حبّه للشجر والبيئة النظيفة، جعله يساهم بالحفاظ على إحدى أهم وأجمل المزارع في منطقته، حيث حوّل جزءاً منها لمعرض تراثي تقليدي يؤمّه الناس للفرجة والتمتع بعيداً عن مسألة الربح والخسارة. وهو من تطوّع لزراعة مئات الأشجار في مكان عمله الرسمي.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 8 تشرين الأول 2020 زارت منطقة "المالكية" التي تبعد 90 كم عن مدينة "القامشلي"، والتقت "حنّا اسحاق" في حديقته، التي تعد أكبر وأهم الحدائق في المنطقة، حيث قال: «كنتُ صغيراً أراقب والدي كيف يسقي ويعتني ويزرع الأشجار وكل ما هو أخضر في مزرعة منزلنا، حتى بات مشهداً مألوفاً ومحبباً عندي، وعندما رحل عن الحياة حافظتُ على كل ما أورثه لي، فقد منحني ما يقارب 100 شجرة مختلفة منها: العنب والتين والمانغا والإجاص والزيتون والرمان، إضافة إلى أنواع مختلفة من الورود.

يعدُّ العم "حنّا" من الشخصيات المحبوبة، وله خصال حميدة، ويمتاز بالكثير من المحبة والخير والسلام لمنطقته وأهلها، بالإضافة إلى عمله المميز والنادر، يرغب في مساعدة الناس، مهما كانت نوع المساعدة، يتحدث عنه الجميع لما يمتلكه من محبة، ودائماً يقول بأنّ هدفه من الحفاظ على جمال حديقته هو كسب الناس والأهالي، وأنا شخصياً ورغم فارق العمر، على تواصل دائم معه، فهو شخصية تعطي طاقة إيجابية لا تنضب

في الحديقة كروم عنب يعود تاريخها لعقود من الزمن، وعشرات القطع التراثيّة، فتابعت العمل بشكل يومي، وقمت بزيادة أصناف الأشجار، وزيادة المواد الأثرية، ووضعتها في الحديقة، وكان هدفي زيادة عدد زوّارها لأكسب أكبر قدر من المحبين والضيوف، حتى تحولت الحديقة إلى معرض تراثي».

اهتمام يومي بالحديقة

ويضيف عن عمله اليومي مع التراث والشجر: «هذه الحديقة تحظى بكل العناية والاهتمام، أنظفها وأسقيها على مدار الساعة، ومن أجل ذلك حفرت بئراً فيها، لتتوفر لها المياه بالشكل المناسب، حتى الأوراق التي تسقط من الشجر أقوم بتخميرها تحت الأرض فتصبح بمثابة سماد طبيعي، فلا أستخدم الأسمدة الطبيعية ولا المواد الكيميائية الخاصة بالشجر، كذلك الأمر بالنسبة للقطع الأثرية الموجودة في الحديقة، وضعتها في أماكن مختلفة، وأملي أن يهتم كل شخص بالقطع الأثرية الموجودة لديه، لأنها تعبر عن عبق الماضي البعيد.

لم تنفع كل المحاولات معي لبيعها أو التخلي عنها، بل أتابع الكشف والبحث عن التراثيات لشرائها ووضعها في حديقتي، لتكون خير أنيس لزواري، الذين يزدادون يومياً».

جانب من التراثيات

يتابع عن زراعة الأشجار: «عندما كنتُ موظفاً في مؤسسة الكهرباء الحكومية بمنطقة "المالكيّة"، لازمني ذات الشعور والحب تجاه الشجر، لذلك بادرتُ بزارعة 400 شجرة في حديقة المؤسسة، مع عناية وسقاية يومية، وأكثر من ذلك، كنت أوجد فيها من الصباح حتى المساء، لأنجز المهمة والاهتمام بتلك الثروة البيئية، تعدّ الآن أكثر مؤسسة فيها شجر، وعند الغروب من كل يوم أبدأ باستقبال الأهالي في حديقتي، بعد أن أجهزها وأعدها بالشكل اللائق، فهم يأتون من مختلف الأحياء ومن المنطقة كلّها، فنقضي سهرات جميلة حتى وقت متأخر من الليل، نتناول الجميل من حديقتنا ونجلس بين كل ما هو مفيد وممتع، وبجانب القطع التراثية، وكل شخص يرغب بثمار الأشجار مهما تكن نوعها، يأخذها دون مقابل، فسعادتي تكمن في ذلك، فهي إحدى أهدافي في الحياة، حيث تزداد فرحتي عندما أجد نفسي مساهماً في إضافة الجمال لمنطقتي، ليس لديّ أي اهتمام حالياً إلا العناية بالحديقة وما فيها، والحفاظ على المعرض التراثي».

الشاب "آزاد محمد سليم" من أهالي منطقة "المالكية" تحدّث عن حديقة "حنّا" قائلاً: «يعدُّ العم "حنّا" من الشخصيات المحبوبة، وله خصال حميدة، ويمتاز بالكثير من المحبة والخير والسلام لمنطقته وأهلها، بالإضافة إلى عمله المميز والنادر، يرغب في مساعدة الناس، مهما كانت نوع المساعدة، يتحدث عنه الجميع لما يمتلكه من محبة، ودائماً يقول بأنّ هدفه من الحفاظ على جمال حديقته هو كسب الناس والأهالي، وأنا شخصياً ورغم فارق العمر، على تواصل دائم معه، فهو شخصية تعطي طاقة إيجابية لا تنضب».

يذكر أن "حنا اسحاق" من مواليد "المالكية" عام 1960.