لم تترك تقنيات الحاسوب في عصر التكنولوجيا باباً إلا وطرقته، ولم تكن أبواب المدارس بعيدةً عن هذه الجائحة العلمية التي لا يمكن لعجلة التقدم أن تسير بمعزل عنها، لهذا تشهد مدارس "الحسكة" ازدهاراً في تقنيات الحاسوب تمهيداً لدخول عصر التقانة.

موقع eHasakeh زار مدرسة "أبي ذر الغفاري" والتقى الطالب "عدنان عيد الأحمد" حيث قال: «أصبح الحاسوب الخيار الأوحد للولوج على عالم المعرفة، كنت في السابق أعاني من أمكانية التعامل مع هذا الجهاز الغريب، لكن وبفضل ما نتلقاه في المدرسة أصبح من اليسير علي أن أعمل على الحاسوب وأطبق العديد من المهارات».

أصبح الحاسوب الخيار الأوحد للولوج على عالم المعرفة، كنت في السابق أعاني من أمكانية التعامل مع هذا الجهاز الغريب، لكن وبفضل ما نتلقاه في المدرسة أصبح من اليسير علي أن أعمل على الحاسوب وأطبق العديد من المهارات

الطالب "سعود الكبش" يقول: «قدم لي منهاج المعلوماتية الكثير فيما يخص مهارات استخدام الحاسوب، فأنا لم أكن أجيد حتى تشغيل الجهاز، طبعاً يرجع السبب لعدم وجود جهاز في منزلي، وأنا أتعلم الأمور في المدرسة ومن ثم أطبقها في الدرس القادم، ولولا دخول المعلوماتية إلى المدارس لم أكن لأتقن العمل عليه، واليوم أنا أجيد العمل على معظم برامج الأوفس وبعض البرامج الأخرى التي أواجهها في المدرسة».

في قاعة المعلوماتية في مدرسة أبي ذر

مدرس المعلوماتية الأستاذ "محمود العوض يقول": «تصرف الوزارة مبالغ طائلة للارتقاء بواقع الطلاب في مجال المعلوماتية، وتضم مدرستنا ثلاث قاعات فيها حوالي 40 جهاز حاسوب، نقوم بإعطاء الطلاب الدروس النظرية في الصفوف ومن ثم ندخل إلى القاعات للتطبيق العملي، يمكنني القول إن الطلاب شديدي الذكاء وان المعلومات الموجودة في المنهاج هي أدنى من مستوياتهم، لذلك أتمنى أن يؤخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، وأيضاً أتمنى أن تتحسن خدمة الإنترنت في المدارس ليتمكن الطالب من التعامل مع الواقع عن كثب».

رئيس دائرة المعلوماتية في مديرية التربية في "الحسكة" الأستاذ "دحام الفياض" يقول عن واقع المعلوماتية في المدارس: «بهدف نشر المعلوماتية التي أصبحت لغة العصر، قامت وزارة التربية خلال السنوات الماضية بإدخال الحاسوب إلى مدارسنا، لتزويد الطلاب بالمهارات اللازمة للتعامل مع الحاسوب الذي يعد أحد التقنيات الحديثة في تطور العملية التعليمية، والملاحظ أن عدد المدارس التي يتم إدخال الحاسوب إليها في ازدياد دائم، خصوصاً بعد الانتهاء من الدوام النصفي حتى يمكننا القول إن مدارسنا سواء في المدينة أو الريف أصبحت لا تخلو من الحاسوب، وللدلالة على ذلك يكفي أن نشير إلى أنه بلغ عدد الحواسيب الموجودة في مدارسنا التعليم العام والثانوي 7338 حاسوباً، وبناءً على خطة وزارة التربية في إدخال المعلوماتية إلى مرحلة التعليم ما قبل الجامعي وفق خطط إستراتيجية، تم إدخال المعلوماتية لصفوف الأول والثاني الثانوي بفرعيه العلمي والأدبي، ثم للصف الثامن من مرحلة التعليم الأساسي الحلقة الثانية، وبعدها للصف السابع، ويتم حالياً إدخال مادة المعلوماتية تجريبياً للصف السادس والخامس من خارج الخطة».

الأستاذ محمود العوض

يضيف "الفياض": «يتوافر في المدارس الثانوية ومدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي قاعات حاسوبية مخدَّمة، حيث تضم كل قاعة عشرة حواسيب مع الطابعات وكافة المستلزمات الأخرى، وبلغ عدد القاعات المجهزة كهربائياً لعشرة حواسيب 436 قاعة، أما للصف السادس والخامس فتم إدخال المعلوماتية تجريبياً في 32 مدرسة في المدينة والريف، وتسعى دائرة المعلوماتية الى زيادة عدد المدارس التي تطبق فيها مادة المعلوماتية بشكل تجريبي على الصف الخامس والسادس، يبلغ عدد مدرسي مادة المعلوماتية 381 مدرساً ومدرسة وخمسة موجهين اختصاصيين لمادة المعلوماتية في المحافظة».

وبخصوص دمج التكنولوجيا بالتعليم يقول "الفياض": «انطلاقاً من أن النظام التعليمي والتربوي نظامٌ مفتوحٌ، تنعكس التغيرات العالمية على جميع عناصره ومكوناته، من موارد وعمليات ومخرجات، ويعتبر برنامج دمج التكنولوجيا بالتعليم برنامج تنمية مهنية للكوادر التعليمية، ونوعـــاً من الاستجابة المنهجية المنظمة لمتغيرات العصر على صعيد النظام التعليمي، ويهدف إلى تطوير مهارات المعلمين التكنولوجية، وتعريفهم بالمفاهيـــــم التربوية والتعليمية التي تتناسب مع بيئات التعلم الحديثة، لتمكنهم من مواكبة التطور العالمي وتحسين مخرجات العملية التعليمية، والاستثمار الأمثل لها في التنمية البشرية، وعلية فقد تم تجهيز 6 قاعات حاسوب خاصة بمشروع دمج التكنولوجيا بالتعليم، تحتوي كل قاعة على 21 جهاز حاسوب، بالإضافة إلى 16 قاعة حاسوب تحتوي على 10 حواسيب، كلها مجهزة بالتكييف والتبريد ومتصلة بشبكة وزارة التربية، وأجهزة العرض والماسحات الضوئية والطابعات، كما تم تزويد 423 مدرسة على مستوى المحافظة بأجهزة حاسوب ومستلزماته لزوم البرنامج الإحصائي».

جانب من التطبيق العملي

من جهة أخرى يقول "الفياض": «تتم صيانة التجهيزات الحاسوبية في كافة المدارس والمعاهد التابعة للتربية إضافة للحواسيب الموجودة في مبنى التربية من قبل ورشة الصيانة في دائرة المعلوماتية، كما تقوم شعبة الحاسوب التعليمي بالإشراف الإداري والفني على كافة قاعات الحاسوب، حيث يتم اختيار القاعات المطابقة فنياً وفق تعليمات الوزارة والإشراف على خطة تنفيذ المنهاج والبرمجيات المحملة على الأجهزة، كما تقوم شعبة البرمجة بتنظيم وإنشاء برامج خدمية لمصلحة العمل في قطاع التربية وتطوير البرامج بما يخدم التعديلات الطارئة عليها، حيث يتم إدخال خدمة الانترنت الى المدارس عبر مخدمات وزارة التربية حيث تم إحداث غرفة تبادل المعطيات في مبنى مديرية التربية بهدف الإشراف على تنفيذ خدمة الانترنت في المدارس وقد وصل عدد مدارس المحافظة التي تم إدخال خدمة الانترنت إليها 172 مدرسة بين ثانوية عامة وحلقة ثانية تعليم أساسي، وتقوم دائرة المعلوماتية بالإشراف على كافة القطاعات الخدمية التابعة لباقي دوائر مديرية التربية إضافة لإشرافها على تنفيذ كافة التعليمات الصادرة فيما يخص مشروع دمج التكنولوجيا بالتعليم من دورات مركزية أو محلية ومتابعة كافة المدرسين الموزعين على كافة مدارس المحافظة».

ويختم "الفياض": «تحت شعار "المعلوماتية للجميع" تقيم الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، وبالتعاون مع وزارة التربية البرنامج الوطني لنشر المعلوماتية دورات تدريبية مجانية مستمرة على الحاسوب، يشارك في هذه الدورة 21 مركزا كل مركز مزود بـ 10 حواسيب متصلة مع شبكة الوزارة، والقاعات مجهزة بكافة التجهيزات، ويمنح المشارك في نهاية هذه الدورات شهادات خبرة».