أتقن جميع الفنون الأدبية، لكنه وجد نفسه بكتابة الرواية، وبموهبته الأدبية ومتابعته المستمرة للأدب، ومواكبته للتطورات التي طرأت على المجتمع، استطاع الأديب "خليل العجيل" أن يخط طريقه الأدبي بكل ثقة وموضوعية، فكتب عن الوطن والغربة والحنين والموت والحب.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الأديب "خليل العجيل" بتاريخ 17 شباط 2019، ليحدثنا عن مسيرته الأدبية، فقال: «حبي للأدب رافقني منذ الصغر، فوالدي كان يحفظ الكثير من القصائد ويلقيها علينا، وكان يحكي لنا العديد من الحكايات والقصص؛ وهو ما أغنى مخزون ذاكرتي الفكرية بالتعابير والكلمات الأدبية الغنية والصور التعبيرية التي تنمي خيال الكاتب وتصقلها، إضافة إلى أن أخي الكبير كان شاعراً، وأخي الأصغر مسرحي.

في أيامنا هذه ونتيجة الحرب التي تعرض لها بلدنا "سورية" أخذت مواقع التواصل الاجتماعي مكان الملتقيات الأدبية نظراً إلى صعوبة انعقادها في السنوات السابقة في العديد من المدن السورية، فكان لمواقع التواصل الاجتماعي الدور الأهم للتعريف بنتاجات الأدباء والتعارف فيما بينهم وإلغاء الحدود والبعد والمسافات، حيث أصبح منبراً للجميع من دون استثناء

نشأت وترعرعت في "حي الكلاسة" في مدينة "الحسكة"؛ الذي قضيت فيه نحو خمسة وثلاثين عاماً وأشعر بالحنين والشوق إليه، كان عبارة عن فسيفساء من الخليط السوري المتجانس من كل الأطياف الدينية والعرقية والأقليات والسياسات المختلفة التي تعايشت على المحبة والاحترام المتبادل، وبيتنا كان بابه مفتوحاً دائماً للضيوف من أدباء وفنانين وسياسيين من أصدقاء ومعارف من "الحسكة" ومحافظات أخرى، إضافة إلى أن القراءة بالنسبة لي هي الفكر والمعرفة والضوء، والكتاب عموماً هو الصديق المفضل الحقيقي الذي رافقني منذ الصغر، حيث كنت أقرأ أي كتاب يقع في يدي، وأستعير الكتب من المركز الثقافي القريب من مدرستي، ومكتبة كبيرة موجودة في حينا لأحد الباحثين والمفكرين والسياسيين؛ كل هذه الثقافات والقراءات والتراكمات والبيئة البسيطة الهادئة التي عشت فيها كوّنت لدي ثقافة خاصة ومتنوعة في الأدب والثقافة والدين والسياسة والفلسفة والفكر والإنسان والآخر، هذا التراكم الذي أفرز الأدب الذي أكتبه، فكتبت قصائد التفعيلة والنثر والقصة والشعر والرواية ومختلف أنواع الأدب والصحافة، وبصراحة تعدّ الرواية الأقرب إلي وأخذت اهتمامي الأبرز والأهم في وقتنا الحالي».

روايته "عارية تحت المطر"

وعن تعريفه للأنواع الأدبية قال: «الشعر تعبير إنساني وأسلوب من أساليب الفن العربي والأدبي ظهر منذ القدم، ويحمل في طياته عمق المعاني والتشبيهات وجمالية الكلمات، ويكتبه الشاعر ليعبر عن أفكاره ومشاعره وأحاسيسه وما يؤمن به من قضايا مختلفة، ويعد الشعر لسان العرب حتى الآن، والقصيدة عمل فكري فلسفي نفسي معمق ينجز بالمثابرة والقراءة والثقافة، كما أن داخل كل كاتب ناقد أدبي يقيّم له أعماله وكتاباته، والنقد حالة قصدية للكتابة تعتمد التحليل والتمييز وإبداء الرأي في جودة العمل الأدبي أو ضعفه، ويعتمد على قراءة النص الأدبي بموضوعية وتجرد وصدق، ولا بد للناقد من امتلاك الأدوات الصحيحة لكتابة النقد، إضافة إلى الثقافة العميقة الواسعة، وهذا يسمى النقد البناء، بالنسبة لي لم أتجه إلى النقد كثيراً، بل أنقد في بعض كتاباتي الأدبية والصحفية بصدق وموضوعية».

وأضاف: «الكتابة وسيلتي لتفريغ الأفكار التي تلح علي للكتابة عندما تنضج، ربما تبدأ بكلمة أو سطر أو صفحة أو أكثر، كثير من الأحيان تضيع هذه الأفكار في مهب الريح بسبب ظروفي القاسية والعمل وغربتي وسفري المستمر، والكتابة بالنسبة لي محاولة لمقاومة الموت، ولأنني غير راض عن كل ما يحصل من حولي من دمار وفقر وفساد مجتمع وأزمة؛ أكتب حتى أضيف شيئاً إلى الأدب العربي والإنساني عموماً، وأظل طائراً حراً، فالأديب لا بد أن يكتب بصدق ليضيء ولو نقطة ضوء في هذا الظلام ويبعث الأمل في نفوس الناس بكلماته وحروفه».

بطاقة تقدير

وعن الملتقيات الأدبية قال: «في أيامنا هذه ونتيجة الحرب التي تعرض لها بلدنا "سورية" أخذت مواقع التواصل الاجتماعي مكان الملتقيات الأدبية نظراً إلى صعوبة انعقادها في السنوات السابقة في العديد من المدن السورية، فكان لمواقع التواصل الاجتماعي الدور الأهم للتعريف بنتاجات الأدباء والتعارف فيما بينهم وإلغاء الحدود والبعد والمسافات، حيث أصبح منبراً للجميع من دون استثناء».

الأديب "حسن خيرو" حدثنا عن الأديب "خليل العجيل" بالقول: «كاتب موهوب يمتلك نفساً طويلاً وصبراً، ويستطيع كبح جماح أفكاره لتكون أقرب إلى الواقع، فقد قرأت له "عارية تحت المطر"؛ وهي رواية تمتاز بمتانة سبك الجمل بطريقة مبتكرة، كما أنه امتلك قدرة على انتقاء الألفاظ التي تستطيع انتشال المعنى من أفكاره وصبها في قالب متماسك، فكانت ألفاظه متناسقة تخدم المعنى المقصود، ففي كل مرحلة يأتي بجديد بحسب تطور الأحداث. أما من حيث الحبكة، فقد استطاع أن يرتب معانيه لتأتي الأحداث متسلسلة مترابطة، ويمتاز أسلوبه بقدرته على قيادة عنصر التشويق كما تشاء الأحداث».

يذكر، أن الأديب "خليل أحمد العجيل" من مواليد "الحسكة" عام 1981، صدرت له رواية "عارية تحت المطر"، ولديه العديد من المخطوطات الشعرية، وحصل على المركز الأول في منتدى "عاطف الجندي" بجائزة النثر، ومسابقة القصة الومضة في مجموعة "لغة الضاد"، وشهادة تقدير في صفحة ثقافة أدب.