اختارت لنفسها هوايةً فنيةً سينمائيّة، أحبّتها واجتهدت بنفسها لتطوير إمكاناتها، صنعت بالعزيمة والإرادة العديد من الصور الفنية المميزة، لتكون الوحيدة في منطقتها المهتمة بالمكياج السينمائي كلون فني فريد.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 20 آذار 2020 زارت بلدة "عامودا" والتقت الطالبة "ديانا زكي باشاوات" للحديث عن تجربتها الفنية، وتعليمها بشكل ذاتي، فقالت عن ذلك: «أحببتُ هواية المكياج السينمائي، وخاصة الجروح والإصابات الوهمية، ومجال الأفلام السينمائية والمسلسلات، تعلقتُ بشكل أكبر بهذا المجال الفني لعدم وجود مختصين فيه بمنطقتنا ولصعوبته بعض الشيء ولأنه يرتبط بالسينما، وهو الفن الذي طالما كنت أريد التعرف على كل تفاصيله، كان قراري أن أطور هذه الموهبة بشكل ذاتي، بعيداً عن المعلّم والتعليم، فذلك غير متوفر، والهواية تحتاج إلى مواد عدّة تستخدم في المكياج السينمائي، أصنعها بيدي ومن خلال أفكاري وبالمنزل دون أي كورسات تعليمية أو تدريب، لأنني لم أجد مدرباً لهذا الاختصاص».

أعرفها منذ عدة سنوات، فهي طالبة مجدة ومجتهدة، ملتزمة بكل التفاصيل، وهي تقطع مسافة من بلدتها إلى "القامشلي" حباً بالعلم، ولأنني مطلع على الجانب الفني من تجربتها فقد لفتني موهبتها، وشدني كثيراً ما أنجزته في فترة قصيرة من تعليمها الذاتي وتقدمها اليومي في أعمالها رغم عدم وجود أي حافز كوجود السينما في المنطقة بشكل كامل، وقد استطاعت التوفيق بين دراستها وفنها بدرجة كبيرة من التميز

تتابع عن مهنتها الفنية: «طبعاً كان لديّ اطلاعٌ على مجال المكياج بشكل عام، منذ مرحلة مبكرة من عمري، وكان اهتمامي نحوه، إلى جانب تعلقي بمجال الفن في السينما، في إحدى المرات لفتت نظري صورة معبرة تظهر الجروح والنزوف، حصلتُ عليها من وسائل التواصل الاجتماعي، فكان قراري مباشرة، إنشاء صورة مشابهة، رغم الصعوبة ولأنها كانت أول مرة قبل عامين تقريباً، وبعد محاولات عدّة نجحت وبدرجة كبيرة في ذلك، ومنذ ذلك الوقت أقوم بذلك العمل بشكل يومي، لكن صدمتُ بأصعب مشكلة، وهي عدم توفر دور السينما في المنطقة، لاستثمار هذه الأعمال التي وصفها بعض محبي الفن السينمائي بأنها أعمال مميزة ومتقنة، وبذلك ازداد داخلي حافز الاستمرار وبقوة أكبر وتفاؤل كبير».

أثناء ممارسة هوايتها

ومما قالته أيضاً: «معظم أعمالي رصد لمشاكل اجتماعية، خاصة أعمال العنف التي تواجهها المرأة، بالإضافة إلى معالجتي للمشاكل التي تواجهنا وواجهتنا خلال الحرب على بلدنا، فواجبي المشاركة بكشف ما تعرضنا له خلال سنوات الحرب فنياً، والمجال الوحيد لعرض أعمالي يكون من خلال نشر تلك الصور التي أنجزها على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي.

هذا المجال الفني والعناوين التي اختارها وإصراري وعزيمتي في هذا العمل وحديث عدد من الفضائيات التلفزيونية عن تجربتي، كل ذلك منحني احتراماً في الأوساط الفنية دفعني وشدني لمتابعة هذا العمل الفني المتميز، والأهم أنني مستمرة في دراستي ومواظبة على إكمالها بحماس وعزيمة في جميع المراحل التي مضت، واستعد حالياً للتقدم إلى امتحانات الشهادة الثانوية بفرعها العلمي، ووقتي مقسم بين دراستي وهوايتي الفنية، وأملك أهم عناصر الدعم المعنوي، تشجيع أسرتي وأهلي، وتوفير ما يلزم للاستمرار في تحقيق نتائج عالية المستوى في ميدان الفن السينمائي، والطموح أن أكون في العاصمة "دمشق" لوجود اهتمام ومتابعة من أهل الفن والسينما هناك».

من أعمالها

المدرّس "طارق الإبراهيم" بيّن رأيه في "ديانا" قائلاً: «أعرفها منذ عدة سنوات، فهي طالبة مجدة ومجتهدة، ملتزمة بكل التفاصيل، وهي تقطع مسافة من بلدتها إلى "القامشلي" حباً بالعلم، ولأنني مطلع على الجانب الفني من تجربتها فقد لفتني موهبتها، وشدني كثيراً ما أنجزته في فترة قصيرة من تعليمها الذاتي وتقدمها اليومي في أعمالها رغم عدم وجود أي حافز كوجود السينما في المنطقة بشكل كامل، وقد استطاعت التوفيق بين دراستها وفنها بدرجة كبيرة من التميز».

جدير بالذكر أنّ "ديانا باشاوات" مواليد "الحسكة" بلدة "عامودا" عام 2002.