اقتدى بأسماء لامعة في عالم الشعر، فأخذ منهم الكثير وسار على نهجهم، وأعلن الشعر رسالته في الحياة، ورسم "القامشلي" وريفها بأجمل الألوان، إنه الشاعر "إلياس أفرام".

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 23 حزيران 2014، وقفت عند الشاعر "أفرام" من شعراء مدينة "القامشلي" ليقلّب لنا ومعنا صفحات مسيرته الأدبية في مجال الشعر، الذي رافقه منذ الصغر، فقال: «الشعر بالنسبة لي هو مستوى من الفضاء الداخلي، وهو أسهل طريقة للتعبير عن المشاعر والأحاسيس بكل عناوينها وتفاصيلها، وتعلقي بالشعر كان منذ السنوات الأولى، عندما وجدته جميلاً واسعاً ومعبّراً، قبل أن يبلغ عمري 12 عاماً عندما قرأت لـ"نوال السعداوي" أحد أهم الأعمال الأدبية على مستوى العالم العربي بعنوان "ما الأصل - الذكر أم الأنثى" وربما هو السبب المباشر ليكون شعري بأغلبه موجهاً لتقديس واحترام المرأة وبدرجة كبيرة.

طاقة أدبية مميزة، قدمنا وشاركنا معاً في عدد من الأمسيات الشعرية، يقف عند الكلمة مطولاً ويعطيها حقها في الشعر لأنه يجد فيها المعنى والمغزى، يتمثل كل كلمة يكتبها ويقرؤها، وهي سمة طيبة ورائعة، يجد في الشعر متعة وسعادة وهدوء البال، ويعدّه من أهم المنابر في حياته

وبالنسبة لمسيرتي الشعرية بدأت معها بالتدريج وكما يقال خطوة بخطوة، وتأثرت كثيراً بالمكتبة التي كان يملكها أخي الكبير، وبشكل يومي كنتُ أدخلها وأتصفح جميع العناوين، وأقرأ الكثير من العناوين وأتناول أحد العناوين لأيام أو أسابيع، تلك كانت أسباب مباشرة لأنهج نهج الشعراء ولأبحث عن الطريقة الأسهل لإيصال ما في داخلي، فوجدت الشعر رسالة لكل الأزمان وصالحة لجميع المناسبات، خاصة إذا كانت صوب المحبة والسلام والخير».

الشاعر في أمسية شعرية

عناوين أخرى جعلت للشعر مكانة في قلبه ووجدانه، قال عن ذلك: «الشعر هو أهم وأجمل العناوين الأدبية التي تشخّص المشاعر والأحاسيس، وكل ذلك نجده بكلمة من كلمات الشعر، وحتّى للتعبير عن كل ما يجول في داخلنا وبجوارنا، فالكلمة هي أرض الشعر، ولذلك قبيل إعلان شاعريتي قرأتُ مطولاً وكثيراً لرمز من رموز الشعر "نزار قباني"، واستفدتُ من أدواته الشعرية الرائعة بدرجة كبيرة، وحفظت عشرات القصائد له، وبذلك شكّلت لنفسي بيئة فكريّة مناسبة، أمّا في المرحلة الثانوية فقد أعلنتُ نفسي من خلال الوقوف على منابر الشعر، والبدء بكتابة الشعر وأمام الملأ، فكانت الخطوة مهمة وضرورية، وكنتُ ميالاً لكتابة القصائد عن طريق شعر التفعيلة، علماً أن الشاعر يميل إلى هذا النوع من الشعر فهو يجد نفسه في قمة العطاء الأدبي والنضج الفكري الشعري، أمّا بالنسبة للشعر العمودي فهو ميّال للموسيقا بنسبة أكبر بالتزامن مع رسم الكلمة القوية والمناسبة».

"التراتيل" وغيرها من المجموعات الشعرية هي نتاجاته الأدبية، تحدث لنا حولها: «عام 2007 أصدرت كتاباً يضم مجموعات شعرية عديدة بعنوان "تراتيل يراع"، إضافة إلى ذلك نشرت لي العديد من القصائد الشعرية في الصحف الرسمية والعربية ضمن صفحات الأدب والثقافة، ومؤخراً قدمت مجموعة شعرية أخرى بعنوان "لآلئ" مع العشرات من القصائد التي كانت تلقى هنا وهناك، وخاصة في الأمسيات الشعرية التي لا تعد من التي شاركت بها على مستوى المحافظة، وبالنسبة للعنوان الأبرز والحصة الأكبر من قصائد فللمرأة اهتمام خاص ومكانة واسعة في كلماتي وقصائدي، فحسب وجهة نظري لا تستقيم الحياة إلا حين تكون المرأة عنصراً كاملاً ومتفاعلاً في المجتمع، ومما قلت فيها: "أنا ما صوّر حرفي صوتاً إلا ونحتته صنماً... حناجر الرواة.. فلا توثني حبك سيدتي.. ولا تدخلي متحفي الشمعي.. بين عشتار وتيامات (ملحمة جلجامش)".

إلياس ومانيا في حوار شعري

ولأن أغلب الشعراء لا بدّ أن ينثروا عن الغزل والحب الكثير فكان لي ذلك في مجموعة شعرية بعنوان "أنت"، ومما قلت فيها: "كلماتك.. مازالت تُعربد في شوارعي.. تُضرم نصوصي.. تصفح النواقيس... تُوقظ الفوانيس... تُرشرش السحائب.. على شفاه الفضاء.. ليغازل غيث المطر.. أحاديثك.. مازالت تُعشش على أغصاني.. تراتيل عنادل... فتتهجد أبداً نسائم الكون على موانئي وتشرق حبوراً".

وكان لي على مدار السنوات الماضية أكثر من تكريم على مستوى المنابر الأدبية العديدة في مدينة "القامشلي"».

الشاعرة "مانيا فرح" لها حديث عن زميلها في الهواية، تقول: «طاقة أدبية مميزة، قدمنا وشاركنا معاً في عدد من الأمسيات الشعرية، يقف عند الكلمة مطولاً ويعطيها حقها في الشعر لأنه يجد فيها المعنى والمغزى، يتمثل كل كلمة يكتبها ويقرؤها، وهي سمة طيبة ورائعة، يجد في الشعر متعة وسعادة وهدوء البال، ويعدّه من أهم المنابر في حياته».