حوّل الشاعر "إبراهيم اسحق" ذكرياته أيام الطفولة إلى قصائد شعرية وأبيات نثرية، ولم ينسَ الأم بمساحاتٍ كثيرةٍ من صفحاته الأدبية، فامتاز أدبه بالحبّ والحنين.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 6 تموز 2020 التقت الكاتب والشاعر "إبراهيم اسحق" لينقل تفاصيل سيرته مع الأدب، متباهياً ببداياته التي انطلقت من قريته الترابية "تل فارس"، وقال: «كنت وما زلتُ سعيداً بأجمل ذكريات طفولتي، وهي مشهد بيتي مثل بيوت القرية، غرفة واحدة بباب واحد ونافذة وحيدة، تعانق جهات الأرض وتبتسم لزائريها، وهذا أدبي الأجمل.

يتصف أدبه بشكل عام بالإنساني، دائماً ما نجد قصائده تحمل الحب والحنين سواء للطفولة أو للأم، وقضايا إنسانية أخرى، مع وجود عمق فلسفي واضح في جوانب كثيرة من أدبه، تأمل الروح ومناجاة النفس واضحان في كثير من القصائد

أمّا بالنسبة للكتابة فهي موهبة قبل كل شيء، وخيال الكاتب يمتد للبعيد، كان لأخي الكبير الفضل في قراءة الرواية وقصائد الشعر، وجميع أشقائي كانوا متعلمين ومهتمين بالقراءة والمعرفة، بدأت بموهبة الرسم في مدرسة القرية، وتابعت حتى بداية التسعينيات، رسمت بالألوان المائية والباستيل والفحم والحبر الصيني، وفي الصف السابع أقام المركز الثقافي العربي بـ"القامشلي" معرضاً للوحاتي ونشرت مجلة "أسامة" الحديثة الصدور آنذاك لوحتين من أعمالي، كنت أكتب ذكرياتي خلال مرحلة الشباب ولم أزل حتى الآن أعدّ الكتابة تدوين الأحلام».

من أعماله الأدبية

ويتابع عن رحلته الأدبية: «تعلقي وتعمقي مع الأدب بدأ بإصدار الدواوين أولها: "ظل فرح طفيف"، عن دار "دلمون" الجديد، وتقوم الدار بعرضه في معارضها السنوية، وديوان آخر بعنوان "فراشات الظل"، وكتاب آخر قيد الطباعة بعنوان "رماد الحنين" (في مديح الطفولة وولائم الفجر)، أكتب باستمرار، ولا أفكر إلا بالكلمة الجيدة التي أكتبها بحب لتصل القراء بالحبّ نفسه، وأشارك مع مجموعة من الكتاب والشعراء في "عبق الثلاثاء" الأدبي بالمركز الثقافي العربي بـ"القامشلي".

كثيرة هي القصائد التي كتبتها، وكل مناسبة وحدث تكون بقصيدة شعرية، وقد ازدادت أعدادها خلال فترة الحظر بسبب فيروس "كورونا"، حيث استثمرت الوقت بكتابة الشعر والأدب، ونشرت قصائدي في مجلة "أخبار الأدب" المصرية، ونشرت لي قصيدة في كتاب شعراء من "الجزيرة السورية" تأليف وإعداد الشاعر "علي جمعة الكعود"».

مع زملاء الأدب في ثقافي القامشلي

من قصائده بعنوان "القبلاتُ المؤجّلة"، اختار لنا:

«ما أنْ يطوي، هذا الضّيفُ الغريبُ .. ظلّهُ الدّاكن ويرحل .. مودّعاً بشتائمنا اللاّذعة .. سأقفُ في منتصفِ الطّريق .. وأفتحُ ذراعيّ لأعانقَ أولَّ المارّةِ .. بقبلةٍ طويلة لعلّها تعيدُ بعضَ الدّفءِ .. إلى جسدي البارد».

ومن النماذج الأدبية "رماد الحنين" يقول فيها:

«لم تزل تلك الصور تراودني في أحلامي، شجرتا التوت المتقابلتين بجانب بركة الماء الشرقية، وأنا أتسلق إحداها في الفجر، وأنتظر عصافيري على الشجرة الأخرى. العربات الخشبية المكدّسة بالنّساء المتعبات من السّير الأبدي، في الدروب المتعرجة بين القرى المتناثرة هناك، والبغال التي تجرّها وتثير سحب الغبار تحت حوافرها. جدّتي المزمنة، وهي تستقيم قليلاً لرؤيتي عائداً من بعيد، بوليمة الصباح ..».

الشاعرة "فائزة القادري" قالت عنه: «الشاعر الأديب "إبراهيم إسحق" أحد أبرز أركان الأدب في "عبق الثلاثاء" الأدبي، يضفي قيمة أدبية مهمة، يصنع مع زملائه الشعراء والأدباء لوحة أدبية مميزة، يتسم أدبه بشكل عام بالواقعية ومواكبة الأحداث، بعيداً عن تعقيد الكلمات، وشعره يمتاز بالسلاسة والعذوبة، يمنح القارئ وجبة أدبية دسمة أهم ما يميزها أن القارئ لا يمكن أن يستغني عن القصيدة إلا بقراءتها بالكامل».

الكاتب "علي سليمان" من ريف "القامشلي" تحدث عن بعض مزايا أدب "إبراهيم اسحق" بالقول: «يتصف أدبه بشكل عام بالإنساني، دائماً ما نجد قصائده تحمل الحب والحنين سواء للطفولة أو للأم، وقضايا إنسانية أخرى، مع وجود عمق فلسفي واضح في جوانب كثيرة من أدبه، تأمل الروح ومناجاة النفس واضحان في كثير من القصائد».

يذكر أنّ الكاتب "إبراهيم اسحق" من مواليد قرية "تل فارس" في ريف "القامشلي" عام 1957.