قدّمت نفسها بصورة مثالية في ميادين المجتمع المختلفة، انتقلت من طالبة متميزة ومتفوقة، إلى مديرة مدرسة ناجحة ومعطاءة، وعزّزت موقفها التربوي الناجح بمبادرات مجتمعية طيبة، نالت عبرها العديد من الثناءات وباقات التكريم.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 25 أيار 2019، زارت مدرسة "العذراء" بمدينة "الحسكة"، والتقت مديرة مدرستها، التي حظيت باحترام المجتمع وإدارتها، لما حققته من نجاحات كبيرة، فتحدثت عن مراحل دراستها بالقول: «أنتمي إلى أسرة ريفية تحترم العادات والتقاليد، تحترم الإنسان بذاته من دون التدقيق في طائفته أو دينه، تحت هذا العنوان سرت في الحياة، وتوجهتُ إلى دراستي ومدرستي، فقد درست الابتدائية والإعدادية في مدارس مدينة "الحسكة"، دوماً كنتُ من المحبوبين لدى معلميّ، إضافة إلى تفوقي الدراسي، وفي الثانوية تبلورت شخصيتي أكثر، شاركت مع مجموعة من زميلاتي في مهرجان "شبيبة الثورة" بمحافظة "درعا"، وكنت ضمن فرق المدرسة الرياضية، سواء الفردية أو الجماعية مثل كرة اليد، وشاركت في بطولات عدّة. أنهيت الثانوية بتفوق في ثانوية "غرناطة"، تابعتُ دراستي في معهد إعداد المدرّسين في "الحسكة"، قسم اللغة العربية عام 1998، ظهرت شخصيتي أيضاً في المعهد، وشاركت في كل مناسبة مهمة وجماعية، تخرّجت عام 1990، وعيّنت في مدرسة "الوحدة العربية" مدرّسة لمادة اللغة العربية، نلت من خلالها بعض الثناءات، منها ثناء من شعبة التقنيات لدرس نموذجي على مستوى الوزارة، وجميع دروسي كانت بتدريب أطفال المدرسة على إنجاز المنهاج بعروض فنية ومسرحية ونشاطات مختلفة، من خلال ذلك شاركت بالكثير من المهرجانات مع تلاميذي كمهرجان "الرقة"، أثناء ذلك كنت مواظبة على اتباع جميع الدورات الثقافية على مستوى المحافظة، وكنتُ ضمن قائمة الفريق الثقافي نتيجة تميّزي».

دائماً ما تبحث عن إظهار مدرستها بشكلها وصورتها المميزة، وهي محفّز كبير لمن حولها، تعمل من أجل الخير والمحبة والسلام، وهذه الرسائل التي تحملها يعرفها كل أبناء المحافظة

وتتابع عن مسيرتها: «بعدها انتقلت كمعلمة إلى مدرسة "العذراء" عام 2002، وفيها حققت جواً طيباً بين الأولياء والمدرسة ومع الجهازين الإداري والتدريسي، وحققنا معاً نجاحات كثيرة، عام 2011 عُيّنت معاون مدير في المدرسة، ثم مديرة للمدرسة؛ تابعت عملية تعزيز حالة التعاون والتشاركية بين المدرسة والمجتمع المحلي، أنجزنا أعمالاً مهمة جعلت مدرستنا متميزة، وطلابنا متفوقون بوجه دائم على مستوى المحافظة والقطر، ننظّف المدرسة معاً ونزرع الأشجار ونسقيها صيفاً وشتاء، حيث خصّصنا يومي الجمعة والسبت للأعمال التطوعيّة، والأهم أنني بادرت مع جهازي التدريسي لتأسيس صندوق مالي تطوعي، نقدم كل ما يلزم للأطفال غير المقتدرين، خاصة الوافدون والنازحون والأيتام، وقسم خاص لذوي الشهداء، بسبب الظروف التي تمرّ بالبلد، وقمنا بنشاطات متنوعة واحتفالات بجميع المناسبات، نشارك التلاميذ وأهلهم قبل الجميع، ونفّذنا أنشطة ومبادرات فنية ورياضية وترفيهية ومجتمعية على مستوى المحافظة، نالت رضا واحترام الجميع، من خلال العمل كفريق عمل واحد، وعلى الرغم من أعداد التلاميذ الكبيرة التي تجاوزت 2300 طفل، استطعنا أن نرتقي بالعملية التربوية والتعليمية للمدرسة، ونخلق جوّاً تربوياً واجتماعياً، فتميّزت المدرسة بنجاحها الإداري والدراسي، وكل ما ننجزه يحظى بإعجاب المتابعين، ومنها دروس جميع المعلمين بطريقة نموذجية».

احتفالات لإسعاد التلاميذ

وتضيف: «ذلك التميّز جعلنا ننال ثناءات كثيرة، منها: ثناء من السيد محافظ "الحسكة" لرفع المستوى التعليمي، وثناء من مجلس المحافظة، وشكر على الجهود المبذولة، وثناء من مديرية التربية في "الحسكة"، وآخر من نقابة المعلمين، وثناء من فرع "طلائع البعث"، وثناء من الكشاف السوري في "الحسكة"، وتكريمي من قبلهم كأفضل خمس نساء خدمت المحافظة خلال سنوات الحرب، وثناءات من جمعيات مختلفة، مثل: جمعية "اليمامة" بمناسبة عيد المرأة كأفضل امرأة خدمت المحافظة، وثناء من مديرية البيئة لكوني مديرة مهتمة ببيئة المدرسة، وثناء من جمعية "حماية البيئة" لأن حديقة مدرستنا من أفضل الحدائق المدرسية، وثناء من جمعية "مشاعل نور" بمناسبة عيد المعلم كأفضل مربية. وأنا عضو مؤسسة لجمعية "حماية البيئة" في المحافظة، وإضافة إلى عضويتي في نقابة المعلمين، فقد تم انتخابي من قبل كادر المعلمين على مستوى المحافظة، لاحقاً تم الحصول على ثناء من وزارة التربية، تقديراً لأعمال مدرستنا المميزة إدارياً وتعليمياً، وسنوياً نقوم بتكريم المتميزين على مستوى المدرسة، وكان ذلك حافزاً كبيراً لهم للمتابعة والاستمرار، وهناك نحو 40 رائداً سنوياً لمدرستنا فقط. أعتمد في عملي على العمل كفريق واحد، والمحبة والاحترام شعارنا، وسعيدة لأنني منذ التسعينات ناشطة في حقوق المرأة، ومدرستي تحظى بزيارات ميدانية من مختلف الشخصيات التربوية والسياسية والحزبية القادمة إلى محافظتنا من باقي المحافظات، وبعد انتهاء الزيارة دوماً يكون الرضا والامتنان لعملنا».

"ماجد العلي" من الكوادر التربوية في بلدة "عامودا"، تحدّث عن المديرة "روشن": «دائماً ما تبحث عن إظهار مدرستها بشكلها وصورتها المميزة، وهي محفّز كبير لمن حولها، تعمل من أجل الخير والمحبة والسلام، وهذه الرسائل التي تحملها يعرفها كل أبناء المحافظة».

أيام العطل للأعمال التطوعية

"أحمد العلي" معاون مدير تربية "الحسكة"، بيّن بحديثه التالي عن تميّز "روشن": «تتميّز بروح الجماعة التي صنعتها في مدرستها، وتتفوّق بجوانب عدّة ومهمة، أبرزها حالة التعاون بين الجميع؛ بدءاً من وليّ الأمر، ومروراً بالتلميذ إلى جانب الجهاز العامل في المدرسة، ظاهرة العمل التطوعي موجودة دائماً عندهم؛ فلا تمرّ مناسبة إلا ويتشاركون بها بكافة الكوادر، بصورة تربوية وتعليمية واجتماعية جميلة، تمنح مدرستها جوّاً رائعاً من المحبة والعطاء، نستطيع أن نقول إنهم في بيت مثالي، حتى الحيّ وأهله ينتمون إلى ذلك البيت».

يذكر، أن "روشن شيخموس خضر" من مواليد مدينة "الحسكة"، عام 1970.

دروس نموذجية في مدرستها