البخور أو عود البخور مادة عطرية اشتهر استخدامها في المنطقة العربية وقد عرفها الإنسان منذ القديم، واختلفت استعمالاتها وتعددت حيث استخدمها الفراعنة في تعقيم مقابر موتاهم، كما لا يزال يستخدم البخور للتعطير في البيوت ودور العبادة.

وكذلك تم استعماله كعنصر رئيسي في طقوس السحر لطرد الأرواح الشريرة، وفي علاج المصابين بالمس، وأيضاً استخدم في المعابد الوثنية وفي حرق جثث الموتى في الهند حتى الآن، وأحياناً يستخدم التبخير في تجهيز بعض الأطعمة كالأسماك والجبن واللحوم المدخنة.

هناك أنواع مختلفة من البخور، وأفضلها تتصف بميل لون دخانه إلى الأزرق وبكثرة فقاعات الدهن عند احتراقه، وأيضاً كثرة وجود عروق لونها يميل إلى البني الغامق أو الأسود، ومن أشهر أنواعها المسك والعود التي توضع في خزائن الملابس لإكسابها رائحة عطرة تدوم لأيام، ودعاء الجنة والصندل والكندر والبخور الملائكي الذي يستعمل في المساجد والكنائس، وبخور لبان ذكر وسندروس ودم الأخوين وتفاح الجن وتستعمل أغلبها في طقوس السحر والشعوذة

موقع eHasakeh التقى العطار "مصطفى ججان" والذي تحدث عن استخدامات البخور قائلاً: «تجارة البخور كانت رائجة في العصور القديمة حتى عصرنا هذا، فالبخور لا يستخدم للتعطير فقط، بل يعتبر كأحد الطقوس الرئيسية في المعابد، كما يستخدم في طقوس السحر، ويحرق البخور في البيوت أيضاً ليضفي عليها رائحة زكية وعطرة، حيث يعد مظهراً من مظاهر حسن الضيافة والترحيب بالزوار، والاحتفال بمناسبات الزواج والولادة.

العطار مصطفى ججان

وتعود علاقة البيت العربي بالبخور إلى فترات ما قبل الإسلام التي كان اعتماد الإنسان فيها على البخور من أساسيات يومه، وطقوس عباداته. وقد استمرت تلك العلاقة حتى يومنا هذا، ويستخدم عادة في التبخير مباخر أو مجامر خاصة ذات أشكال وألوان متعددة يوضع فيها الفحم المشتعل والبخور، وهي ذات أشكال متعددة وألوان جذابة، ومنها ما يعتبر تحفة وزينة للبيت، ومنها الاستهلاكية والتي تصنع من مواد مختلفة كالفخار والمعادن، ومنها مباخر كهربائية تعمل بدون فحم».

عن صناعة واستخراج البخور يقول "ججان": «الموطن الأصلي للبخور هو فيتنام وإندونيسيا والهند ودول المغرب العربي، حيث يصنع البخور من مواد تحتوي على زيوت عطرية تستخلص من أعشاب كالزعفران ولحاء الأشجار كالعود، وإفرازات بعض الأشجار كاللبان، وكذلك يستخدم العنبر في التبخير الذي يستخرج من دهن الحوت، والمسك وهو مستخرج من حوصلة تخرج من نوع معين من الغزلان، وأحيانا يصنع البخور من خلطات أعشاب ومواد عطرية مختلفة، ويحتفظ مصنعي هذه الخلطات ومبتكريها بسر تركيبتها.

مبخرة كهربائية

وقد يصنع البخور على هيئة عيدان، أو خلطات معبأة في أكياس خاصة، أو مجسمات ذات كتلة، طبعاً استخراجه لا يكون إلا عن طريق قطع الشجرة وهذا يسبب بارتفاع سعره، وليس بكل الحالات يتم إيجاد خشب البخور داخل الشجرة بل من بين كل عشر شجرات معمرة يجدون هدفهم بإحداها.

ويتم تحضير البخور باستخدام أجهزة التقطير التقليدية مع إدخال بعض التحسينات، وتبدأ أولاً بفصل أنواع الخشب حسب الجودة وتجفيفه، ثم إدخاله في آلات خاصة لعملية الطحن ليصبح الخشب بودرة، ويوضع في خزانات مع ماء وينقع لمدة شهر، ومن ثم تتم عملية التقطير وتستمر العملية ما بين أربعة إلى ستة أيام حسب جودة الخشب، وبعدها يفصل الماء عن الدهن ويعرض للشمس لتتبخر المواد العالقة والشوائب ولتتركز نسبة الدهن في المنتج الذي يصبح جاهزاً للبيع».

مباخر توضع فيها الفحم

يضيف العطار "سليم درويش" عن أشهر أنواع البخور: «هناك أنواع مختلفة من البخور، وأفضلها تتصف بميل لون دخانه إلى الأزرق وبكثرة فقاعات الدهن عند احتراقه، وأيضاً كثرة وجود عروق لونها يميل إلى البني الغامق أو الأسود، ومن أشهر أنواعها المسك والعود التي توضع في خزائن الملابس لإكسابها رائحة عطرة تدوم لأيام، ودعاء الجنة والصندل والكندر والبخور الملائكي الذي يستعمل في المساجد والكنائس، وبخور لبان ذكر وسندروس ودم الأخوين وتفاح الجن وتستعمل أغلبها في طقوس السحر والشعوذة».

ويقول السيد "سليم" عن استخدامات البخور الطبية قائلاً: ‹‹للبخور استخدامات طبية، حيث استخدمه الأطباء الهنود لتعقيم غرف العمليات، وأيضاً استخدم زيته لتحنيط الموتى، وكذلك استنشاقه مفيد لصحة القلب وقوته، وكذلك يساعد على حركة سريان الدم، كما يستخرج من أعواده مادة تدخل في مكونات المضادات الحيوية، ومن العادات الشائعة لاستعمال البخور، حرقه في حالة المرض، وذلك أن طول رقاد المريض على فراش المرض يؤثر على رائحة الغرفة، لذلك يحرق البخور لتغيير جو غرفة المريض››.

الدكتور "طه الحاج" المختص بالأمراض الصدرية يقول: ‹‹في شهر رمضان المبارك يحرص أغلب الناس على حرق البخور في بيوتهم، وتجد المساجد تتعطر بالبخور، تلك الرائحة عطرة ولكن ماذا يحتوي الدخان المصاحب لها؟

نعلم بأن أي حرق للخشب ينتج عنه غازات تضر بصحة الإنسان، ومن هذه الغازات غاز أول أوكسيد الكربون، ويكون تأثيرها واضحاً على المصابين بأمراض فقر الدم وأمراض القلب، والتبخير نستطيع إرجاعه إلى أحد طرق التدخين المضرة بصحة الإنسان››.