كثير ما يبحث أهالي الريف، خاصة المقيمين في منطقة "المالكية" وريفها (التابعة لمحافظة الحسكة) عن نبتة "الشحفلان"، فهم يرون فيها منافع كثيرة، ولا يكتفون باستخدامها، بل يجدون أنها هدية قيّمة للأهل والأصدقاء.

"محي الدين شهاب سيد رسول" من أهالي ريف "المالكيّة" خبير في الأعشاب الطبية، يقول إن "الشحفلان" مادة أساسية في منزله، وهي تتوفر بكثرة في المنطقة التي يقيم فيها، ويوضح أن هناك عدّة طرق لاستخدامها، سواء مضغاً أو شرباً، يستخدمها كثيراً أثناء ألم الأسنان، يستفيد منها وينقل المعلومة لغيره.

عندما أراقب أولادي وأحفادي معاً في البرية للبحث عن نبتة "الشحفلان"، تعود ذاكرتي للبعيد جداً، عندما كنتُ بعمرهم، وأنا أقوم بالمهمة ذاتها، فأسرد لهم قصصاً قديمة، وخاصة أن الكثير من زملاء تلك الرحلة غادروا الحياة، أجواء ذلك الوقت كانت رائعة، فيها لعب ومرح ومنافسة لجمع أكبر كميّة من النبتة، والأهالي كانوا يعرضون علينا مكافآت مختلفة، في سبيل المجيء بحمل وفير، لقد كانت جزءاً من حياتنا الجميلة

أما "عنود شهاب الدين خليل" من أهالي بلدة "الجوادية"، فهي من النسوة اللواتي يخصصن وقتاً كافياً وطويلاً لجني تلك النبتة من المناطق التي تتوفر فيها، فهي توجد في أماكن معيّنة، يستطيع الوصول إليها من يملك الخبرة الكافية عنها، وتضيف لمدوّنة وطن "eSirya": «يكثر وجود هذه النبتة أو الشجيرة في جميع مناطق بلدة "عين ديوار" التابعة لمنطقة "المالكية"، والمناطق المجاورة لها أيضاً، ثمارها لذيذة، ومع اللذة فيها فوائد طبيّة في الثمار والأوراق والبراعم والجذور، ولها تسميات أخرى منها "قبّار، كُبُار، شفحل"، تتغير التسميات حسب المنطقة، يسمونها بناء على شكلها أو لونها، تثمر حسب عدّة عوامل وأسباب منها توفر التربة الجافة والقاحلة، وعلى جنبات الطرق والجدران حيث الاحتفاظ بالرطوبة».

ثمرة الشحفلان

هي شجيرة معمّرة لها فروع كثيرة مغطاة بالأشواك وأزهارها بيضاء اللون، فائقة الجمال ثمارها على شكل حبة الكمثرى، خضراء اللون لُبها أحمر مملوء بالبذور، يتذكرها كبار السن ويروون لأطفالهم قصصاً جميلة رافقتهم مع تلك النبتة، يؤكدون على متعتها ولذتها والاستمتاع بكل طقوسها، فالبحث عنها والتجوال من أجلها كان يستغرق وقتاً طويلاً، ومسافات كثيرة، منهم الحاج "سرور محمد العلي" قال عن رحلاته: «عندما أراقب أولادي وأحفادي معاً في البرية للبحث عن نبتة "الشحفلان"، تعود ذاكرتي للبعيد جداً، عندما كنتُ بعمرهم، وأنا أقوم بالمهمة ذاتها، فأسرد لهم قصصاً قديمة، وخاصة أن الكثير من زملاء تلك الرحلة غادروا الحياة، أجواء ذلك الوقت كانت رائعة، فيها لعب ومرح ومنافسة لجمع أكبر كميّة من النبتة، والأهالي كانوا يعرضون علينا مكافآت مختلفة، في سبيل المجيء بحمل وفير، لقد كانت جزءاً من حياتنا الجميلة».

وليس الأهالي فقط، وإنما يؤكد مربو النحل على فوائد نبتة "الشحفلان"، ويعتمدون على أزهارها كمرعى لنحلهم لإنتاج العسل اللذيذ، وهم يسمون النحل باسم النبتة، "عسل الشحفلان".

خبير الأعشاب الطبيّة "أنس العرب" يبين فوائد أخرى للنبتة وقال عنها: «أكل لبها الأحمر من دون مضغ فيه فائدة، ويستخدم مربو النحل أزهارها كمرعى للنحل لإنتاج العسل، أمّا أوراقها وجذورها فتستخدم لعلاج الديسك وبعض آلام الظهر والانزلاق الغضروفي أيضاً، ويستخدم مطحون جذورها كمسكن للآلام وآلام الأسنان خاصة، تؤكل مخللة أو نيئة، فهي مدرة للبول وتساعد على نزول دم الطمث وزيادة عدد الحيوانات المنوية وتعمل على طرد ديدان البطن.

أجريت اللقاءات بتاريخ 19 كانون الثاني 2021.