بعد مشاركته لسنتين في أولمبياد الروبوت العالمي في "سورية" وتحقيق نتائج جيدة، تابع "مياس اسماعيل" عمله في مجال البحث العلمي ونشر مواضيع تخص الرياضيات في مجلات عالمية، فقد كان اهتمامه بمادة الرياضيات واضحاً منذ المراحل الأولى لدراسته، ومع مرور الزمن طوّر إمكاناته حتّى وصل لإنجاز الأبحاث العلمية المميزة.

يعتبر "مياس" إن الرياضيات شغفه الأول منذ صغره، وقد حصل على الدعم الكامل من والده في تلك الفترة، وخلال الدراسة الثانوية، كانت معرفته الأولى بالدكتور" رياض الحميدو" الذي شجّعه ودعمه وساهم في صقل هذه المهارة حين قدم له مسائل متقدمة ذات طابع جامعي وهو في المرحلة الثانوية، فاستطاع حل العديد منها بعد جهد كبير، ما لفت انتباه الدكتور، فواصل دعمه له.

وخلال المرحلة الجامعية، استطاع أن يحافظ على تميزه، فكان الأول على دفعته في هندسة الحاسوب منذ السنة الأولى وحتى الخامسة، وشارك خلال هذه الفترة في أولمبياد الروبوت العالمي لعامين متتاليين، وحقق مع فريقه نتائج جيدة على مستوى القطر، لكن الرياضيات ظلت عشقه الأول، فتواصل خلال تلك الفترة مع الدكتور "رياض"، وبعد العديد من الجلسات والمناقشات والاستفسارات التي استمرت لعدة أشهر متواصلة، قاما بعمل مشترك هو نظرية جديدة للأعداد العقدية النيتروسوفيكية.

التطوع ومتعته بالتعاون مع زملاء الجامعة

وعن هذا البحث قال لمدوّنة وطن "eSyria" إنه يخص الأعداد العقدية في الرياضيات بمنطق النيتروسوفيك، أو النتروسوفي NEUTRO-SOPHY، وهو مصطلح يتألف من جزئين: الأول بمعنى الحياد، والجزء الثاني كلمة يونانية الأصل بمعنى الفكر والحكمة، منه تصبح اختصار لفلسفة الفكر المحايد التي تساهم وتدعم البحث الذي يمكن الاستفادة منه في الهندسة وأنظمة التحكم ومعالجة الإشارات، ما ينعكس إيجاباً على تطوير نظام الاتصالات الخلوية وأنظمة الحوسبة وغيرها من مجالات الهندسة.

ويشير "مياس" إلى أنّ بحثه المشترك مع الدكتور "رياض الحميدو" عميد كلية العلوم في جامعة "الفرات" يعدُّ خُطوة أولى للعديد من الأبحاث وفق هذا المنطق، لما لهذا العلم من تطبيقات في علم الحاسب، والرياضيات بجميع تخصصاتها، خاصة الإحصاء والطب والفيزياء، وحالياً تتم مناقشة بحث يخص تحويلات وتحليل "فورييه" لأهميته في العديد من المجالات، وإدخال منطق جديد في أغلب النظريات العلمية.

ويضيف بأن هذا البحث تم نشره في مجلة دولية أمريكية، ويعدُّ هذا المنطق الأحدث عالمياً، حيث نشأ كفكرة فلسفية على يد البروفسور الأمريكي "فلورنتين سمرنداش" عام 1980 ثم تم تطبيقه في الرياضيات والعلوم الأخرى عام 1995، ومنح الباحث "مياس" عضوية "الاتحاد العالمي للعلماء"، المنبثق من "اتحاد الوطن العربي الدولي" المعتمد والموثق بالهيئات العالمية.

"مياس" الآن طالب في الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا وعضو في مجلس الجامعة، لديه مشاركات في مؤتمرات دولية، ومساهم في معرض المشاريع في جامعة "دمشق" 2020، ويعمل على متابعة العديد من الأبحاث العلمية الجديدة ذات الطابع التطبيقي، ومتطوع في المركز الطبي في الجامعة للمساعدة في حالات الطوارئ وخصوصاً حالات الإصابة بفيروس "كورونا".

من جانبه الدكتور "رياض الحميدو" وصف "مياس" بالعبقري، وبأنه سابق لفئته العمرية، حيث أنه أبدع في حل العديد من المسائل الجامعية وهو طالب في المرحلة الثانوية بعدة طرق مختلفة، إضافة إلى نتائجه الكاملة في أي امتحان رياضيات، وهو شخص نفتخر به جميعاً.

يذكر أنّ "مياس اسماعيل" من محافظة "الحسكة" منطقة "الرميلان" مواليد عام 1998.