استطاعت أن تبرزَ هويتها الاجتماعية والإنسانية في "الحسكة"، فمواقفُها وخدماتُها شبهُ يوميّة، يطرقون باب منزلِها ومكتبها، وتنجز الكثير من رسائل الخير والمحبة عبر جوّالها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 25 تشرين الأول 2019 التقت الدكتورة "سمر صومعي" في مكان عملها بمدينة "الحسكة"، للحديث عن مسيرتها الإدارية والاجتماعية والإنسانية المميّزة، فقالت عن بداياتها: «أنتمي إلى أسرةٍ محبّةٍ للعلم والثقافة، وهي التي ربتني على ذلك، لكن العنوان الأبرز في أسرتي هي مساعدة الآخرين، والعمل على نشر رسالة الخير والسلام بين الناس، لذلك هذه الواجبات كانت مهمةً عندي، ومنذُ كنت تلميذة في المدرسة، أشارك في الأنشطة الرياضية والأدبية والعلمية، وبالنسبة للتفوق الدراسي حافظتُ عليه طوال مراحل الدراسة، ودائماً كان مركزي بين الأوائل المتفوقين، وبناءً على ذلك التفوّق توجهتُ بعد نيل الشهادة الثانوية إلى الاختصاص الذي أجد فيه مساحة كبيرة لخدمة أهالي منطقتي، وهي الدراسة في كلية الصيدلة، وظهر جلياً مدى حاجتهم لهذا التخصص من خلال المركز الذي أشرف عليه حالياً، خاصة خلال سنوات الحرب على بلدنا».

هناك من أرسلني إليها للحصول على مساعدة طبية، قدمت جهداً كبيراً أثمر بإنجاز عملية جراحية لأحد الأقرباء بمساهمة منها ومن بعض الخيرين ممن طلبت منهم الدكتورة "سمر"

الدكتورة "سمر صومعي" تتابع نهجها الذي ولدت عليه، في مكان عملها، وبيّنته من خلال كلامها التالي: «تسلمتُ إدارة فرع التجارة الخارجية "فارمكس" بمدينة "الحسكة" منذ سنوات عدّة، واجهتني أصعب مشكلة خلال فترة الحرب على بلدنا، والحصار على محافظتي، لكنني ضاعفت جهدي، وتمكنت من تجاوز مشكلة انقطاع الأدوية بمختلف أصنافها عن المحافظة حتى تاريخه، طبعاً ذلك كان يكلفني سفراً متواصلاً إلى العاصمة "دمشق" وإرسال الأدوية جوّاً، مع متابعة يومية لواقع الأدوية ووجودها في كلّ أنحاء المحافظة، بالتزامن مع هذا الواجب، كانت زيارات المواطنين يومية إلى المكتب من أجل المساعدة والخدمة في العمل الذي أقوم به، ومساعدات أخرى كانوا يحتاجونها، لا يمكن تجاهل أيَّ طلبٍ لهم، ويجب أن يتحقق مهما كان ثمنه وجهده».

ترفع العلم السوري

جوانب إنسانية في حياتها بشكل يومي، قالت عنها: «على الرغم من إصابتي بسرطان الثدي، تحملت جهد العمل اليومي، وواصلتُ زياراتي إلى "دمشق" من أجل خدمات يحتاجها أهل المحافظة، وساهمت بوصول فريق طبي من مدينة "حلب" إلى "الحسكة" لتقديم العلاج والدواء لمرضى الأورام السرطانية، لم أهتم بمرضي، بقدر اهتمامي بالمرضى البقية، وشعوري بالسعادة وهم يرتاحون من عناء السفر إلى العاصمة للعلاج والجرعات، عاهدت نفسي أن أكون سنداً وعوناً لكل من يطلب ذلك، وهم يطرقون باب المكتب والمنزل في الوقت الذي يريدون، وأغلب الأوقات يطلبون المساعدة عبر الجوّال، وأحقق لهم رغبتهم مهما كان نوع المساعدة، وهنا تكمن سعادتي، وأنا حتى اللحظة في مكتبي ومنزلي همي الأول خدمة من يحتاج الخدمة».

"محمود السعد" من أهالي ريف "القامشلي" تحدّث عن تجربته مع الدكتورة "سمر": «هناك من أرسلني إليها للحصول على مساعدة طبية، قدمت جهداً كبيراً أثمر بإنجاز عملية جراحية لأحد الأقرباء بمساهمة منها ومن بعض الخيرين ممن طلبت منهم الدكتورة "سمر"».

سعادة الآخرين من سعادتها

الصحفي "صالح طعمة" أضاف عن جوانب خيّرة في شخصية الدكتورة "الصومعي": «بشكل دائم هناك زائر يطلب المساعدة منها، ولم نسمع أنّها ردّت أحداً خائباً، وبالتعاون مع الأطباء والخيرين والجمعيات تنجز ما يُطلب منها سواء العمليات الجراحية للفقراء والمحتاجين، أو بتأمين أجهزة طبية مختلفة أيضاً دون مقابل، هناك أشخاص يتواصلون معنا يبحثون عن أهل الخير، بشكل فوري، ندلهم على الدكتورة "سمر"، وهي نموذج رائع للخير والمحبة بمحافظتنا».

الدكتورة "سمر صومعي" من مواليد "الحسكة" عام 1963.