اختلاف كبير بين المرحلة الجامعية والمراحل الدراسيّة التي تسبقها، يشعر به الطالب وخاصة في السنة الأولى، سواء في كليته أو في مدينة السكن الجامعي، وتؤثر فيه من الناحية النفسية والتعليمية، وهنا يكون للكوادر المختصة دور كبير في مساعدة الطالب على التأقلم.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 3 تشرين الثاني 2015، التقت عدداً من طلاب الجامعة في سنتهم الدراسية الأولى؛ لتسليط الضوء على هذه المرحلة الجديدة في حياة الطلاب، ومعرفة ما يؤثر بنفسيته من خلال واقعه التعليمي الجديد، وكانت البداية مع الطالبة "بيان عليكا"، وتقول: «أثناء الدراسة في المرحلة الثانوية كان قرار العمل والإعداد من أجل متابعة الدراسة في كلية الآداب وتحديداً قسم اللغة الفرنسية، فكان الهدف اختيار لغة عالميّة جديدة، وعندما دخلت هذا الفرع، وجدت الواقع الدراسي مختلفاً عما هو في مخيلتي، فكان بلون آخر، كل شيء فيه جديد، فالمرحلة الثانوية كانت تجمعني بزملاء الحي فقط؛ لكون المدرسة في الحارة، أمّا بالنسبة لدراستي في مدينة "حمص" وكليتي الجديدة، فهي تضم طلاباً من جميع المحافظات السورية، وهذه ناحية مهمة لأنها تعزز الحالة الاجتماعيّة، وحتّى ضمن المدينة الجامعيّة نفس المبدأ، فضمن الغرفة الواحدة طالبات من أكثر من محافظة؛ وهو ما يفتح المجال أمام بناء علاقات اجتماعيّة متنوعة، مع ذلك تبقى للطقوس الجديدة في الحياة ضمن المدينة الجامعية تأثيرات سلبية ولمدة معينة حتى يعتادها الطالب».

هنالك جانب مهم في تأقلم الطالب بجامعته وهما الأهل والأصدقاء، فالتشجيع المعنوي والمؤازرة من الطرفين مطلوبان لاستمرارية التأقلم، والوصول إلى قمتها بعد مدة وجيزة، علماً أن المجتمع له دور واسع بالنسبة للطالب الجامعي، ففي كليته وسكنه الجامعي سيجد "سورية" بأكملها بجانبه، لأنهما يضمان الجميع، وبهذه الحالة يقدم كل طالب خبرته وثقافته، وحينها ستنمو الشخصية بالطريقة الحضارية والمثالية، وستكون النتائج مثمرة للغاية

وكان للدكتور "إسماعيل العمري" عميد كلية التربية في جامعة "الفرات" في "الحسكة" حديث عن الموضوع، ويقول: «المرحلة الجامعية تختلف عن مرحلتي الشهادتين الإعدادية والثانوية وبنسب كثيرة، من ناحية الدراسة والكادر التدريسي أيضاً، فالخبرات جديدة وتختلف عن توجهات وخبرات المعلمين للمراحل السابقة، فالكادر الجامعي أكاديمي مختص، ولهم قدرات تخصصية بعيدة كل البعد عن مناهج التربية، حتّى المواضيع الدراسيّة الجامعيّة فهي بقالب جديد وتقني، لأنها أوسع وأعمق، وبذلك يكون الطالب الجامعي قد دخل مرحلة مهمة، لأنه بدأ التأقلم مع مرحلة تخصصية، وعليه أن يمتلك قدرات تمنحه النجاح في التخصص الشامل والواسع، علماً أن نسبة كبيرة من ناحية التأقلم تقع على عاتق إدارات الكليات الجامعيّة، سواء من ناحية الكادر الإداري أو التدريسي، فالمطلوب منهم إعداد الطالب الجديد إعداداً مثالياً للدخول في العالم الجديد، وذلك من خلال رسم خطة مسبقة لاستقبال الشريحة الجامعيّة الجديدة، وأن تزود تلك الشريحة بخبرات تلك الكوادر لتمنحهم الثقة والطمأنينة، والعمل معهم لنجاح مستقبلي، وحكماً من دون التنسيق والتعاون لن يكون هناك نجاح».

محمد حليم إسماعيل

ويتابع الدكتور "العمري": «بالنسبة للسكن الجامعي فهو من العوامل الأساسية للتأقلم، لأن نصف الوقت يقضيه الطالب في السكن، وهو النصف الأهم، ولا بدّ له وخاصة في مرحلته الجديدة من توفر الراحة والهدوء والمستلزمات الحياتية الأساسية أيضاً، وهنا لإدارة السكن الدور الرئيس، فما يحتاج إليه الطالب حتّى يتأقلم هو الاستقرار النفسي والمادي في الكلية والسكن الجامعي، ومع هذه العناوين سنحقق للطالب في مرحلته الجديدة العيش والتأقلم المطلوب، وبذلك سنقوم بتخريج المتعلمين وفق متطلبات المجتمع».

أمّا "محمّد حليم إسماعيل" المرشد والمحاضر في جامعة "الفرات" فيقول: «هنالك جانب مهم في تأقلم الطالب بجامعته وهما الأهل والأصدقاء، فالتشجيع المعنوي والمؤازرة من الطرفين مطلوبان لاستمرارية التأقلم، والوصول إلى قمتها بعد مدة وجيزة، علماً أن المجتمع له دور واسع بالنسبة للطالب الجامعي، ففي كليته وسكنه الجامعي سيجد "سورية" بأكملها بجانبه، لأنهما يضمان الجميع، وبهذه الحالة يقدم كل طالب خبرته وثقافته، وحينها ستنمو الشخصية بالطريقة الحضارية والمثالية، وستكون النتائج مثمرة للغاية».

من مقاعد الكليات