حمل مبضع الجراحة بيده، والإنسانية بفكره وقلبه، وجاهد لتكون مهنة الطب بعيدة عن التجارة والمزاودة؛ فهي بكل تفاصيلها مهنة لتخفيف الألم والمعاناة عن البشر.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 11 نيسان 2017، التقت الدكتور "زهير جورج" ليحدثنا عن تجربته بالطب والحياة، فقال: «ولدت في مدينة "الحسكة" عام 1956، درست في مدارسها حتى نلت الثانوية، ثم أكملت دراستي في كلية الطب في جامعة "حلب"، وتابعت الاختصاص في جامعة "دمشق" بالجراحة العامة، ثم عدت إلى مدينتي، لأخدم أهلي وناسي؛ فمهنة الطب رسالة إنسانية بكل مظاهرها، وعطاء غير محدود يتجاوز الحق الشخصي؛ لأنها تمسّ أغلى ما يملك الإنسان؛ أي الصحة. كنت أعالج المرض بهذا الفكر؛ لذلك أجد نفسي في كل بيت، وقلب كل مريض استطعت علاجه متمثلاً قسم "أبقراط"، وأدعو كل زملائي للعمل به.

هو من الأطباء المعروفين والمشهورين بالكفاءة العلمية والمهنية، فهو جراح بارع، ويتقن عمله جيداً، ويلاحق آخر التطورات العلمية من خلال حضوره للمؤتمرات الطبية، ودراسة كل ما هو جديد

وخلال حياتي تعرضت كثيراً لإغراء السفر قبل الأزمة وبعدها، لكنني كنت مصراً على البقاء في وطني الكبير "سورية"، ووطني الصغير مدينة "الحسكة"، حيث أشعر بأنني مدين للوطن ما حييت، فهو الذي علمني وجعلني أمتهن هذه المهنة القديرة، فهو جزء لا يتجزأ مني ومن كياني، ولم أعدّه يوماً فندقاً عندما تسوء الخدمة فيه أتركه وأرحل».

الدكتور خالد الخالد

لم يقف الطبيب "زهير جورج" مكتوف اليدين عندما اشتدت أزمة وطنه، فقد كان الجندي المجهول الذي حمل عدته وبقي مستنفراً لإسكات أوجاع المرضى، ويقول: «منذ بداية الأزمة أخذت على عاتقي معالجة جرحى الجيش العربي السوري، والنازحين إلى المحافظة مجاناً؛ وهذا أقل واجب تجاه وطني، كما أنني أنسّق مع الجمعيات الخيرية العاملة في "الحسكة" لمعالجة الفقراء والمحتاجين؛ لأنني مقتنع بأن مهنة الطب إنسانية أولاً وأخيراً، ولا مجال للتجارة فيها، وهذا كان هدفي في الحياة، وأتمنى أن أكون قد استطعت تحقيقه.

في حياتي القصيرة جلت العالم، وتعرفت إلى الأطباء السوريين الذين يبهرون العالم بإنجازاتهم وتفوقهم العلمي والأخلاقي، وهم أنفسهم يساهمون بإعمار الوطن».

أما عن جولاته حول العالم، وما اكتسبه منها، فيضيف: «كل سنة أقوم بجولة على البلدان المتقدمة بالطب، وخاصة "أميركا" لاكتساب الخبرات الضرورية في العمل، ومعرفة كل جديد في هذا العلم الواسع؛ فأنا حريص على نقل الخبرات التي أكتسبها إلى وطني ومعالجة أوجاع الناس، ودائماً ما تشفي روحي ابتسامة مريض يتماثل للشفاء».

يقول عنه الدكتور "عيسى خلف": «الدكتور "زهير" مثال للطبيب المخلص لمهنته، والقدوة الحسنة لزملائه الأطباء في العمل الطبي والأخلاقي، فمن خلال وجوده في مدينة "الحسكة" خلال الأزمة، وما تعرضت له المدينة من اعتداء الجماعات الإرهابية، وكيف كان سباقاً للمساعدة وإنقاذ المرضى والجرحى، ووقوفه مع كافة شرائح وأطياف المجتمع الحسكاوي، وخاصة الطبقة الفقيرة، تعرف معدنه الأصيل، وأنه يطبق القسم بحذافيره من دون مجاملة، وهو قدوة حسنة لزملائه الأطباء».

أما الدكتور "خالد الخالد"، فعنه يقول: «هو من الأطباء المعروفين والمشهورين بالكفاءة العلمية والمهنية، فهو جراح بارع، ويتقن عمله جيداً، ويلاحق آخر التطورات العلمية من خلال حضوره للمؤتمرات الطبية، ودراسة كل ما هو جديد».