حبّه للغة العربية في مراحل دراسته المبكّرة، وتعلقه بفنونها، خاصة شعرها وخواطرها، جعله يحمل قلمه وينطلق بالكتابة الأدبية، فنال المدح والرضا من أهلها، وحقق إنجازه الأدبي الذي طالما انتظر تحقيقه.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 5 شباط 2020 التقت "محمد عيسى" ليتحدّث عن تجربته الأدبية، وكتابه الذي أصدره مؤخراً، فقال: «أكثر من سبب منحني حب الأدب وعشق اللغة العربية، منها طبيعة قريتي الجميلة، وثانيها وأبرزها الأحداث الاستثنائية التي عاشتها قريتي وطردها للمحتل الفرنسي، ما زرع بداخلي رغبة توثيق الحدث أدباً، بالإضافة إلى حبي للعلم والتعليم وتشجيع أسرتي عليها، درست في قريتي الريفية "بياندور" المرحلتين الإبتدائية والإعدادية، وكنت منذ طفولتي محباً لمادة اللغة العربية وبالأخص قسم التعبير لما كان للمواضيع الأدبية تأثيراً فيّ، في الصف السابع الإعدادي مثّلت المدرسة مع بعض زملائي في مسابقة علمية لمادة اللغة العربية أقيمت على مستوى القطر، وفي المدرسة، دوماً كانت بيننا منافسة دراسية شريفة، وكرّمت في ثانوية "الكندي" بالمرتبة الثانية على مستوى الثانوية في بلدة "القحطانية" وبعدها انتقلت لمدينة "القامشلي" ونلت الشهادة الثانوية منها عام 2014 بمعدل جيد جداً».

شاب طموح، يمتلك موهبة أدبية واضحة، تبين ذلك من خلال كتابه المميز، الذي تصفحته بحب وشغف، وسمعت له كثيراً وهو يقف بثقة أمام جمهور كبير، عريفاً للمناسبات الأدبية والفنية والرياضية، وأكثر من ذلك، فهو يتحدث بلغة واضحة وفصيحة، وينتقي كلماته بشكل متميز

يتابع عن مشواره الأدبي والتعليمي: «بعد أن اجتزت الثانوية، أخذني النصيب للدراسة في كلية الهندسة الزراعية في "الحسكة" وفي أوّل سنةٍ دراسية بها كتبت أُولى خواطري الأدبية بعنوان: "لماذا هذا التكبّر"، في السنة الثانية شاركت بمسابقةٍ للشّعر أقيمت لطلاب الكليات في مركز "الحسكة" الثقافي، وفي المسابقة الأدبية التي شاركت فيها، استفدت من نصائح لجنة التحكيم، وتوجّهت للقراءة والمطالعة بشكل واسع، كي أحسّن من مستوى كتاباتي وأصقّل الموهبة على نحوٍ جيّد، وبعد أكثر من سنتين في كتابة الخواطر، اشتعلت بداخلي رغبة تأليف كتاب وأنا ما أزال طالباً جامعياً، فوقفتُ عند نوع معين وهو الخواطر والنصوص القصيرة التي تحدثت فيها عن الدين والحب والحياة وفق وجهة نظرٍ شابّة، لهذا سمّيت الكتاب "كلامٌ بَلَغَ العشرين" لأنّني تقصّدت به جذب الشباب والفتية نحو استطلاعه، علّي أجعلهم يقرؤون شيئاً يسيراً يلبي رغباتهم العاطفية وحاجاتهم الفكرية بهذا العمر الصغير، وكان لوسائل التواصل الاجتماعي فائدة جمّة بنشر هذه الخواطر وملاحظة ردود فعل الشباب عليها، وشجعني كثيراً المدقق اللغوي الذي أخبرني أنّ أسلوبي في الكتابة للخواطر ذو البنية القصيرة والكلمات البسيطة والمعنى الغزير والعميق شبيه بفن "الهايكو" في الأدب الياباني.

كتابه "كلام بلغ العشرين"

وفي السنة الأخيرة من دراستي للهندسة الزراعية، تركت الهندسة واخترت دراسة الإعلام في التعليم المفتوح بجامعة "دمشق" عن رغبة، إذ إنّني عملت لأكثر من سنة في مجال الإعلام وأبليت فيه بلاءً حسناً، فأردت إكمال شغفي بأن أدرسه بشكلٍ أكاديميّ وليس عشوائي، وما زلت طالباً فيه».

وأضاف: «من جهة أخرى، مارست إلى جانب الكتابة والدراسة نشاطات رياضية وثقافية بصفة عريف حفل ومتحدث رسمي باسم المؤسسة التعليمية التي أعمل بها في مدينة "القامشلي"، وهذا ساعدني على تقوية فن الخطابة والإلقاء أمام الجمهور الأمر الذي ينفع أيّ كاتب أو شاعر، أصدرت كتابي الأول في كانون الأول 2019، ومنه اختار التالي:

(رموش عينيها جناحا بجعة! في كلّ رمشةٍ تحلّق بي إلى مكانٍ بعيد..

ناصعةٌ تضاهي السماء في صفائها. رونق السوادِ في حدقتها، حبرٌ ربانيّ. حفظ الله كيان الناظرينَ. فأمام سحرِ عينيها سنقع ساجدينَ.. كعصا موسى التي أذهلت الملأ)

تسعد روحي حين أرى كتابي بأيدي الشباب يقلّبون صفحاته ويشاركونني بآرائهم، وهذا ما يدفعني لإكمال المسيرة، لذا عزمت على كتابة مجموعة من القصص القصيرة ضمن مؤلف جديد».

الشاعر "حميد العلي" بيّن رأيه بموهبة "محمد" الأدبية فقال: «شاب طموح، يمتلك موهبة أدبية واضحة، تبين ذلك من خلال كتابه المميز، الذي تصفحته بحب وشغف، وسمعت له كثيراً وهو يقف بثقة أمام جمهور كبير، عريفاً للمناسبات الأدبية والفنية والرياضية، وأكثر من ذلك، فهو يتحدث بلغة واضحة وفصيحة، وينتقي كلماته بشكل متميز».

يذكر أنّ "محمد عيسى" من مواليد قرية "بياندور" في ريف "القامشلي" عام 1997.