يعدُّ أحد أبرز وأقدم من غنّى الأغاني الكرديّة التراثيّة في منطقته، مواظباً على نهج والده في ذلك، وملتزماً بقيم المحبة والسلام ونشرها بين أبناء قريته والقرى المجاورة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 18 نيسان 2020 خلال زيارتها لقرية "طبكة" الواقعة في ريف بلدة "معبدة" 100 كم عن مدينة "القامشلي"، التقت "صالح سعيد عبد المجيد" ليتحدث عن والده الراحل "سعيد خليل عبد المجيد"، فقال: «والدي كان مرافقاً لجدي بتفاصيل حياته اليوميّة، والجد كان أول من غنى أغاني تراثية في المنطقة، وكان ساعياً للخير والمحبة والسلام، لذلك من الطبيعي أن يتجه والدي نحو هذا اللون، وعندما بلغ السابعة عشرة من العمر بدأ يغني أغاني جدي الذي ترك الغناء حينها، فقدم تراثاً فنياً مميزاً، وألّف أغاني فلكلورية وتراثية عديدة، يتداولها ويغنيها الناس حتى تاريخ اليوم.

هذه أول زيارة للقرية عرفنا وسمعنا بأن الراحل "سعيد" له بصمة اجتماعية وفنية كبيرة في المنطقة، خاصة في قريته، التي تعد نموذجاً للتعاون والتكاتف، والراحل له فضل كبير على أبناء القرية، ومنها انطلق إلى القرى المجاورة ناشراً لغة المحبة والسلام، سعمنا عنه التواضع والكرم والشهامة، يقف مع الحق، ويدافع عن المظلوم، يتسم بالنباهة والحلم والابتسامة التي لا تفارقه

أحبه الأهالي على مساحة واسعة من "الجزيرة السورية"، لتميّزه في مجال الفن، حيث كان في منزلنا بشكل يومي محبو الغناء والطرب التراثي من مناطق مختلفة، يقطعون مسافات طويلة، هذا إلى جانب إحياء الحفلات الفنيّة والمناسبات، حيث يحوّل أيّ جلسة صغيرة إلى ساحة كبيرة من الفرح والبهجة بعزفه وغنائه، وتفاعله مع الناس».

صالح عبد المجيد

ويتابع "صالح" عن مسيرة والده: «التزامه مع والده في فترة مبكرة من عمره، حفّزه وعلّمه كيفية حل المشاكل بين الناس، ولأنه دخل قلوب أبناء المنطقة لم يكن يتردد في حلّ أي خلاف أو نزاع بين أسرة أو أكثر. كان عاشقاً للسلام، ومحباً له، سخّر نفسه من أجل تلك المهمة، وبشكل يومي كانت له جولات وجهد لأداء تلك الرسالة، لم يكن يعرف طعم الراحة والفرح إذا سمع عن وجود متخاصمين في قريتنا والقرى المجاورة، وقد بنى علاقات اجتماعية كبيرة، نتيجة ذلك التوجه الذي حمله، ورغم غياب والدي عن الحياة منذ سنين، إلا أنّ الكثير ممن عرفوه يتواصلون معنا ويزورون قريتنا إيماناً منهم بالعلاقات الطيبة مع الوالد».

من جانبه "مصطفى الأحمد" أحد أبناء مدينة "القامشلي"، بيّن بأنّ أحد أسباب زيارته لقرية "طبكة" التعرف على مسيرة الراحل "سعيد عبد المجيد": «هذه أول زيارة للقرية عرفنا وسمعنا بأن الراحل "سعيد" له بصمة اجتماعية وفنية كبيرة في المنطقة، خاصة في قريته، التي تعد نموذجاً للتعاون والتكاتف، والراحل له فضل كبير على أبناء القرية، ومنها انطلق إلى القرى المجاورة ناشراً لغة المحبة والسلام، سعمنا عنه التواضع والكرم والشهامة، يقف مع الحق، ويدافع عن المظلوم، يتسم بالنباهة والحلم والابتسامة التي لا تفارقه».

أمّا السبعيني "صالح المحمود" من سكان بلدة "معبدة" قال عن الراحل: «وجدته في أكثر من مناسبة اجتماعيّة، وفي أكثر من منطقة جغرافية على مستوى المحافظة، لم يكن يتردد للوصول إلى أي مكان يتطلب منه أداء الواجب الاجتماعي، خاصة إذا تطلب الأمر تدخله لإحلال السلام، كان يستغرق ساعات طويلة وربما أياماً في بعض القضايا الخلافية الشائكة، والكثير كان يطلبه حصراً لحل أي مشكلة اجتماعية. فارق الحياة، لكن ذكراه ومناقبه وخصاله تذكر بشكل دائم بين أبناء المنطقة، والأهم أن أبناءه اليوم يسيرون على خطاه ونهجه».

يذكر أنّ الراحل "سعيد عبد المجيد" من أهالي قرية "طبكة" ولد فيها 1932 وتوفي فيها أيضاً عام 2004.