امتازَ بالحكمةِ والمعرفة، سخرَ وقتَهُ للعلمِ والتعليم، بذلَ جهداً كبيراً لمنطقتهِ وقريتهِ خاصةً، قدّم إنجازاتٍ مهمةً باقيةً حتى يومنا هذا، فارقَ الحياة ولم تفارق الأهالي ذِكراهُ ومناقبه.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 13 أيلول 2019 فتحت صفحة أحد أبرز شخصيات بلدة "الجوادية" الراحل "عبد الكريم قاسم قاسم"، له في تلك الصفحة الكثير من المناقب والمزايا والخصال الحميدة، قال عن جوانب عدّة منها الباحث في التاريخ "اسماعيل عمر": «ينتمي "قاسم" إلى أسرة كريمة وعريقة، مشهود لها في بلدنا و"تركيا"، تتلمذ على يد كبار العلماء والشيوخ ورجال العلم والدين، حفظ كتاب الله في عمر مبكر، لذلك كان من الطبيعي أن يسير منذ تلك المرحلة على نهج الخير والمحبة والسلام، حياته منذ الطفولة المبكرة كانت صالحة وناجحة، سار على نهج الأب والجد يحب الخير وينشره وينفذه، درس في مدرسة "الحمراء" بجزيرة "بوطان" التركية إحدى أعظم وأشهر المدارس على مستوى تلك الدولة وتنافس مدارس الدول العربية الكبيرة، كونها كانت مخصصة للطب والتاريخ والفلسفة وعلم الفلك واللغة العربية، وغيرها من العلوم إلى جانب علم الشريعة.

اسمه يُذكر بشكل دائم في المجالس التي تحكي عن الخير والسلام والمحبة، صيته في جميع مناطق وبلدات المحافظة، ما أسسه لمنطقته وقريته يستحق أن يدون عنه وتسجل له صفحات خاصة

بعد تخرجه من تلك المدرسة، هرب من "تركيا" بسبب بطشها في قتل الأقليات ومن بينها الأكراد، اتّجه إلى قرية "دير غصن" في بلدة "الجوادية" شمال شرق محافظة "الحسكة" استقر فيها، ونشر رسائل السلام التي كانت نهجه فيها وفي مختلف المناطق التابعة لها».

اسماعيل عمر

من مواقفه ومزاياه المميزة، وينقلها لنا الباحث "اسماعيل": «كرس حياته لخدمة القرية والقرى المجاورة، يعلم أبناءها وينشر بين ناسها لغة المحبة والخير، امتاز بالحكمة والمعرفة وكان ذكياً جداً، ويملك الكثير من العلوم والمعارف، يومياً له بادرة أو موقف في صنع الخير، كان يحلّ المشاكل بين الناس، لا يكلّ ولا يملّ في نشر تلك الرسالة، كان يتجه لقرية بعيدة أو قريبة، لبلدة هنا وهناك في سبيل حل النزاعات والخلافات، أعماله الطيبة والنبيلة ذات صيت كبير بين الناس والأهالي حتى تاريخه، محبته وحبه في قلوب كل من عاصروه وعاشروه، خاصة وأنه خرّج الكثير من الأطفال والشباب علمياً، باب منزله كان يطرق في جميع الاوقات، يطرقونه ليستفيدوا منه في أمر ما، أو يحتاجونه للمساعدة والاستشارة».

فقد "عبد الكريم قاسم" عينه، يذكر سبب ذلك، الحاج "محمود طيب" من أهالي بلدة "الجوادية": «عمري الآن أكثر من 90 عاماً، أنا والكثير من جيلي يحفظ له قيماً ومناقبَ رائعةً ومواقفَ وكلاماً تاريخياً، عندما تفوق فريق قريته في لعبة "الهولي"، على قرية أخرى أصابته طائشة أثناء اللعب وفقد عينه، قال طالما ربح أبناء قريتي وسعدوا بالفوز، فعيني هدية لهم، تابع أبناؤه دراستهم الجامعية، لشدة حبه وعشقه للعلم، يوجد مخطوطة مكتوبة بخط يده يدون ويحكي بعض تواريخ المنقطة المهمة وهي موجودة بين كتبه، وتمت ترجمتها إلى اللغة الكردية، من تلك الأحداث: واقعة الثلج الأحمر سنة 1910م، "سفر برلك" سنة 1914م، أحداث تاريخية لقرى المنطقة».

الراحل عبد الكريم قاسم

أمّا "عمر الخالد" من أهالي مدينة "القامشلي" فنحدّث عن شخصية الراحل "عبد الكريم": «اسمه يُذكر بشكل دائم في المجالس التي تحكي عن الخير والسلام والمحبة، صيته في جميع مناطق وبلدات المحافظة، ما أسسه لمنطقته وقريته يستحق أن يدون عنه وتسجل له صفحات خاصة».

يذكر أن الراحل "عبد الكريم قاسم" من مواليد 1910 توفي 1984 في قرية "دير غصن".