حمل على عاتقه رسالةَ المحبّة ونشر السلام، فهي رسالة الذين سبقوه من أسرته، يقصده الناس لحل مشاكلهم، وتصدى تطوعاً لبتر العديد من الخلافات، أحبّه أبناء الجزيرة السورية بكل أطيافها، وكان على قدر محبتهم في العمل ونشر القيم الأصيلة في المجتمع.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 4 آذار 2020 التقت الشيخ "موفق السالم" أحد وجهاء عشيرة "البوسالم" في منطقة "القامشلي" للحديث عن رسالته في المجتمع، والتي بدأت بزمن من سبقوه لقيادة عشيرته، فقال: «وُلدت في أسرة توارثت معاني المحبة والأخوة والسلام، ونذروا وقتهم لتلك المعاني، ومن الطبيعي أن أكون جزءاً من نقل تلك الأمانة الصعبة والمهمّة، وإيماناً من أهالي المنطقة وقريتنا بما قدمه جدي سمّيت القرية باسمه "بويطخ أحمد السالم".

من الداعمين للجانب الرياضي ولنادينا، كما هو داعم لنخبة الشباب بشكل واضح، ولا ننسى الدور الإيجابي له في المجتمع بكل جوانبه، أثبت قدرته في الحفاظ على أمانة أجداده ووالده

مرحلتا الطفولة والشباب، كانت جزءاً منها للدراسة، والجزء الأكبر رفقة والدي في كل خطوة يخطوها في عمله اليومي، بعد وصولي للدراسة الجامعيّة وكلية الحقوق، ازدادت هموم العشيرة والمسؤولية المجتمعية، ففضلت ترك الدراسة، لأجل الأمانة التي حملتها».

شهادة تقدير

ويتابع عن خطواته تجاه المجتمع: «مسؤولية وجهاء المنطقة تكون باتخاذ أهم خطوة، هي تجهيز ربعة للضيوف والزوّار وصاحب الحاجة، فقمت بترميم ربعة القرية وتجهيزها بشكل نموذجي، بالمقابل وبحكم وجودي في "القامشلي" جهزتُ ربعة أخرى فيها، حتى يكون لأهلنا فيها حضور يومي، ولتستقبل الناس على مدار الساعة، وخلال السنوات التي تقلدت فيها أمور العشيرة ساهمت بحل الكثير من النزاعات والعديد من المشاكل، بعضها احتاج للتعاون مع وجهاء بعض العشائر، وأحياناً أبادر بنفسي في سبيل حل إشكال أو خلاف عشائري أو تجاري، وربما مشكلة زواج أو التدخل في حل قضايا شبابية، وعندما تحل أي القضية، ترتاح كل مشاعري، وأشعر بسعادة كبيرة.

شاركتُ في الكثير من مجالس اجتماع القبائل منها في مدينة "درعا" عام 2017، وآخر في "درعا" عام 2019، وذات الاجتماع ولثلاث مرات في مدينة "الرقة" مع بداية الحرب على "سورية"، بالإضافة إلى مشاركتي في مؤتمر "سوتشي" ممثلاً مع وجهاء القبائل عام 2018، واجتماع للقبائل في مدينة "دير الزور"».

ربعة خاصة بالزوار

وتابع: «بالإضافة إلى ذلك أنا عضو ضمن مجلس شيوخ القبائل في "سورية"، ولا يمر يوم إلا وتكون لنا وقفة مع رسالة من رسائل المحبة والسلام، لكل أطياف مجتمعنا، بكرده وعربه والأرمن والسريان، وبناء على محبتهم حصلتُ على عدة أوسمة وشهادات، منها "وسام التميز الذهبي" من اتحاد السلام للقبائل العربية عام 2019، وشهادة تقدير من "شخصيات من مدينتي" بمدينة القامشلي" عام 2020، وشهادة أخرى من مؤسسة "الفرات للسلام"، وغيرها أيضاً، وكلها تحت عنوان تحقيق السلام والتعايش السلمي».

"محمد داؤود" من أبناء بلدة ريف "تل حميس" يتحدّث عن الشيخ "موفق السالم" قائلاً: «يمتاز بالكرم والنبل، يسعى للخير وإصلاح ما بين الناس، لذلك كسب قلوب أبناء المنطقة بكل أطيافها، وهي مهمة ليست سهلة، لديه غيرة على وطنه ومنطقته، همه إحلال السلام فيها، نجده في كل واجب اجتماعي، يده ممدودة للفقراء ومساعدة المحتاجين، وباب الربعتين مفتوح على مدار الساعة لكل الزوّار والضيوف».

الدكتور "ريبر مسور" رئيس نادي "الجهاد" قال: «من الداعمين للجانب الرياضي ولنادينا، كما هو داعم لنخبة الشباب بشكل واضح، ولا ننسى الدور الإيجابي له في المجتمع بكل جوانبه، أثبت قدرته في الحفاظ على أمانة أجداده ووالده».

يذكر أنّ الشيخ "موفق السالم" من مواليد العام 1966 في قرية "بويطخ الشيخ أحمد السالم"، التابعة لريف "القحطانية".