مساحة كبيرة من الدعم والاهتمام تُقدم لأطفال مدارس "الحسكة"، من أجل رسم نهج نفسي واجتماعي يخرجهم من الهموم ويظهر مواهبهم، بإشراف تربويين اكتسبوا خبرة تراكمية في التعامل مع أطفال الكوارث.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 14 نيسان 2015، وقفت عند دور المعلمين في الدعم النفسي والاجتماعي لأطفال الكوارث، وذلك من خلال النهج الذي وضع لتكون النتائج فعّالة وفاعلة للأطفال أنفسهم، وهم الذين أكّدوا أنهم رصدوا تلك العناية وذلك الدعم، فالطفل "سمير عدنان إبراهيم" من تلاميذ الصف الخامس ضمن مدارس مدينة "القامشلي" قال: «وجدنا من حولنا وضمن مدارسنا لوحات فنية رياضية ومسابقات ترفيهية متعددة، من خلال خطة خاصة بالأنشطة الترفيهية وباتت دورية تنفذ بين الحين والآخر، وأكّد لنا معلمونا أنها تخصص لإبعادنا عن جو الحروب والأزمات والقلق والتوتر، ونحن بدورنا تفاعلنا وأثر فينا بشكل إيجابي هذا الجو الجديد، لأننا تأقلمنا معه وابتعدنا عن باقي الهموم والتعب النفسي.

يظهر جلياً خلال الفترة الماضية الاهتمام والعناية الكبيرة بالأطفال من الناحية التربوية والتعليمية، ومن أجل ذلك كانت عدة فعاليات وأنشطة ومبادرات ترفيهية وتنشيطية، بعد إقامة ورشات عمل للتربويين على مستوى القطر وعبر مندوبين عن مديريات التربية في كل المحافظات، وقد حققت تلك الورشات نتائج مهمة على الأرض في المدارس وبين التلاميذ

ومن خلال تلك الأنشطة ظهرت مواهب فنية ورياضية ومسرحية وغنائيّة من بيننا نحن التلاميذ، وباتت تلك المواهب محط إعجاب الأهل والمعنيين التربويين».

ورشة عمل للمرشدين

أمّا "محمّد حليم إسماعيل" المرشد الاجتماعي والمحاضر في جامعة "الفرات"، فأشار إلى النقاط التي اتخذت من أجل رفع الهم عن الطفل ويقول: «تعدّ الأزمات والكوارث وخاصة التي تكون من صنع الإنسان أشد قسوة على المجتمع والأطفال تحديداً من الكوارث الطبيعيّة، فهي تترك بصماتها على شخصية الطفل لفترات طويلة، ويجب أن يكون الطفل محظوظاً بقدر ما يستطيع المجتمع تقديمه من كل أنواع الدعم أثناء هذه الأزمات، من الدعم النفسي والاجتماعي، لخلق التوازن من جديد في نفوسهم، ولحمايتهم من اضطرابات ما بعد الصدمة، ولإعادتهم إلى روتينهم اليومي، ومن أجل ذلك عملت الجهات المعنية بالتنسيق مع المنظمات الأهلية إلى تقديم الدعم المختلف، من خلال أندية صيفيّة وشتويّة في المدارس ورياض الأطفال».

ويضيف: «ركزت تلك الأندية على اللعب والتمثيل والغناء والرسم الموجّه وغير الموجّه، وأنشطة كثيرة لعبت درواً في التفريغ الانفعالي لدى الأطفال، واستطاع المعلمون تقديم الدور الإيجابي في ذلك الدعم رغم عدم تدريبهم على المهارات والآليات المخصصة، إلا أنهم اكتسبوا خبرة تراكمية في هذا المجال مقارنة بالسنوات الماضية، فمن خلال الرسم يمكن أن يسقط الطفل مخاوفه وأفكاره في لوحة، ومن خلال الألعاب والمسابقات الرياضية يمكن التعبير عن أفكاره الحبيسة، والموسيقا يمكن أن تلعب دوراً مميزاً من خلال الأغاني واللوحات المسرحية الجماعية، فالطفل قد يعبر من خلال ذلك عما شاهده أو سمعه، ويبقى دور المرشد أن يكون مشاركاً في جميع تلك الأنشطة والاختصاصات وغيرها».

أنشطة ترفيهية ضمن نهج الدعم النفسي للتلاميذ

المدرس "أحمد الخلف" من بين المدرسين الذين اتّبعوا عدة دورات وورشات عمل خاصة بدعم الأطفال، قال: «يظهر جلياً خلال الفترة الماضية الاهتمام والعناية الكبيرة بالأطفال من الناحية التربوية والتعليمية، ومن أجل ذلك كانت عدة فعاليات وأنشطة ومبادرات ترفيهية وتنشيطية، بعد إقامة ورشات عمل للتربويين على مستوى القطر وعبر مندوبين عن مديريات التربية في كل المحافظات، وقد حققت تلك الورشات نتائج مهمة على الأرض في المدارس وبين التلاميذ».