ورثَ حبّ الموسيقا من والده، وتأثر بأصدقائه العازفين، حصل على الدعم والتشجيع من والديه والمُقربين، فاتخذ ذات المنحى، حبّ وعشق الموسيقا وآلاتها، فانطلق بسرعة إلى التميّز والتألق.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 29 آب 2019 زارت مركز "بيسان" المركز المتخصص لأطفال التوحّد في مدينة "القامشلي" والذي ضمّ أصغر مدربي العزف والموسيقا، "بلند عثمان" ليتحدث عن مشواره مع عالم الموسيقا والعزف والغناء، فقال: «منذ صغري كنتُ عاشقاً للفن والموسيقا وأبحث عن الآلات الموسيقية ومن يعزف عليها لأكون قريباً منهم، أتبع حركاتهم وكيفية العزف، كان التأثرُ الواضحُ كبيراً بوالدي، الذي مارس مهنة العزف سنين طويلة، ولم يتردد في تقديم كل أشكال الدعم والتحفيز والتشجيع، وجهني للخضوع إلى دورات موسيقية عند مدربين معروفين في مدينة "القامشلي"، إضافة إلى اعتمادي على ذاتي، في تفاصيل كثيرة، وخصصتُ ساعات كثيرة يومياً للتعلم ذاتياً، والتعرف على كل تفاصيل العزف، والاستعانة بشبكات التواصل الاجتماعي، التي تقدّم المعلومات الخاصة والمهمة بالعزف، وضعت أمامي هدف التميز في مسيرتي الفنية، وسخرتُ كل وقتي واهتمامي لذلك الهدف، تعلمت على آلتي "الطنبور و البغلمة" بشكل مميز، إلى جانب الغناء بأكثر من لغة».

عندما ينتظر أطفالنا موعد حصته التعليمية بشغف واهتمام، هذا يعني أنّه في المكان الصحيح، وهي رسالة رائعة من شاب في مقتبل العمر ينشر الفرح، اهتمامه كبير بتطوير قدراته، والاهتمام الأكبر بأن يطوّر نفسه بشكل يومي، وجدناه متألقاً على خشبات المسارح الفنية، يغني فردياً وجماعياً، هي ميزة نادراً ما نجدها في شاب بعمره، وعندما غنى بلغات الجزيرة، قدم رسالة جميلة احترمها الجميع، طالما يسير بهذه الخطوات الواثقة، فشبابنا بخير

يتابع "بلند" عن مشواره الفني: «كنتُ وما زلتُ عندما أسمع عن ملتقى فيه عزف وغناء، أتوجه إليه مباشرة، باشرتُ ومنذ فترة ليست قليلة بالمشاركة في الحفلات الفنية، خاصة تلك التي تختص بالجانب الخيري للأطفال، قدمتُ بالمشاركة مع شقيقتي العام الماضي فقرات فنية عديدة عزفاً وغناء، أبهرت الحضور، كونها كانت خاصة لأطفال التوحد، بالإضافة إلى المشاركة في حفلات فنية أخرى على مستوى مدينتي، أغلب المشاركات تكون بالعزف على آلة "البغلمة" التي لها اهتمام خاص عندي، وفيها مجال واسع للإبداع، وتحتاج إلى حركات إبداعية فنية، أجمل اللحظات عندما قمت بعزف وغناء "موطني" بلغات أبناء الجزيرة السورية وهي: "العربية، السريانية"، لا أجد صعوبة بالعزف لأي أغنية كانت، وخلال لحظات فقط أكون جاهزاً لتقديم ذلك».

مع أطفال التوحد

وعن رحلة التدريب المهمة في حياته، يضيف "بلند عثمان": «حتى اليوم أستمع لفنانين كبار على مستوى منطقتنا، بهدف إغناء موهبتي والوصول إلى مراتبهم، وأتواصل مع أهل الاختصاص لزيادة خبرتي، بالإضافة إلى الاجتهاد اليومي بشتى الطرق، هذه الأمور منحتني تميزاً، وكان كفيلاً لأكون في أجمل مكان بصفة مدرب عزف وغناء لأطفال التوحد، نشكل معاً لوحات جميلة من الضحك واللعب والغناء، كانت تجربة مهمة لي، وأسعى دوماً للوصول إلى مراتب متميزة، فالقمة الفنية التي أريدها تتطلب مني جهداً كبيراً وسنين أخرى من الجد والاجتهاد، وعندما أسمع شهادات فنانين كبار بحقي حينها تكون مسيرتي في المكان السليم».

"ماهر الجلعو" مدير مركز "بيسان" لأطفال التوحّد، بيّن رأيه عن موهبة "بلند" فقال: «عندما ينتظر أطفالنا موعد حصته التعليمية بشغف واهتمام، هذا يعني أنّه في المكان الصحيح، وهي رسالة رائعة من شاب في مقتبل العمر ينشر الفرح، اهتمامه كبير بتطوير قدراته، والاهتمام الأكبر بأن يطوّر نفسه بشكل يومي، وجدناه متألقاً على خشبات المسارح الفنية، يغني فردياً وجماعياً، هي ميزة نادراً ما نجدها في شاب بعمره، وعندما غنى بلغات الجزيرة، قدم رسالة جميلة احترمها الجميع، طالما يسير بهذه الخطوات الواثقة، فشبابنا بخير».

يزرع الفرح ويغني لمن يستحق الفرح

يذكر أن "بلند عثمان" من مواليد مدينة "القامشلي" عام 2001.