كانت بدايتها مميزة في ميادين العلم، لم ترض بأقل من المراكز الأولى في غالبية مراحلها، حققت حلمها بنيل شهادة الطب، وهي مُلتزمة بالقيم والمبادرات الإنسانية والاجتماعية، وأبرزها مبادرة التشخيص والعمليات المجانيّة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 11 أيار 2020 زارت الدكتورة النسائية "عبير علي مراد" في عيادتها بمدينة "القامشلي" للتعرف على تفاصيل مسيرتها التعليميّة والطبيّة، قالت عن البداية: «كل اهتمامي منذ الصف الأول الابتدائي، انصب على تحقيق المراتب الأولى في العلم والتعليم، ونتيجة لذلك الإصرار نلت المركز الأول في مدرستي بجميع مراحلها، وضمن المراكز الأولى بشكل دائم على مستوى المدينة والمحافظة، بالإضافة إلى نيل المركز الأول على مستوى القطر في مسابقة "الفصاحة والخطابة" بالمرحلة الابتدائية، والحصول على شهادة الريادة، ذلك التفوق والتميز لازمني في الشهادة الثانوية، حصلتُ على علامات عالية في الفرع العلمي، وكنت من الأوائل على مستوى المحافظة، فحققتُ حلمي وحلم أسرتي، وكسبتُ ثمرة تعبي والاعتماد على نفسي في الدراسة، بدخول كلية الطب».

تعرفت عليها عبر حديث عن إمكاناتها الطبية العالية، وروحها الطيبة، وإنسانيتها، فالنساء غير القادرات على دفع المعاينة كثيرات، وهي تعاينهن مجاناً، وتقوم بالعمليات القيصرية بأقل تكلفة مادية، بالإضافة إلى ذلك، فهي ترحب بأي استفسار أو استشارة في أي مكان كانت، حتى في أيام عطلتها

عن دراستها الجامعيّة تضيف: «حافظتُ على أولوية الدراسة في الكلية بدءاً من السنة الأولى عام 2004، لتحقيق النجاح والخبرة المرجوة، وأثناء الدراسة في السنتين الأولى والثانية، كان من ضمن المنهاج مقررٌ للغة الإنكليزية، وكان تفوقي فيه واضحاً، وشاركتُ بتلك المادة في أنشطة ومسابقات عديدة.

الاهتمام بالجانب الإنساني

كنتُ أستغل أوقات الفراغ والعطل الرسمية للكلية بالتوجه إلى المشافي لاكتساب الخبرة من الأطباء المختصين، أمّا التخصص في الأمراض النسائية بمشفى "القامشلي" الوطني، فكانت الفائدة العملية خلاله كبيرة جداً، واستثمرت وجودي في المشفى، بتقديم كلّ أشكال المساعدة للأهالي».

وعن مرحلة ما بعد الدراسة الجامعيّة قالت: «قررتُ منذ اليوم الأول في عملي بالعيادة، أن يكون للجانب الإنساني مساحة كبيرة، فهناك معاينات مجانية لمن لا يمتلكن القدرة على الدفع إن كان للتشخيص أو للعمليات الجراحيّة، فالمادة ليست الغاية في العمل الطبي، ولأن الوضع في هذه الأيّام صعب من الناحية المادية للأهالي، قررتُ تخصيص يوم الأربعاء للعمل بشكل مجاني لجميع المرضى، معاينات وعمليات جراحيّة.

شاركتُ بعدد من الندوات والمحاضرات الخاصة بالأمراض النسائية تطوعاً، أبرزها وبشكل سنوي أيام حملات التوعية لسرطان الثدي، فهدفي أن تكون المرأة بصحة جيدة ومثقفة بكل الأمور التي تمنحها العافية والسلامة».

"أمينة خلف" من أهالي مدينة "القامشلي"، بينت رأيها في الدكتورة "عبير" من خلال الزيارات التي تقوم بها لعيادتها قائلة: «تملك خبرة كبيرة في مجال تخصصها، وتحاول تطوير إمكاناتها وقدراتها بشكل يومي، كانت تقدم جهداً طيباً لكل من يحتاجها في المشفى الوطني، ولا تغادر إلا عندما تطمئن على الجميع، منحت لقسم النسائية في المشفى إضافة مهمة، وفي العيادة تمنح المريض اهتماماً إنسانياً بعيداً عن الجانب المالي، ودائماً ما تقوم بالتشخيص المجاني للمعارف والأصدقاء والجيران والفقراء».

أمّا "بشرى خليل" من سكان ريف "القامشلي"، فقالت: «تعرفت عليها عبر حديث عن إمكاناتها الطبية العالية، وروحها الطيبة، وإنسانيتها، فالنساء غير القادرات على دفع المعاينة كثيرات، وهي تعاينهن مجاناً، وتقوم بالعمليات القيصرية بأقل تكلفة مادية، بالإضافة إلى ذلك، فهي ترحب بأي استفسار أو استشارة في أي مكان كانت، حتى في أيام عطلتها».

يذكر أنّ الدكتورة "عبير مراد" من مواليد "القامشلي" عام 1987.