عاهد نفسه أن يكون متفوّقاً وطبيباً ناجحاً وإنسانياً، فحقّق المراد، وقدّم خدمات جليلة لأبناء منطقته، ولكل مريض يلجأ إليه من دون مقابل.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 16 أيار 2017، زارت الطبيب المختص بالجراحة العامة "سعيد الحميّد" ليحدثنا عن مسيرته الدراسية والطبية من البداية، فقال: «درستُ الابتدائيّة والإعدادية في قريتي، وبعدها ببلدة "القحطانية"، حققت في المرحلتين المركز الأول، تابعت التميز والتفوق؛ ليكون مركزي بين الأوائل على مستوى المحافظة في الشهادة الثانوية بفرعها العلمي، وفي المرحلة الابتدائية حصلت على رتبة الريادة بمسابقات الشعر والأدب، أمّا في المرحلة الثانوية، فكنت ضمن الأوائل في المسابقات الأدبية والثقافية على مستوى البلدة، وكان دعم الأسرة وخاصة الوالد مهماً ومفيداً، وصلت في الدراسة الجامعية إلى التخصص الذي تمنيته منذ الصغر، لأكون طالباً في كلية الطب بجامعة "حلب"، الاهتمام كان منصباً على الجانب العملي بوجه كبير، حتّى في أوقات الراحة كنت أتوجه إلى المستشفيات الجامعية بهدف كسب أكبر قدر من المدرّسين، لأكون نموذجاً للطالب النشيط والمثابر الطامح للمزيد من الخبرة».

من الكفاءات الطبية الجراحية العالية المستوى في المنطقة، وفي المستشفى الذي يملك نصيباً منه، يقوم بتقديم خدمات يومية مجانية. أمّا الثقافة العلمية، فهي كبيرة عنده، ويتابع دوماً الندوات والمحاضرات ليكون مواكباً لكل جديد في عالم الطب

ويتابع عن رحلته الطبية: «أثناء خدمتي في مستشفى "المجتهد" كانت لي عمليات جراحية كثيرة للشباب الذين يؤدون خدمة العلم، وبحكم بعدهم عن الأهل والأقارب، كنت أقوم بواجب الطبيب والأب، وأقوم بتلبية كل متطلباتهم حتى خروجهم من المستشفى داخل وخارج النقطة الطبية، هذا الواجب منحني أصدقاء وعلاقات اجتماعية كثيرة لا تزال قائمة حتّى اليوم. أمّا بعد توجهي إلى مدينة "القامشلي" خاصة في سنوات الأزمة، فوضعت تعليمات للممرض في العيادة بعدم التعامل مادياً مع أي مريض، فالمريض يعالج وهو يقرر دفع ثمن المعاينة أم لا، وهو يحدد المبلغ، وبالنسبة للفقراء والنازحين والوافدين فهم غير ملزمين بدفع ثمن الطبابة نهائياً. ويومياً نتوسط ونتساعد عند الزملاء الأطباء في سبيل تأمين الدواء والتشخيص لمختص آخر بإعفاء من لا يستطيع الدفع، واهتمامنا كبير بالإنسان المريض في هذه الفترة بالذات، حصلت على العديد من شهادات التقدير وبطاقات الثناء، وأهمها بالنسبة لي التي تصلني من الأهالي، ويومياً أحصل على بطاقات شكر من المواطنين الذين نالوا خدمة طبية مجانية؛ وهذه أكبر مكافأة».

الدكتور محمد السالم

"عمشة خلود" من أهالي مدينة "الرقة"، تحدّثت عن طبيبها الدكتور "سعيد" قائلة": «أجرى العمل الجراحي لزوجي من دون مقابل، وطلب مني إرسال كل من لا يملك القدرة على دفع ثمن الطبابة لنكون الدليل إليه، لديه يومياً مراجعون من شتى المناطق والقرى للعلاج وإجراء العمليات، وأغلبها مجانية؛ لأنّ الوضع المادي لأغلبنا صعب، الأهم من ذلك يوفر على الكثيرين التوجه إلى باقي المحافظات؛ لأنه ينجز العمل الجراحي في مدينة "القامشلي"، حتّى الصعب منها».

الدكتور "محمد سالم" بيّن عن زميله بعض الأمور التي يعرفها عنه، فقال: «من الكفاءات الطبية الجراحية العالية المستوى في المنطقة، وفي المستشفى الذي يملك نصيباً منه، يقوم بتقديم خدمات يومية مجانية. أمّا الثقافة العلمية، فهي كبيرة عنده، ويتابع دوماً الندوات والمحاضرات ليكون مواكباً لكل جديد في عالم الطب».

الدكتور سعيد في نقطته الطبية بانتظار من يحتاج المساعدة

يذكر أنّ الطبيب "سعيد الحميد" من مواليد قرية "المقرنات" في بلدة "القحطانية" بمحافظة "الحسكة"، عام 1971.