توّج جهده التعليمي المتميّز بنيل مرتبة الشرف العليا في "فرنسا"، وقبل ذلك المراتب الأولى في كليته الجامعيّة، وفي مراحله التعليمية كافة، ويثبت نجاحه في قيادته لكلية الحقوق كأصغر عميد كلية حقوق في جامعة "الفرات".

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 22 نيسان 2020 التقت الدكتور "عبد الله السلمو" عميد كلية الحقوق في "الحسكة"، لينقل تفاصيل مسيرته التعلمية المتميّزة، منذ بداياتها، فقال: «درستُ الابتدائيّة في قريتي الريفية، متوّجاً بالمركز الأول على المدرسة رغم أنني أصغرهم سناً ودخلت المدرسة بعمر خمس سنوات، تابعتُ مسيرة التفوق الدراسي في "القامشلي" بالمرحلتين الإعدادية والثانويّة، ففي شهادة التعليم الأساسي كان مركزي الثالث على مستوى المدرسة، رغم ابتعادي عن أهلي - الذين كنت لا ألتقي بهم إلا في يوم العطلة - بعمر صغير، وتحمل كل الظروف المادية الصعبة، وحافظت على التفوق في شهادة الثانوية عام 1999 ونلت المرتبة الأولى على مستوى مدارس "القامشلي"، والثالث على مستوى المحافظة، كنتُ متعاوناً جداً مع زملائي، أخصص لهم وقتاً لمساعدتهم وتعليمهم في مواد معينة خاصة اللغتين العربية والإنكليزية، لتفوقي الكبير فيهما، ومحبة الكادر والزملاء كانت من أولوياتي في المدارس».

سمعتُ عنه وعن الخطوات الإيجابية التي وضعها في كلية حقوق "الحسكة"، كانت جميعها مطالب مهمة للطلاب، لا أعرفه عن قرب، لكن ما يحكى عنه فرض علينا احترامه وتقديره عن بعد

يتابع عن مسيرته التعليميّة: «نجاحي بتميز في الشهادة الثانوية كان حافزاً كبيراً للاستمرار خاصة وأن الصحف الرسمية دونت ذلك، فاعتبرتها هدية ثمينة لأسرتي، ووالديّ اللذان بذلا جهداً كبيراً لأجلي، ورفضا دراستي في المعهد تخفيفاً للنفقات المادية، وأصرا على دراستي الجامعيّة، لتحقيق رغبتي بإكمالها في كلية "الحقوق" بمدينة "حلب"، وفيها تابعتُ مسيرة التفوق، وحصلت على المرتبة الثانية في السنة الدراسية الثالثة، والمرتبة الثالثة بالسنوات الأخرى، ثمرة ذلك كان الحصول على شهادة "الباسل" للتفوق الدراسي، والمبلغ الذي منح لي، ساعدني أشهراً كثيرة لمتابعة دراستي، مخففاً عن أسرتي، التي ما فارقت بالي، وهم يعانون من أجل تعليمي، سعادتي تضاعفت لأن التفوق كان باسم "المنطقة الشرقية"، وقليلاً من المرات يتحقق هذا التميز، خاصة بعد نيلي شرف تمثيل البلد بالبعثة العلمية إلى "فرنسا"».

بين طلابه

وعن تلك البعثة تحدث: «لم أتوقع ذلك الخبر الرائع، كان إنجازاً عظيماً لي ولأسرتي ومنطقتي، كنتُ بين ثلاثة اختيروا للبعثة العلمية التي انتهت عام 2011 مع بداية الحرب على بلدي، بالتزامن جاءني عقد عملي من الكيلة الفرنسية التي درستُ فيها، وعرضوا عليّ البقاء في "فرنسا" ريثما تنتهي الحرب في بلدنا، لكنني لم أفكر حتى بالموضوع، رفضته قطعاً، دون تردد، وهذه تربيتي ونصيحة والدي منذ صغري، بأن يكون عطائي وخدمتي لوطني بعد التخرج، وخلال وجودي في "فرنسا" نلتُ ثناء من "اليونسكو" وثناء آخر من "المنزل العالمي للثقافة"، وثناء من جامعة "بوردو" نتيجة حصولي على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف العليا، والتي تعد أعلى مرتبة تمنح في "فرنسا" لمن ينال درجة 90% فما فوق، والثناء الأهم والأغلى رضا الطلبة وأهلي ومجتمعي.

رد الجميل للوطن الذي علّمني دفعني لأكون إيجابياً في الموقع الذي أشرف عليه، فكانت البداية التدريسيّة، كمحاضر في كلية "الحقوق" في "الحسكة"، عام 2017 كعضو هيئة تدريسيّة، وعام 2018 نائباً لعميد الكليّة، ومنذ عام 2019 حتى تاريخه عميداً لكلية الحقوق، كأصغر عميد ونائب عميد على مستوى كليات المحافظة».

في الكلية

الطالب الجامعي "خليل عبد الرحمن" يتحدث عن العمل الإداري في كليته "الحقوق" وعن عميدها: «مع تسلم الدكتور "عبد الله" عمادة الكلية، لبى أهم طلب لنا، بإصدار نتائج جميع السنوات الدراسية في فترة زمنية قصيرة، وكانت أول كلية على مستوى جامعة "الفرات" تصدر النتائج بفترة قصيرة مع الحفاظ على الدقة والمهنية، ولم تكن هناك اعتراضات كما السابق، وأي اعتراض أو شكوى أو مطلب في الكلية، يتابعه العميد شخصياً، فبابه مفتوح، وبرحابة صدر يستقبل كل من يحمل همّاً أو يبحث عن حل لمشكلته، هو حديث الطلاب بالمحبة والاحترام والإنسانية».

الدكتور "ريبر مسوّر" بيّن رأيه في الدكتور "عبد الله": «سمعتُ عنه وعن الخطوات الإيجابية التي وضعها في كلية حقوق "الحسكة"، كانت جميعها مطالب مهمة للطلاب، لا أعرفه عن قرب، لكن ما يحكى عنه فرض علينا احترامه وتقديره عن بعد».

جدير بالذكر أنّ الدكتور "عبد الله السلمو" من مواليد قرية "تل سطيح" في ريف "القامشلي" عام 1982.