لم يكن تفوّقه في الثانوية العامة أمراً غير مألوفٍ بالنسبة له ولمن يعرفه، لأنه ومنذ المراحل التي سبقت الثانوية ذاق حلاوة التفوق والتميز.

الطالب "رامن دافيد" وأثناء لقائنا معه بدأ بالحديث عن تجربته منذ بداية العام الدراسي وحتى صدور النتائج؛ قائلاً: «التفوق لا يمكن أن يكون وليد اللحظة؛ بل نتيجة تراكمات إيجابية من التشجيع والتحضير لاحتلال موقع الريادة بين الأقران؛ نشأتُ في أسرةٍ مُثقفة وواعية فوالدي ووالدتي يعملان في سلك المحاماة ويدركان جيداً معنى النجاح والتفوق، لذلك كانا حريصين على أن يكون العلم ملاذي الوحيد من أجل النجاح في الحياة العملية، كنتُ من المتفوقين في المرحلة الابتدائية وتابعتُ ما بدأت به حتى حصلتُ على العلامة التامة في الشهادة الإعدادية وما كان تفوّقي في الثانوية العامة إلا استمراراً لما حققته في الماضي».

ثقتي بطلابي كانت كبيرة وأغلبهم نالوا العلامة الكاملة في مادة الفيزياء ومنهم "رامن" الذي كنا نتوقع أن ينال العلامة الكاملة في جميع المواد لكن ظروف الطالب تبقى مختلفةً بين المادة والأخرى

ويضيف: «منذ بداية العام الدراسي قمتُ بتنظيم ساعات اليوم الكامل بين الدراسة والراحة حيث خصصتُ نحو /10/ ساعات للدراسة قبل قدوم الامتحانات بأربعة أشهر؛ وخلال تلك الفترة ابتعدت عن ممارسة هوايتي في العزف على آلة العود التي كانت جزءاً من روحي ومع ذلك تخلّيتُ عنها بشكلٍ مؤقت في سبيل تحقيق طموحٍ رسمته منذ الطفولة وهو دخول كلية الطب البشري، لم أكن أعاني فترة تقديم الامتحانات من أية ضغوطات بل على العكس تماماً؛ إذ ضحى أفراد أسرتي بالكثير من أجل راحتي النفسية التي هي جزءٌ من أسباب التفوق، لكن بعد صدور النتائج فوجئتُ كما فوجئ كافة أساتذتي بالنتيجة لأنهم جميعاً كانوا مُتيقنين بأن العلامة الكاملة ستكون من نصيبي وحتى الآن لا أحد يصدق ما جرى؛ لكن ما يعزيني هو فرحة أسرتي وثقتهم وافتخارهم بي وهذا أقل ما يمكن تحقيقه عربوناً لجهودهم».

"رامن" برفقة والده المحامي "يعقوب دافيد"

المحامي "يعقوب دافيد" والد "رامن" عبّر عن فرحته بالقول: «كيفما يزرع المرء فسيحصده في النهاية، وحكاية "رامن" مع التفوق بدأت منذ سنوات عمره الأولى؛ فقد علمته القراءة والكتابة وهو في السادسة من العمر حتى أتقن قراءة الصحف والمجلات بطلاقة؛ وفي الصف الخامس كان مُتمكّناً من كتابة وتأليف القصص القصيرة من خياله وشارك ضمن مسابقات رواد الطلائع حيث حقق المركز الأول على مستوى المحافظة، وأثناء المرحلة الإعدادية كان يحصل على العلامة الكاملة في جميع الصفوف الانتقالية؛ لهذا أُصبنا بعقدة العلامة التامة ولم نصدق ضياع العلامات الثلاثة عند صدور النتيجة وهذا ما أكده الجهاز التدريسي في المدرسة الذين كانوا دائماً يعتبرون "رامن" قدوةً لزملائه في التفوق والتميّز».

ويتابع حديثه قائلاً: «استطيع القول بأن ابني حقق ما لم استطع تحقيقه في الماضي؛ فقد كنتُ اطمح بدراسة الطب لكن ظروفي لم تسمح بذلك وها أنا اليوم أعيش وكأنني حقّقتُ أمنيتي القديمة، إن "رامن" دقيقٌ في تلقي أية معلومة أثناء الدراسة من خلال هدوئه والتفرد بأفكاره إلى أقصى حدٍ ممكن، لذلك كان لدي ثقة بإمكانياته العلمية ومع ذلك لم أكن أتردد في منحه جرعة من الطمأنينة والسكينة في قلبه بين الفينة والأخرى؛ لأن الاختبار يبقى صعباً دائماً وبحاجة لمن يعطي المُختبر حافزاً لتجاوز ما هو فيه».

الأستاذ "حنا ملكي" مدير ثانوية "العروبة" للمتفوقين

الأستاذ "حبيب يعقوب" مُدرس مادة الفيزياء يقول: «ثقتي بطلابي كانت كبيرة وأغلبهم نالوا العلامة الكاملة في مادة الفيزياء ومنهم "رامن" الذي كنا نتوقع أن ينال العلامة الكاملة في جميع المواد لكن ظروف الطالب تبقى مختلفةً بين المادة والأخرى».

الأستاذ "حنا ملكي" مدير ثانوية "العروبة" للمتفوقين يقول: «ليست هي المرة الأولى التي يحصل طلاب ثانوية "العروبة" على علامات عالية، و"رامن" هو أحد الطلبة الذين كنا نُعوّل عليه الكثير بحصوله على العلامة الكاملة لأن الجهاز التدريسي حريصٌ دائماً في الإشراف على تصحيح ورقة الطلاب المتفوقين أمثال "رامن" وقد فوجئنا عند صدور النتائج لأن إمكانياته العلمية كانت تؤهله لنيل المركز الأول على مستوى القطر لكن لا أحد يعلم ماذا حصل».

شهادة تفوق خلال حصوله على العلامة التامة في الشهادة الإعدادية

بقي أن نذكر بأن "رامن" حصل على العلامة الكاملة بامتياز في الشهادة الإعدادية وفي الثانوية العامة الفرع العلمي لم تنقصه سوى ثلاث علامات، وهو من مدرسة "العروبة" في "القامشلي" واستحق أن يكون من بين العشرة الأوائل على مستوى المحافظة.