«لمجرد ذكر كلمة (المرأة) يتبادر إلى الذهن عبارات الحياة.. الأرض.. الجمال، فمن المرأة تنبعث الحياة فكانت أول مخلوقة تولد وتمنح الحياة الحب والدفء والحنان، أما ارتباطها بالأرض فكلاهما رمز للخصب والعطاء».

كلمات للباحث "صالح هواش المسلط لموقع eSyria بتاريخ 9/10/2009 حول مضمون كتابه الأخير الذي حمل عنوان "جانب من نضال المرأة في الجزيرة السورية" وأضاف أيضاً: «وعن ارتباطها بالجمال حيث الشعراء أول الذين نبهوا إلى ذلك في قصائدهم، حيث شبهوا المرأة بالطبيعة وشبهوا شعرها بالليل تارة وبالشمس تارة أخرى، وشبهوها أيضاً بالورود والأزهار وطولها بالحور والسنديان، أما الخدود كتفاح الأحمر وثغرها بحبة الكرز وعيونها الزرقاء بالبحر والخضراء كواحة غناء.. فعلى هذا بقيت المرأة رمزاً دلالياً وهي الحياة بل عنوان الحياة ورقي الأخلاق والحضارة».

هي محاولة متواضعة ووضع حجر الأساس لمشاريع قادمة للأدباء والباحثين حول واقع المرأة الجزراوية بشكل خاص والمرأة السورية بشكل وعام، وكيف هي تقف إلى جانب الرجل في كل الميادين وتترك أثراً طيباً حيال ذلك

وعن مواصفات الكتاب وأقسامه يتابع "المسلط" حديثه: «هو من القطع الكبير، جاء في /160/ صفحة موزع على ثلاثة فصول ويعد الأول من نوعه حول المرأة في الجزيرة السورية، صدر عن مطبعة الفارس بـ"الحسكة"، هذا وقد تضمن الفصل الأول منه على استعراضاً لمسيرة المرأة مبتدأ من تاريخها في العصور القديمة مروراً بالقوانين والشرائع والملكات السوريات وبعض مشاهير النساء بـ"الجزيرة السورية" مسلطاً الضوء على جوانب هامة من حياتهن فمثلاً توقف عند "زنوبيا" التي عُرفت برجاحة العقل وشديدة الطموح، مثقفة وواعية للوضع السياسي في روما والشرق وعلى ذلك أخذت تدير دفة الحكم عن أبنها الصغير "وهب اللات" بعد توليه مقاليد الحكم بعد مقتل أبيه "أذينة" وأخيه، وقد استقدمت الملكة زنوبيا مشاهير رجال الفكر والفلسفة إلى تدمر لتبلغ تدمر بعد فترة وجيزة أوج ازدهارها وتصبح ملكتها أسطورة إلى يومنا هذا. أما في الفصل الثاني فراح باحثنا في شرح سردي عن حياة المرأة وتبدلاتها العصرية والمكانية، حيث بدءها بحياتها بالبادية ثم الريف وما تقوم به من أعمال مضنية إلى جانب أعمال المنزل وتربية الأولاد، أي كعملها في الأرض والاعتناء بالماشية، وعن المرأة بين الإنتاج والاستهلاك وكذلك تعليمها وصحتها وختم الفصل بالمناصب التي تبوأتها المرأة الجزراوية في العصر الحديث، هذا وقد استعرض خلال الفصل مجموعة أسماء من النساء اللواتي تركن بصمة واضحة المعالم على الصعيد الاجتماعي أو السياسي.. الفصل الثالث والأخير كان عن أدب المرأة الجزراوية والذي بدأه من "الفارعة الشيبانية"، تلك الشاعرة التي ظلمتها أقلام المؤرخين ولم يعرف عنها التاريخ إلا القليل القليل، ثم تابع باحثنا في رصد قناديل أديباتنا المضيئة كالشاعرة "جازية طعيمة" والباحثة "خنساء إبراهيم" والمربية والأديبة "أيفيت تانو" وغيرهن من فارسات الشعر والأدب في الجزيرة السورية».

ثم ختم الباحث "صالح هواش المسلط" حديثه بالقول: «هي محاولة متواضعة ووضع حجر الأساس لمشاريع قادمة للأدباء والباحثين حول واقع المرأة الجزراوية بشكل خاص والمرأة السورية بشكل وعام، وكيف هي تقف إلى جانب الرجل في كل الميادين وتترك أثراً طيباً حيال ذلك».