مشكلة الفراغ التي يعانيها أغلب الشباب في فصل الصيف، كما هي الحال هذه الأيام، تسبب لهم الكثير من الحيرة، وتبديد الساعات الكثيرة من دون فائدة.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 13 تموز 2016، تناولت العنوان المذكور من خلال بعض الشباب والمختصين، وبداية الحديث كانت مع الشاب "عدنان حسين"، وتناول الحديث بالكلام الآتي: «يمكن أن نعدّ التعامل مع الإنترنت سيتحول إلى مشكلة إذا لم يحسن التعامل معه، خاصة في فصل الصيف، ولكوننا نملك وقتاً كبيراً من الفراغ، فنقع في الاضطراب والحيرة، وربما خسارة الكثير من الساعات والوقت من دون فائدة نهائياً، هذا لا يعني أننا نعيش مع الإنترنت طوال الوقت من دون كسب أي شيء مفيد، فهناك من العلوم والعلم والفوائد المتنوعة التي تجنى منه، لكن نتحدث عن الوقت الأكبر، الذي لم أجد طريقة مثالية لاستثمار كل الساعات بالفائدة».

يمكن أن نعدّ التعامل مع الإنترنت سيتحول إلى مشكلة إذا لم يحسن التعامل معه، خاصة في فصل الصيف، ولكوننا نملك وقتاً كبيراً من الفراغ، فنقع في الاضطراب والحيرة، وربما خسارة الكثير من الساعات والوقت من دون فائدة نهائياً، هذا لا يعني أننا نعيش مع الإنترنت طوال الوقت من دون كسب أي شيء مفيد، فهناك من العلوم والعلم والفوائد المتنوعة التي تجنى منه، لكن نتحدث عن الوقت الأكبر، الذي لم أجد طريقة مثالية لاستثمار كل الساعات بالفائدة

الشابة "فاطمة أحمد" أشارت إلى لحظات مهمة مع الإنترنت، فقالت عن ذلك: «التواصل مع الأهل والأقارب ممن يعيشون خارج الحدود ضرورة يومية، إضافة إلى التعرف إلى إنجازات وابتكارات علمية وتقنية كثيرة عبر بوابة الإنترنت، أمّا التواصل مع العالم الخارجي ودول العالم وما تتضمنه تلك الدول من حضارة وتميز وطبيعة ودراسات، فهو جانب مهم ونحققه من خلال وسيلتنا، بالفائدة والاستفادة نتوقف عن التواصل مع الإنترنت، وتحديد ساعات معينة يومياً ضمن الإنترنت، ثم البقاء ضمن المجتمع والأسرة لقضاء يومنا الاعتيادي، لكن هناك من يبقى ساعات وساعات مع الإنترنت، ويشعر بالأرق والإرهاق، ومع ذلك يحافظ على بقائه على شبكة الإنترنت، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية».

الدكتورة يسرا السعيد

الدكتورة "يسرا السعيد" اختصاص علم النفس، بيّنت الرأي العلمي في الموضوع المذكور من خلال حديثها التالي: «وسائل التواصل الاجتماعي مشكلة عند الكثيرين من الناس، ويعاني أغلب الشباب السوريين مشكلة الفراغ، والوقت المهدور، خاصة مع دخول أوقات الإجازات، وفصل الصيف، وتأتي مقاهي الإنترنت، أو مواكبتها عبر الهاتف المحمول الشخصي من أهم مظاهر ذلك الهدر الذي تحدثنا عنه، لعلّ مشكلة الفراغ تكمن في عجز كثيرين من الشباب عن التفكير الجاد في قضاء أوقاتهم في شيء ينفعهم أو ينفع مجتمعاتهم. لذلك يعدّ الإنترنت من الوسائل التي يتابعها الشباب ويعتقدون أنها تخدم حياتهم وتملأ فراغهم، من دون الانتباه إلى أنها ليست أكثر من ساعات وربما أيام تمضي من دون أن تسجل أي إنجاز مثمر، إلى جانب الأضرار المادية ونقصد بها الجسدية، والمعنوية والروحية التي تتسبهها تلك الوسائل وتبدو آثارها واضحة، ولقد أصبحت هذه الخدمة في متناول الجميع، كما أنها تنوعت، فكلٌّ يجد هدفه الصغير والكبير، الرجال والنساء، المثقف وغير المثقف، والعالم والمتعلم، مع سهولة التعامل معه، وهذا يجعل شريحة كبيرة من الناس يتعاملون معه، ويدخلون إليه، وعلى قدر ما تحمله من خير، إلا أنها تؤدي إلى ضرر عظيم، ونخص بالذكر هنا خطره على فئة الشباب لأنها تسبب مشكلة الإدمان الذي لم يعد من المجدي إنكار حدوثه لدى أكثرية الشباب حقاً».

تضيف الدكتورة "يسرا": «أصبح الآن الحديث جديّاً عن "إدمان الإنترنت"، وهناك أيضاً مراكز متخصصة لعلاج هذا الإدمان، الذي يدخل تحت مسمى "السلوك الإدماني"، بالتالي نحن أمام أزمة حقيقية يجب معالجتها، وتتلخص في معرفة تجاوز الفراغ بالدرجة الأولى، أو بالأحرى كيفية التعامل معه، ومن هنا كان الفراغ نقطة صراع حتى بين الإنسان ونفسه، فالفراغ حالة للعقل يحتاج إليها، ويرى بعض الباحثين أنها حالة يرثها الإنسان، الأهم كيفية شغله لهذا الفراغ، وبهذا فإن الباحثين في هذا الموضوع، وعلى رأسهم علماء الاجتماع المعاصرين يرون أن خبرة وقت الفراغ تعدّ مصدراً مهماً من مصادر الرضا الذاتي والإحساس بالسعادة، وهذه الأنشطة تساعد الفرد على تنمية هويته الذاتية التي تعدّ مهمة في المحافظة على صحة الفرد النفسية والبدنية، وتساعد على حل المشكلات واتخاذ القرارات والاتجاه نحو الإبداع، وكذلك فإن أنشطة وقت الفراغ يمكن النظر إليها على أنها جوانب علاجية؛ إذ إنها تساعد على تنمية الأساليب والمهارات التي يمكن الاستفادة بها في استعادة التوافق والتأهيل، كما يمكن استخدامها كأساليب وقائية تحرر الأفراد من التوترات المعيقة التي قد تمنعهم من المواجهة الناجحة والتعامل المناسب مع مهام الحياة ومطالبها اليومية، وعليه نساعد الشباب في تجاوز محنتهم الخاصة في فصل الصيف، التي تتمثل بملء الفراغ، وتخطي خطر وسائل الإنترنت وأثرها السلبي فيهم من جهة ثانية».