وهب نفسه للشعر حيث وجد فيه المتعة وانشراح البال، والقدرة على التعبير عن الفكرة والإحساس، وترجمت أشعاره إلى العديد من اللغات، ونال العديد من الجوائز، وكرّم في أكثر من ملتقى أدبي.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 11 آب 2014، زارت الشاعر "علي جمعة الكعود" في مدينته بـ"القامشلي"، لينثر على الصفحات رحلته الجميلة مع الشعر، ويحدثنا عن بداياته: «عندما كنتُ تلميذاً في الصف الثاني الإعدادي ببلدتي "الجوادية"، التي تبعد عن "القامشلي" 40كم، حيث كانت تشرف هناك على تدريس مادة اللغة العربيّة مدرّسة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكانت نموذجاً مثالياً ورائعاً من الكادر التربوي، زرعت فينا المحبة والعلم وعشق المنابر التعليميّة، فعندما قررت هذه المُدرسة الانتقال إلى مدرسة أخرى، رسمت علامات الحزن والقسوة على قلوبنا ومشاعرنا، فتناثرت عليها الهدايا من قبل التلاميذ، وكانت هديتي لها حينها قصيدة شعرية كانت أُولى سطور الشعر في حياتي، وكان ردّها على الهدية الاستحسان وكل باقات الثناء، فتابعتُ وعاهدتُ نفسي أن أكون مخلصاً لهذا الرسول الجميل (الشعر)، ولذلك لم أفارقه منذ تلك اللحظة وحتّى اليوم».

من يتصفح سيرته الشعرية يجده اسماً في غاية الأهمية في ميادين الشعر، ووقفت معه أكثر من مرّة في الأمسيات الشعرية، فهو يستخدم الكلمة القوية والأسلوب الرزين، ويحمل في شعره رسائل عديدة أهمها المحبة والسلام، وهدفه البحث عن القمّة دائماً، وبذلك يحمل رصيداً شعبياً وأدبياً كبيراً

في المرحلة الثانوية كانت انطلاقته على منابر الأمسيات الشعرية وهنا يتابع "الكعود" بالقول: «في المرحلة الدراسية الثانوية حيث كنتُ وقتها في مدينة "دير الزور"، وخلال تلك الفترة وقفت عدّة مرّات على منابر الشعر ضمن الأمسيات الشعريّة، وكانت لي عدّة وقفات أيضاً في المركز الثقافي بـ"الميادين"، وحينها كنت أكتب القصائد على نهج الشعر الحديث (الموزون)، إضافة إلى الشعر العمودي، وهذه البداية كانت رائعة بالنسبة لي، لأنّ بيئة الفرات هي داعم كبير للشعر والشعراء، وبعد العودة لمدينتي "القامشلي" واصلتُ مسيرتي مع الشعر، ولم أفارق منابر الأمسيات الشعرية في جميع المراكز الثقافيّة بمحافظة "الحسكة"، كما كان لي العديد من المشاركات بالأمسيات الشعرية في باقي المحافظات وبشكل خاص في "دمشق، وحمص، وتدمر"، ومن أجمل ما كتبت كانت قصيدة بعنوان "فراشة القوت" التي ألقيتها في أمسية شعرية في "السويداء"، ومما قلتُ فيها:

لازخ.. الديوان الذي ترجم إلى السريانية

"تنهد الوقتُ واصفرت ثوانيه.. ونادب العمر لم ينه مراثيه

العمر جزء يسير من خزائنه.. وسرقة الحلم بعض من أمانيه"».

عدد من جوائز الشاعر

وعن نتاجه الشعري يضيف: «تُرجمت الكثير من قصائدي إلى اللغات "الفارسية، والسريانية، والإنكليزية، والسلوفاكيّة"، وكان لوطني حصة كبيرة وغالية من القصائد والأبيات الشعريّة، ومن أبياتي في الوطن:

"أنا الوطن المفجوع أطلق صرختي.. وقد قتلوا روحي وشلوا جوارحي

لقد غضب التاريخ من مرّ واقعي.. ولوّن آثاري دم ولوائحي".

وخلال رحلتي مع الشعر صدر لي العديد من المجموعات الشعريّة، منها: "أجراس الحب، لا تتركني بعد الآن، مدينة عشق، يوميات مواطن عربي، أمير الموتى، نذر العاشق" ومجموعات أخرى، وأغلبية تلك النتاجات الشعرية نشرت في دوريات محلية وعربيّة عديدة، منها: "المعرفة، الموقف الأدبي، جريدة الزمان، مجلة الكويت، العربي"، وبالنسبة لمجموعتي الشعرية "لازخ وقصائد أخرى"، فقد ترجمت إلى "السريانية" ونالت أصداء طيبة للغاية حتّى خارج حدود الوطن».

كان له نصيب كبير من الجوائز والتكريم، حدثنا عنها قائلاً: «حصلت على عدّة جوائز تقديرية، منها جائزة "الإمام الخميني" التقديرية عن أفضل قصيدة عن "القدس" عام 2004، وجائزة "الزباء" الأولى عام 2005 في "تدمر"، وعلى جائزة الشاعر "سليمان العيسى" من قبل وزارة الثقافة السورية عام 2008 عن ديوان "لازخ وقصائد أخرى"، وعلى جائزة "سفنكس" الدولية عام 2010 في "مصر" عن أفضل قصيدة في العشق بعنوان "مدينة عشق"، وكانت مرتبتي ضمن المراكز المتقدمة بأفضل قصيدة عن "الأم" في قناة المستقلة عام 2010، وكان نصيبي جائزة "عمر أبو ريشة" عام 2013 بـ"السويداء"، وكرمتني الأسرة السريانية في "القامشلي" لتميزي الشعري، وكذلك كرمت في مهرجان الشعر السوري السابع في "الرميلان"، وشاركتُ في برنامج ملتقى الشعراء (قناة الكوثر الفضائية) عام 2010، وفي مسابقة أمير الشعراء (قناة أبو ظبي الفضائية) عام 2013».

الشاعر "أحمد الخلف" تحدث عن بعض مزايا زميله "الكعود"، فقال: «من يتصفح سيرته الشعرية يجده اسماً في غاية الأهمية في ميادين الشعر، ووقفت معه أكثر من مرّة في الأمسيات الشعرية، فهو يستخدم الكلمة القوية والأسلوب الرزين، ويحمل في شعره رسائل عديدة أهمها المحبة والسلام، وهدفه البحث عن القمّة دائماً، وبذلك يحمل رصيداً شعبياً وأدبياً كبيراً».