياً بالطرائق التقليدية أو الحديثة، وما يجدر ذكره أن هذا النبات يسمى في منطقة الجزيرة السورية "كعوب الأباعر" أي الجمال، نظراً لإقبال الجمال الشديد على تناوله، وبات من المعروف علمياً أن وجوده بكثرة دليلٌ على انعدام وجود الجمال في هذه المنطقة».

من جهته بين الباحث في مجال النباتات المهندس "سليمان كرزون"، ماجستير في البيئة النباتية: «أن تركيبة هذا النبات الكيميائية تضمنت وجود أجزاء هوائية تحتوي على عدة مركبات كومارينية، ومركبات ستيرولية، وصابونية، كما تحتوي الأجزاء الهوائية زيتاً طياراً ، وللعكوب استعمالات طبية وغذائية من أهمها: الأوراق والسوق والبراعم الزهرية الغضة، والجذور والبذور تستخدم لعلاج أمراض الجهاز الهضمي وخاصة اضطرابات الكبد، وفي حالات انخفاض الضغط الشرياني والحساسية، وكمانع لانقسام الخلايا وخفض نسبة البولة في الدم؛ ومنع تجمع الصفائح الدموية، كما تدخل الأوراق والبراعم الزهرية الغضة في العادات الغذائية للسكان المحليين، في حين تدخل النورات الزهرية غير المكتملة النمو في المطبخ الشرق متوسطي بدلاً من الخرشوف، إلا أنه عديم الفائدة بالنسبة للأغنام إذ إنها لا ترعاه أبداً».

الطبيعة التي تعيش فيها النبتة
المهندس الزراعي ياسر سعدون