كان شاعراً وناقداً سينمائياً، واستطاع أن يبدع في مجالات الأدب المتعددة، وكان أحد أهم مؤسسي مجلة "آفاق" السينمائية، له عدد من المؤلفات والروايات الأدبية والقصائد الشعريّة، رحل "بندر عبد الحميد" تاركاً إرثاً أدبياً مهمّاً.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 21 شباط 2020 التقت بعدد من زملاء الراحل "بندر عبد الحميد" للحديث عن مشواره الأدبي الحافل، منهم المخرج المسرحي "إسماعيل خلف" فقال: «الشاعر الإنسان الكريم، بيته كان بيتاً للجميع كعادة أبناء "الجزيرة"، غادر "بندر" وحيداً كما عاش أغلب سنين حياته، رغم كل الجمع الذي كان يحيط به، منزله في شارع "العابد" كان عبارة عن ملتقى لأهم الوجوه الثقافية، ولكل من يقصده من أبناء مدينته حتى يخيل إليك أن هذا البيت ما هو إلا خيمة لكل عابر سبيل وكل صديق، أليس هو القائل: (اذبح قلبي مشتاقاً للعشب. وموسيقى الماء. أحفر بئراً في الصحراء)، كان عاشقاً للحياة وكان الحب عنواناً لكل قصائده، لم يكن عاشقاً للأضواء، كان مهنياً بامتياز، ولم يكن للمجاملة في الإطار الإبداعي أي هامش لديه، زرته في منزله للمرة الأولى عام 1998، وقدمت له مجموعتي الأولى وطلبت منه أن يكتب تقديماً لها، قال بكل وضوح إن لم تعجبني فلن أفعل، بعد أسبوع باغتني باتصاله مهنئاً إياي بالمجموعة مع تقديم للمجموعة أعدّه أجمل ما قيل في كل ما كتبت، يوماً كتبت فيه: ("بندر عبد الحميد" شاعر سئم كل القصائد والدواوين والشعر فتحول إلى وتر)، وداعاً بندر القصيدة».

كان من أبرز وجوه الصحافة السينمائية، كان ناقداً سينمائياً، كما كان شاعراً متألقاً، يعد أحد مؤسسي مجلة "آفاق" سينمائية الإلكترونية ومستشاراً للتحرير فيها، وعضواً في جمعية "الشعر" باتحاد الكتاب العرب، له رواية واحدة بعنوان "الطاحونة السوداء"، وعدد من المؤلفات الشعرية منها: "كالغزال .. كصوت الماء والريح، إعلانات الموت والحرية، كانت طويلة في المساء"، وكتب أدبية بينها: "ساحرات السينما" أصدره العام الماضي، له عدد من القصائد الشعرية منها: "احتفالات، مغامرات الأصابع والعيون، الضحك والكارثة"، اختير عضواً في مجلة "الحياة" السينمائية وأسّس سلسلة "الفن السابع"، كتب في قصيدته "سوزان المجنونة": موسيقى ودم وتراب.. يجتمع الأطفال وينتظرون القمر المجنون.. يجتمع القناصون ويقتسمون رصاص الليل.. ويقتسمون العشاق وعمال الورديات.. ويحتفلون بعرس النار.. لا تنتظري زهراً أو قبعة من حاملة الطيارات الأمريكية

يضيف المسرحي "إسماعيل" عن مسيرة زميله: «كان من أبرز وجوه الصحافة السينمائية، كان ناقداً سينمائياً، كما كان شاعراً متألقاً، يعد أحد مؤسسي مجلة "آفاق" سينمائية الإلكترونية ومستشاراً للتحرير فيها، وعضواً في جمعية "الشعر" باتحاد الكتاب العرب، له رواية واحدة بعنوان "الطاحونة السوداء"، وعدد من المؤلفات الشعرية منها: "كالغزال .. كصوت الماء والريح، إعلانات الموت والحرية، كانت طويلة في المساء"، وكتب أدبية بينها: "ساحرات السينما" أصدره العام الماضي، له عدد من القصائد الشعرية منها: "احتفالات، مغامرات الأصابع والعيون، الضحك والكارثة"، اختير عضواً في مجلة "الحياة" السينمائية وأسّس سلسلة "الفن السابع"، كتب في قصيدته "سوزان المجنونة":

الراحل بندر عبد الحميد

موسيقى ودم وتراب.. يجتمع الأطفال وينتظرون القمر المجنون.. يجتمع القناصون ويقتسمون رصاص الليل.. ويقتسمون العشاق وعمال الورديات.. ويحتفلون بعرس النار.. لا تنتظري زهراً أو قبعة من حاملة الطيارات الأمريكية».

من جانبه الإعلامي "دحام السلطان" يتحدث عن تفاصيل أخرى تتعلق بابن محافظته "بندر" ويقول: «تميّز في جوانب أدبية كثيرة، لكنه اتجه إلى الصحافة أيضاً، من خلال توجهه في نهاية السبعينيات إلى "المجر" لدراستها أكاديمياً، بعدها عاد إلى "دمشق" وظّل قلبه معلقاً فيها حتى رحيله، وعند إعلان نبأ موته، رثاه أحد أصدقائه بالتالي: (دمشق يتيمة هذا المساء بغياب بندر عبد الحميد، يا لفداحة الخسارة)، طبعاً حبّه للعلم بدأ في طفولته المبكرة، فقد كان يقطع مسافة 3 كم للوصول إلى مدرسته الابتدائية، وكان يستعين بأخوته الكبار، بتعليمه القراءة والكتابة في تلك المرحلة، ليكون بعد سنوات من الكد والمثابرة بالعلم والتعليم اسماً ثقافياً بارزاً على المستوى العربي، منزله في العاصمة كان منبراً اجتماعياً وثقافياً، وهي سمة يعرفها عنه كل من تعرف عليه، حتى وإن رحل عن الدنيا فإنّ اسمه وتاريخه وإرثه باقون، نعته المؤسسة العامة للسينما ووزارة الثقافة وزملاء المهنة داخل وخارج القطر، ومن دول عربية مختلفة، كل ذلك إشارة لتميز اسمه وتاريخه».

ولد "بندر عبد الحميد" في قرية "تل صفوك" التابعة لمدينة "الحسكة" عام 1947 حصل على الإجازة في اللغة العربية من "دمشق"، فارق الحياة في 6 شباط 2020.