سار على نهج جدّه ووالده في نشر المحبة، وتحقيق العدالة والإخاء بين الناس، فامتاز بالكرم والشجاعة، وفرض احترامه على جميع أطياف وأبناء المنطقة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 26 حزيران 2020 تعرفت على حياة الراحل "محمود سلومي الحميّد" الذي قال عن بعض مراحلها قريبه الدكتور "سعيد الحميّد": «لم يتغير عمي الراحل عن الذين سبقوه من أسرته وزعماء عشيرته بالالتزام وتنفيذ القيم الإنسانية والاجتماعيّة، فقد تقلّد بعدهم زمام عشيرته "الجوّالة العربيّة"، وأثبت بعد سنين بأنه كان في المكان المناسب، وهذا الكلام رددته أطياف أبناء "الجزيرة" السوريّة، فقد ولد وعاش في أسرة وطنية عاشقة لنهج الخير، فجدّه كان قائد حملة طرد الفرنسيين من المنطقة، وقصصهم في ذلك موثقة، ووالده كان بذات المواصفات.

كثيراً ما وجدتُ في ربعته، ووجدتُ فيه حكمةً كبيرةً في قيادة المجالس، وحكمة في حلّ المشاكل بين الأسرة الواحدة أو العشيرة مثل حالات الثأر، ولم يكن يعرف الراحة والهدوء إذا سمع بحالة سلبية في مناطقنا، ومن مزاياه أنه رجل فطن ونبيه، وقادر على فرض لغة السلم مهما كانت معقدّة، امتاز بنبرة حديثه خلال الجلسات، لم يكن يترك أي واجب اجتماعي إلا ويؤديه مهما كانت المنطقة بعيدة، وقد حافظ على ذلك حتّى أيامه الأخيرة. وأكثر من ذلك، فقد أوصّى من بعده بالسير على نهجه ونهج من سبقوه عندما قادوا العشيرة، حتى وهو على فراش الموت يريد الراحة لمن يخلفه في أداء الرسالة التي حملها سنين طويلة

عندما استلم عمّي "محمود" المهمّة العشائرية وقيادتها، التزم بمعاييرها، وحافظ على معاني السلام ونفذها، بيته كان يستقبل بشكل يومي الضيوف والزوّار، وهناك من يقصده لحل مشكلته، ويتصدى لها مهما كانت معقدّة، أو صعبة، وضيوف آخرون يقصدونه لقضاء وقت ممتع في رحابه، يسمعون منه القصص والذكريات، وخاصة أنّ ربعته التي خصصت للزوار كانت على مدار الساعة مسرحاً لكل الأطياف».

كميل سهدو

ويتابع عن مزايا أخرى وجدت في عمّه "الحميّد": «كان يخصص جلسات دائمة للمقربين منه من أهله وأبناء قريته، يشجعهم على فعل الخير، وينصحهم ويرشدهم، لا يقبل منهم أي أمر سلبي، لذلك كانت قريتنا نموذجاً يحتذى بالتسامح والعمل، كما امتاز بالهدوء والحكمة والصبر والشجاعة في كل عمل يقوم به، خاصة في الصلح بين المتخاصمين، وإذا تدخل في صلح بين طرفين فحكماً ينجزه، لأنه ما تدخل لولا ثقته بنفسه وثقته بمحبة الناس له والإيجابية الكبيرة في شخصيته، ومحبة كافة ألوان الجزيرة السورية له وتقبلهم لأي قرار يأخذه حتى لو خسر مادياً، ومهما تعرض للتعب والإرهاق في سبيل إنجاز تلك المهمّة، لذلك وجدنا في خيمة وفاته قبل أيام كلّ شرائح مناطقنا وتأثر الجميع برحيله، وهذا أكبر رأسمال له».

"صالح الحاج محمود" من وجهاء عشيرة "العباسيين" الكرديّة، تحدّث عن بعض مزايا ومواقف الراحل "محمود الحميّد" بالقول: «كثيراً ما وجدتُ في ربعته، ووجدتُ فيه حكمةً كبيرةً في قيادة المجالس، وحكمة في حلّ المشاكل بين الأسرة الواحدة أو العشيرة مثل حالات الثأر، ولم يكن يعرف الراحة والهدوء إذا سمع بحالة سلبية في مناطقنا، ومن مزاياه أنه رجل فطن ونبيه، وقادر على فرض لغة السلم مهما كانت معقدّة، امتاز بنبرة حديثه خلال الجلسات، لم يكن يترك أي واجب اجتماعي إلا ويؤديه مهما كانت المنطقة بعيدة، وقد حافظ على ذلك حتّى أيامه الأخيرة. وأكثر من ذلك، فقد أوصّى من بعده بالسير على نهجه ونهج من سبقوه عندما قادوا العشيرة، حتى وهو على فراش الموت يريد الراحة لمن يخلفه في أداء الرسالة التي حملها سنين طويلة».

يذكر أن الراحل "محمود الحميد" ولد عام 1925 في البادية، وتوفي عام 2020.